مولد سيدى بارنبويم - وائل قنديل - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 7:21 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مولد سيدى بارنبويم

نشر فى : السبت 18 أبريل 2009 - 4:10 م | آخر تحديث : السبت 18 أبريل 2009 - 4:10 م

 الإلحاح على استباق اسم قائد الأوركسترا الإسرائيلى دانيال بارنبويم بكلمة «الأرجنتينى»، لن يقلل من إسرائيليته فى شىء، مهما حاول البعض إقناعنا بأنه إسرائيلى لطيف يحب الفلسطينيين ويكره إسرائيل على طريقة الموسيقار شعبان عبدالرحيم، كما أن محاولة إيهامنا بأن إدخاله من بوابة صداقته للمفكر الفلسطينى – الأمريكى إدوارد سعيد ليست نوعا من التطبيع، ليست أكثر من نكتة، فالرجل إسرائيلى منذ نعومة أظافره، كما أن أقصى ما يستطيع تقديمه لنا هو الاعتراف بعذابات الفلسطينيين بدءا من عام 1967، أما ما قبل ذلك فهو لم يكن موجودا.

بل إن للسيد بارنبويم تصوراً غاية فى الطرافة والخفة عن العلاقة بين الفلسطينيين وقاتليهم، ملخصه أنه يعتبر ما بين الشعب الفلسطينى وإسرائيل مثل الذى بين الرجل وزوجته، حيث يقول فى حوار مع جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 18 أغسطس 2005 :«على رئيس الوزراء الاسرائيلى، بغض النظر عمن يكون، أن يوفر شروطا للفلسطينيين كى يعيشوا بكرامة فى مجتمع لائق، عندها سيتقلص العنف ويتوقف.

اما اذا لم يفعل هذا، وترك الفلسطينيين يعيشون بطريقة لا يملكون شيئا يخافون من فقدانه، عندها سينفجرون. تماما كما الحال فى العلاقات الانسانية، إذا عاش زوج وزوجته لسنوات، وظل يعاملها بطريقة سيئة جدا إلى درجة ان تشعر فى النهاية بانه ليس هناك من شىء تخاف فقدانه، فإنها تذهب أو تقتل زوجها.

لكن، إذا شعرت بأن زوجها يملك شيئا مهما يتعلق بها، فربما تقبل بأمور صعبة فى ظروف أخرى تقبلها. يجب ان يكون هناك شىء. ان اللحظة التى يأخذ هذا الزوج من زوجته، آخر نقطة من الامل الاخير، ولا يعود هناك ما تخاف فقدانه، لأنه لم يعد هناك شىء، عندها لا تعود الزوجة مسئولة أو يمكن محاسبتها».

انتهى الاقتباس وبقيت عدة أسئلة: هل وضع كلمة السوفييتى قبل اسم الصهيونى المتطرف أفيجدور ليبرمان يخرجه من فئة الصقور إلى فئة الحمائم؟ وهل استباق اسم إسحاق شارون بالبولندى يجعله داعية سلام؟

أشرس قاتلينا من الإسرائيليين كانوا من أصول عربية، باراك المغربى، وموردخاى العراقى، فلا يضحكن على عقولنا أحد بمحاولة مداراة الجنسية الإسرائيلية بكلمة الأرجنتينى أو الهندى.
وإذا كان الرجل حقانيا ومتعاطفا مع الحق العربى إلى هذا الحد، فلماذا يخفى عمدا أكثر من 40 عاما من تاريخ المجازر الإسرائيلية ضد العرب، لماذا يبدأ تاريخ الصراع العربى عنده من سنة 1967؟ يقول بنص عباراته: «يمكن الاستمرار فى احتلال الارض والتحكم بالشعب لمدى 38 عاما، ثم التوقع منهم أن يوقعوا اتفاقية سلام».

وأخيرا، إذا كان السيد بارنبويم غاضبا من كونه إسرائيليا إلى هذا الحد، فلماذا لا يمزق جواز سفره كما فعل حاخام يهودى فى لندن احتجاجا على مجزرة غزة الأخيرة ويعود إلى وطنه الأم «الأرجنتين».

والسؤال الأهم: لماذا كل هذا الاحتفاء المبالغ فيه بالسيد الموسيقار الإسرائيلى بينما كل البنادق والأقلام مصوبة ناحية حزب الله والمقاومة العربية؟


وائل قنديل كاتب صحفي