نهايات - كمال رمزي - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 8:46 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نهايات

نشر فى : السبت 18 سبتمبر 2010 - 11:10 ص | آخر تحديث : السبت 18 سبتمبر 2010 - 11:10 ص

 ● بعيدا عن السؤال المكرر، الممل، الذى يختزل مسلسل «الجماعة» فى ست كلمات تقول «هل أنت مع «الجماعة» أم ضدها؟، تأتى الحلقة الأخيرة، ذات النهاية المفتوحة، لتقدم نموذجا فريدا للبطل التراجيدى، بجوانبه النبيلة، وأخطائه المدمرة، ليجد نفسه وحيدا، فى مأزق أقرب للمتاهة، فكل الاختيارات صعبة، بل شديدة القسوة.

وهنا، يتجلى إبداع الفنان إياد نصار، المتفهم بعمق لأزمة الشخصية التى يؤديها، والتى تتجاوز أزمة الأيام الأخيرة فى حياة «حسن البنا» لتعبر عن حيرة بطل يدرك أن كل الأمور خرجت عن السيطرة، وأن تقديمه لتنازل يؤدى بالضرورة، والابتزاز، إلى مطالبته بالمزيد من التنازلات المهينة، التى لا يمكن أن يقبلها. ملامح وجه إياد نصار، وهو صامت، تنطق بعشرات الانفعالات، فإلى جانب الحزن ثمة غضب مكتوم، بالإضافة لقلق مع توقع ما هو أسوأ. إنه قوى، ولكن محاصر، ومعظم أجزاء الحلقة تدور ليلا، العتمة تقبع فى الأركان وتكاد تغلق كل الموجودات. وفى حركة عفوية، يسكب إياد نصار جرعة ماء على كفه، تنساب قطراتها من بين أصابعه، ويبدو كما لو أنه يرى، فى القطرات الضائعة، خيوط اللعبة، التى لم تعد فى يده.. إنها حلقة عميقة المغزى.

● نجح «أهل كايرو» فى إدانة الفاسدين بارتكاب جرائم، ربما أخطر، وأشد تأثيرا من جريمة قتل «صافى سليم» فى ليلة زفافها، وطوال المسلسل، المفعم بالحيوية، يتألق بأداء فنانين على درجة عالية من الكفاءة، على رأسهم الموهوب، خالد الصاوى، الذى يعرف تماما أسرار صنعته، وهو فى دور «حسن» ضابط المباحث يعطى للشخصية طابعا خاصا، يرسم له العديد من التفاصيل النفسية بالغة الخصوصية، تتبدى واضحة فى النظرة واللفتة وحتى عندما يظهر غير ما يبطن. لكن مشكلة الحلقة الأخيرة أن قاتل العروس لم يكن أبعد الأشخاص عن التوقع، ولكن أبعد الأشخاص عن المنطق، فوالد «صافى»، الجاهل الغلبان، السكير المنحرف، ضعيف البنية والعقل، لا يمكن تصديق أنه يتمكن من قتل ابنته، بهذا القدر من الاحترافية العالية، خاصة حين ينزع السكين من عنقها ويضع سكينا أخرى مكانها، ويتعمد ألا تظهر بصماته على مقبض السكين.
إنها نهاية تلفيقية.

● فى الحلقة الأخيرة من «زهرة وأزواجها الخمسة» تغمز البطلة بعينها للكاميرا، ولنا، وهى تخطرنا أنها سترمى شباكها التى لا تخيب، على المخرج خالد يوسف، ليصبح زوجها الخامس. غمزة العين، مع ابتسامة النصر المحتم، تحمل الكثير من المزاح والمشاكسة، وطبعا تعبر بدقة عن موقف مصطفى محرم، المهزار فى جوهره، الذى شاء أن يرد، بطريقته على منتقديه السخفاء، بوقارهم المزيف، حين هاجموا زواج الحاج متولى من أربع نساء.. «زهرة..» عمل كوميدى، وهذا لا يقلل من شأنه، لكن المشكلة أن المخرج، محمد النقلى، وربما بعض الممثلين، تصوروا أنه مسلسل اجتماعى جاد، وبالتالى سحبوا بعض النقاد لهذا التصور، ولأن مصطفى محرم، يستجيب بحماس للاستفزاز، انطلق يدافع عن عمله على أساس أنه يعبر عن الواقع.. ولأننى أدرك مدى خبرة ودراية مصطفى محرم بفن كتابة السيناريوهات، أكاد أراه يضحك فى كمه وهو يتابع جمهوره العريض، ويخرج لسانه لمنتقديه، قائلا لنفسه وللآخرين: لقد استطعت أن أخرج خمسة أرانب من قبعة «زهرة».

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات