قبل أقل من عام أطاح بمحمد مرسى الذى كان فى ذلك الوقت رئيسا لمصر وزير الدفاع حسين طنطاوى. واعتبر كثيرون أن هذه الإطاحة ستتيح لجماعة «الإخوان المسلمين» إمكان تدجين الجيش المصرى كما فعل رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان مع الجيش فى تركيا، الأمر الذى من شأنه أن يضمن الحكم بيد «الإخوان» لفترة طويلة.

لكن ما تبين فى الفترة القليلة الماضية هو أن مرسى حفر حفرة وقع هو نفسه فيها. وبدلا من طنطاوى الذى كان يعتبر من فلول نظام الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك، تسلم قيادة الجيش جنرال شاب هو عبد الفتاح السيسى الذى يتحلى بالكثير من الحيوية والطموح.

وها هو الجيش المصرى بقيادة السيسى يقوم الآن بملاحقة أتباع «الإخوان المسلمين» فى شوارع مصر بعد أن أطاح بالرئيس مرسى قبل أكثر من شهر.

ويبدو أن النية متجهة إلى إزاحة «الإخوان» من الحيّز العام ومن وسائل الإعلام، تماما كما كانت عليه الحال فى إبان نظام مبارك.

ولا بد من القول إن الصراع بين «الإخوان المسلمين» والجيش المصرى بدأ قبل 50 عاما خلال فترة نظام الرئيس السابق جمال عبدالناصر. وهو صراع على هوية مصر ومجتمعها بين معسكر علمانى يقوده الجيش وبين حركة «الإخوان» الدينية المتزمتة التى خسرت معركة خاضتها، لكن مع ذلك يستمر حضورها واسعا فى أوساط الشعب المصرى.

وليس من المبالغة تقدير أنه ما دام الجيش المصرى يحظى بتأييد شباب ميدان التحرير الذين أسقطوا نظام مبارك، فإنه سيستمر فى قمع «الإخوان المسلمين» وتظاهرات أنصارهم فى شتى أنحاء مصر.

أستاذ جامعى

«يسرائيل هيوم»

نشرة مؤسسة

الدراسات الفلسطينية