روسيا: متى يأتى الغد للعرب؟ - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 12:00 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

روسيا: متى يأتى الغد للعرب؟

نشر فى : السبت 18 مارس 2017 - 9:15 م | آخر تحديث : السبت 18 مارس 2017 - 9:15 م

«هناك كثير من الأماكن فى الأرض، يمتد فيها تاريخ النزاعات والحروب آلاف الأعوام، لكن الشرق الأوسط يقف بالتأكيد حتى على الخلفية شديدة الاضطراب. ومن الصعب العثور على مناطق بصراعات كهذه طويلة المدى، تساهم فيها تقاليد ما لا يحصى من فاعلين من عيارات مختلفة؛ صغيرة، هامشية تقريبا، وقوى عالمية رئيسة». هكذا يستهل رسالته الأكاديمى الروسى «أندريه بستريتسكى»، رئيس منتدى النقاش «فالداى»، الذى اختتم أخيرا أعماله فى موسكو. عنوان الندوة «الشرق الأوسط: متى سيأتى الغد؟». والسؤال بحجم المسألة التى شهدت منذ ندوة «فالداى» العام الماضى تغيرات شملت الموقف الدولى بالكامل، وتغير خلالها كثير من اللاعبين ويستمر تغيرهم، ومعهم يتغير ميزان القوى فى المنطقة والعالم، وتتغير المبادئ والقواعد العالمية الرئيسة. وينبغى الاعتراف، حسب الأكاديمى الروسى، «بأن لا شىء أكثر إرباكا من اعتراف المعلمين أنفسهم بأنهم لا يعجزون فحسب عن تفسير العالم بثقة، بل يهمسون وجلين بأنهم لا يؤمنون بتعاليمهم».
و«فالداى» اسم بحيرة فى إقليم «نوفجورد» بروسيا، حيث عقدت دورة المنتدى الأولى عام 2004، ويعبر الاسم عن تجنب الروس أسماء أيديولوجية عانوا تبعاتها قرنا. وهذه سادس دورة عن «الشرق الأوسط» يقيمها «فالداى»، الذى تدعمه مصارف روسية كبرى، ويقيم منتديات عدة أخرى، بينها «أوراسيا»، و«الأوروأطلسى»، و«الثورة العالمية»، والأمر المبشر فيها أنها لا تقدم أجوبة بل تطرح أسئلة، وهذا انقلاب فى الفكر الروسى، الذى عانى فى القرن الماضى ما سمى «الجمود العقائدى».
عنوان الجلسة الافتتاحية فى منتدى موسكو «تغير النظام العالمى والشرق الأوسط»، وفيه تحدث «ميخائيل بوجدانوف»، نائب وزير الخارجية، وأنشط الدبلوماسيين الروس فى المنطقة، وإعلاميان عربيان معروفان؛ راغدة درغام (من لبنان) وجمال خاشقجى (من السعودية)، إضافة إلى شوكت عزيز (رئيس وزراء باكستان السابق)، وموشيه يعلون (وزير الدفاع الإسرائيلى سابقا)، وأكاديميون من أبوظبى، وطهران، وأنقرة، وواشنطن. وتناولت الجلسة الصراعات الدولية، والإرهاب العالمى، وتدفقات اللاجئين، وما تطرحه من تحديات على النظام السياسى والاقتصادى، وعلى الهياكل الاجتماعية فى بلدان عدة، بما فيها بلدان غربية تعانى هى أيضا الشعور بالعجز وعدم الأمان، وتتفاقم فيها الخيبة من نخبة «قديمة» يراها كثيرون فاقدة الصلة بالواقع، فيما تتهم النخب «الجديدة» التى تحاول الحلول مكانها بـ«النخبوية» والحدية.
وفى «فالداى» لا يلاحقون آخر تطورات الموقف بين «ترامب» و«بوتين»، بل يبحثون التطورات التى تملى عليهما موقفيهما، وينكرون أن تكون «داعش» مشكلة كبرى، ويؤكدون أن فهم ما يحدث فى المنطقة يحتاج لرؤية حزمة المشكلات ككل، وبناء نوع من «المصفوفة» متعددة الأبعاد، ترى جميع تنوعات العلاقات بين ظواهر عدة. وأهم الاستنتاجات أن دلالات ما يحدث فى المنطقة مرتبطة بالعملية الاجتماعية العالمية، «وكأن العولمة تستخف بالمستخفين بها».
و«فالداى» كالمشكلات التى يناقشها فرص أيضا، بحثتها جلسات سوريا والعراق، واليمن وليبيا، واقتصاد المنطقة، وحتى فرص مشاكل العلاقة بين السعودية وإيران، والتى «تتحكم بمعظم مشاكل المنطقة». وشهادات الفرص عرضها شهود تاريخيون، بينهم عمرو موسى الأمين العام السابق لـ«جامعة الدول العربية»، وعلى ناصر محمد، رئيس جنوب اليمن سابقا، وعبدالله الدردرى، نائب رئيس وزراء سوريا سابقا، ونبيل فهمى وزير خارجية مصر سابقا، وإسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمم المتحدة لليمن.
كالمثل؛ «إذا لم يأت محمد إلى الجبل فليذهب الجبل إلى محمد»، انتقل منتدى «فالداى» من موسكو إلى العاصمة الأرمنية «يريفان» مطلع الشهر، وعقد الأسبوع الماضى فى لندن. وتتغير العواصم والعناوين، والرسالة واحدة، بأبعاد مختلفة. فى «يريفان» العنوان «زمن التغير، العالم فى عصر اللاتوقعات العالمية»، وفى لندن «ثورة عالمية ونظام عالمى».

الاتحاد ــ الإمارات
محمد عارف

التعليقات