متى نستعيد المساجد - أحمد مجاهد - بوابة الشروق
الأربعاء 29 مايو 2024 4:43 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

متى نستعيد المساجد

نشر فى : الإثنين 17 يناير 2011 - 10:08 ص | آخر تحديث : الإثنين 17 يناير 2011 - 10:08 ص

 أظن أننا لا يمكن أن نختلف على أن الأزهر هو قلعة الاعتدال الدينى فى العالم الإسلامى، وأظن أنه لا يمكن لأحد ادعاء القدرة على توصيف وضع الخطاب الأزهرى وحجم تأثيره فى ساحة الخطاب الدينى بمصر الآن أكثر من فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر.

وقد قال فضيلته فى أحد البرامج التليفزيونية فى أعقاب حادثة كنيسة الإسكندرية وفقا للمنشور بجريدة اليوم السابع فى 7 يناير: «إن المساجد الكائنة تحت العمارات والتى بناها أصحابها للتهرب من الضرائب تشكل مصدر قلق ولا نعرف ما يقال فيها، وأن المواطنين قد تم اختطافهم على أيدى هؤلاء الدعاة لغياب دور الأزهر وضعفه فى الساحة، وهو ما أظهر أشياء تخالف الإسلام، مؤكدا أن جميع المساجد التابعة للأوقاف يحصل أئمتها على تراخيص».

وقد أجرت جريدة روز اليوسف فى 13 يناير تحقيقا عنوانه «الزوايا والمساجد الأهلية قنابل موقوتة بالإسكندرية» يوضح بالأرقام حجم هذه المشكلة، حيث صرح الشيخ محمد أبو حطب وكيل وزارة الأوقاف بأن «عدد المساجد الأهلية التى لم تضم بعد للأوقاف بالإسكندرية 423 مسجدا، أما الزوايا الأهلية فلا يوجد حصر دقيق لها. وأضاف أن الزوايا التى تبنى أسفل العمارات دون الحصول على أى موافقة أو تراخيص هى مسئولية الأحياء، وأنه قد تم تعيين خطباء ببعض هذه الزوايا مثل زاوية عمر بن الخطاب بالسادس من أكتوبر وعمر بن عبد العزيز بالدخيلة ورياض الصالحين بأبى يوسف بعد ملاحظة وجود شغب وسيطرة لبعض الجماعات المتطرفة».!

أما مدحت شيحة عضو المجلس المحلى بالمنتزه فقد رد عليه قائلا «إن منطقة المنتزه والرمل وحدها يوجد بها 800 مسجد وزاوية وليس بها سوى 150 إماما من الأوقاف، وقد طلبنا تعيين المزيد ولم تستجب الوزارة». وبغض النظر عن محاولة كلا الطرفين إزاحة المسئولية على الآخر فالنتيجة هى أن نسبة تواجد خطباء الأزهر المعتمدين فى هذه المواقع لا تصل إلى 20%، فى حين تصل نسبة الخطاب الدينى العشوائى والمتطرف بها إلى أكثر من 80%!

إذن فخطاب الأزهر المعتدل محاصر داخل مواقعه بامتياز، فما بالك بإمكانية دالسماح لتواجد أى خطاب آخر على الساحة الثقافية؟

لى تجربة شخصية فى هذا المجال، فعلى الرغم من أن الهيئة العامة لقصور الثقافة هى أكثر مؤسسات الدولة نشرا لكتب التراث الإسلامى، وأن مجلس إدارتها يضم وكيلا لوزارة الأوقاف التى تقوم بترشيح كافة الدعاة المشاركين بالندوات الدينية للهيئة طوال العام بالمحافظات وما أكثرها لمن لا يعلم، وأن الهيئة هى الجهة الوحيدة بمصر التى تضم ثمانى فرق للإنشاد الدينى، وهى الأبرز فى الأنشطة الرمضانية على مستوى الجمهورية، فإن كل هذا لم يشفع لها فى عدم التعرض لما نشرته الجرائد كلها فى حينه، وتلخصه هذه الفقرة من الملف المنشور بمجلة روز اليوسف فى25/4/2009 حيث تقول: «وكأن طالبان احتلت مطروح.

جاهد أعضاء من التيار السلفى بالمحافظة لإفشال أعمال القافلة الثقافية الذاهبة لمنطقة سيدى برانى لمساعدة المناطق المهمشة ثقافيا. وذلك بعد قيام أحد أعضاء التيار السلفى يدعى خميس الشرمى بإلقاء خطبة بمسجد الفرقان الأهلى حرض فيها الأهالى على مقاطعة القافلة وعروضها واصفا إياها بأنها رجس من عمل الشيطان وأن ما تقدمه من أغان ورقصات يحض على الفسق والفجور، مما حفز الأهالى على إلقاء الطوب والحجارة على أعضاء الفرقة والعاملين بها بعد انتهاء العرض».

الجدير بالذكر أن برنامج القافلة تألف من ندوة دينية، وأمسية شعرية، وغناء لمطرب بدوى ثم لمطربة من الأوبرا غنت لأم كلثوم أغنيتى: برضاك يا خالقى وغنى لى شوى شوى، وعرض لفرقة مطروح للفنون الشعبية التى لا يظهر من فتياتها سوى عيونهن فقط!

فليس غريبا فى ظل هذا السياق أن تتحول طوبة مطروح إلى قنبلة الإسكندرية بعد ما يقرب من عامين، ولا خلاص من هذا كله إلا بأن يستعيد الأزهر مواقعه السليبة ليؤمها رجاله المعتدلون، فقد كان رجالات الأزهر أمثال رفاعة الطهطاوى ومحمد عبده وعلى عبد الرازق وغيرهم هم رواد التنوير، ويجب أن يعودوا كذلك حتى لا يتوهم أحد أن التنوير ضد الإيمان أو أن التدين فى ذاته هو المشكلة.

التعليقات