عودة رامبو وصائد الجبابرة - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 10:58 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عودة رامبو وصائد الجبابرة

نشر فى : الثلاثاء 17 ديسمبر 2013 - 7:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 17 ديسمبر 2013 - 7:00 ص

المقصود بهما، سيلفستر ستالونى وأرنولد شوارزينجر فهما بطلا أفلام الحركة على الشاشة الأمريكية فى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضى، كلاهما اكتسب شعبية طاغية داخل وخارج بلاد العم سام واعتمدا على تحقيق حلم القوة المطلقة عند المشاهد الذى يضع نفسه عادة مكان البطل المغوار الصبور الذى يتعرض للظلم أو الخديعة أو الهزيمة المرة تلو المرة إلى أن تأتى لحظة تصفية الحساب فينطلق بكل قوة فى إنزال العقاب على البغاة ويقهر الأشرار والظالمين.

نحن العرب غالبا نظهر فى أفلامهما كهمج نميل بالفطرة لممارسة الإرهاب واتخاذ النساء والأطفال رهائن لابتزاز العالم المتحضر وبعد معارك تثبت «خستنا»، يتولى رامبو فى «صقور الليل» لبروس مالموت 1981 قضية إنقاذ رهائن الأمم المتحدة، وقتل العربى المتوحش، كما يتمكن صائد الجبابرة فى أكاذيب حقيقية لجيمس كاميرون 1994 من القضاء على مجموعة العرب الذين أرادوا ضرب كاليفورنيا، بقنبلة نووية!.. الفيلمان مجرد مثلين لأعمال أخرى تنسج على ذات المنوال.

دار الزمن دورة وثانية وبينما تجاوز شوارزينجر الستين من عمره «ولد 1947» اقترب ستالونى من السبعين «ربيعا» ـــ مواليد 1946 ــــ أى أنهما ودعا أيام الشباب والعنفوان، حيث كان الواحد منهما يستطيع مواجهة جيش عرمرم من عرب لا يجيدون استخدام الأسلحة الحديثة ويفشلون في الصمود أمام عضلات وسرعة بديهة رامبو وصائد الجبابرة.. تفتق ذهن ورشة هوليوود عن فكرة جمع الاثنين فى فيلم واحد كى يشكلا قوة صاعقة تقنع المشاهد بما سيراه.

ستالونى، خبير متانة أنظمة الأمن فى السجون المتخصص أيضا في تصميمها على نحو يضمن عدم الهروب منها وظيفته فى الشركة التى يشارك فيها أن يدخل السجن كمذنب، محكوم عليه، كى يختبر أى ثغرات قد تكون بها وقد تتيح فرصة الهرب للنزلاء.. يضع شريحة تحت جلد يده كى تدل شركاءه على مكان تواجده إذا دعت الضرورة، الشركة تعمل بشكل رسمى وتتعاقد مع الحكومة الفيدرالية على مراقبة وسائل التأمين وها هو ستالونى، أمامنا يهرب بسلاسة من أحد السجون خلال زنزانة العزل الانفرادى، القريبة من وحدة إطفاء الحريق، وذلك أثناء اندلاع حريق بالقرب من البوابة.

سيناريو «خطة الهروب» الذى كتبه مايلز تشابمان يتعمد فى مواقفه الأولى على اثبات أن ستالونى ليس مجرد عضلات مفتولة وجسم ضخم وقوة بدنية ولكن ربما فى المحل الأول ذكاء لماح وحواس مرهفة منتبهة وتفكير سديد، قدرة فائقة على ملاحظة التفاصيل.. بهذه الإضافات يدخل ستالونى المغامرة التالية التى تعتبر جوهر الفيلم، وتستغرق مساحته الرئيسية.

نتيجة مؤامرة يجد ستالونى نفسه مزجوجا فى سجن غامض لا يعرف مكانه بحراسة لم يعهدها من قبل وقد انتزعت الشريحة الموضوعة تحت جلد ذراعه.. مدير السجن على درجة عالية من السادية بقناع وجه هادئ وجوهر صاخب بالوحشية لا يرمش له جفن وهو ينكل بالمساجين بعضهم من العرب.

جدير بالذكر أن سلطات دبى سحبت الفيلم من دور العرض لأن المساجين العرب يتبادلون الفاظا نابية وشتائم جارحة وبعد حذف تلك اللقطات والعبارات، أعيد عرض الفيلم.. وغالبا، نسخة «خطة الهروب» المعروضة فى مصر جاءت بعد إجراء الحذوفات لأنها خالية من الشتائم ولكن كان من المستحيل تغيير نسخة العربى الكريهة التى لا يمكن التعاطف معها برغم وقوف صاحبها إلى جانب ستالونى فى محاولة الهرب.

شيئاً فشيئاً تتكشف الأمور لستالونى وأن السجن اسمه «المقبرة» وهو عبارة عن سفينة نقل بترول ضخمة، تحولت إلى سجن تقف فى مياه المحيط الدولية، وتتبع شركة «بلاك ووتر» السيئة» السمعة والتي قامت بأفعال مشينة فى العراق، لا يتعرض لها الفيلم ولا يذكرها فالاهتمام ينصب على كيفية خروج ستالونى من المأزق.

فى هذا السجن، يتعرف ستالونى على شوارزينجر ويشكلان سوياً قوة لا يستهان بها يحاول ستالونى استمالة طبيب السجن لهما مذكرا إياه بقسم أبقراط.. وبذكاء يحدد ستالونى موقع السفينة ويعيد الطبيب الشريحة إلى داخل جلد ستالونى.. وبناء على خطة ستالونى تندلع فوضى وهمية بين النزلاء ثم بينهم جميعا والحراس الأشداء وعلي غرار أفلام الحركة أو «الأكشن» الأمريكية يسترسل المخرج مايكل هاستروم فى متابعة اللكمات والضرب بالهراوات وانبثاق الدم من الجروح مع موسيقى صاخبة عالية الصوت من تلك التى تصاحب مثل تلك المواقف.. وسريعا، تأتى طائرة مروحية لإنقاذ البطلين، بينما يلفظ «العربى القبيح» انفاسه الأخيرة.. وبينما يصل البطلان لليابسة يحترق سجن «القبر» بمن فيه وعليه.. وبهذا ينتصر رامبو من جديد المبتسم باستخفاف ومعه قاهر الجبابرة الراضى عن نفسه تماما.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات