نُشِر فى مثل هذا اليوم - أحمد مجاهد - بوابة الشروق
الإثنين 20 مايو 2024 5:12 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نُشِر فى مثل هذا اليوم

نشر فى : الإثنين 18 أكتوبر 2010 - 10:28 ص | آخر تحديث : الإثنين 18 أكتوبر 2010 - 10:28 ص

 لفتنى أثناء قراءتى الأعمال الشعرية الكاملة لكمال نشأت حرصه على تسجيل سنة كتابته لقصيدة «أحلام فارس قديم» 1964، وهو العام نفسه الذى صدر فيه ديوان صلاح عبدالصبور «أحلام الفارس القديم»، وقد غمز ولمز موقع «الشعر والأدب» مشيرا إلى هذا الموضوع، وإلى أن قصيدة نشأت «تتحدث عن مدينته مثلما تحدث عبدالصبور فى قصيدته عن امرأة فى المدينة».

وإذا كانت مراجعة القصيدتين تنفى من وجهة نظرى وجود أى تشابه بينهما فيما عدا العنوان، فإن قراءة قصيدة «الفارس الغريب» التى كتبها نشأت فى 13/4/1967 تثبت تأثره الشديد بقصيدة عبدالصبور بداية من العنوان ومرورا بالألفاظ والصور والوزن والقافية أحيانا، فلا فارق بينهما سوى أن صلاح يحدث حبيبته وكمال يحدث مدينته.

فإذا كانت دراما قصيدة صلاح تتمثل فى أن بدايات فارسه الشجاع لا تنبئ بعودته بغصة التجربة المريرة، حيث يقول:

قد كنت فى ما فات من أيام
يا فتنتى محاربا صلبا، وفارسا همام
من قبل أن تدوس فى فؤادى الأقدام
من قبل أن تجلدنى الشموس والصقيع.
فإن كمال كذلك أيضا، حيث يقول فارسه:

طوفت فى المدائن البعيدة
رأيت ما يخافه الشجعان
وتهت فى البحار
وعدت، وملحها فى القلب واللسان.

وإذا كان فارس صلاح قد أنهى رحلته مقهورا مهزوما حيث يقول:

ماذا جرى للفارس الهمام؟
انخلع القلب، وولى هاربا بلا زمام
وانكسرت قوادم الأحلام.

فإن فارس كمال كذلك أيضا، حيث يقول:

أعود بالجراح والندمْ
فهدهدى مواجعى، مللت من تجاربى، وبُهرة الزحام
تهدمت مفاخرى، وانكسر الحسام.
وإذا كان فارس صلاح يصرح لحبيبته بأن ما يبحث عنه هو البراءة التى أفسدها التجريب والمهارة وحساب الربح والخسارة، حيث يقول:

يا من يدل خطوتى على طريق الدمعة البريئة!
يا من يدل خطوتى على طريق الضحكة البريئة!
لك السلام.. لك السلام
أعطيك ما أعطتنى الدنيا من التجريب والمهارة
لقاء يوم واحد من البكارة
لا، ليس غير «أنتِ» من يعيدنى للفارس القديم
دون ثمن
دون حساب الربح والخسارة.

فإن فارس كمال يصرح بأن براءته لم تصمد أمام الشطارة والمهارة وحيل التجارة أيضا، حيث يقول:

لكننى ما كنت فى الشطَّار
لأننى لم أعرف المهارة
وحيل التجَّار!
وكنت فى براءتى الغريرة
عصفورة صغيرة.
وقد أدى هذا التأثر الواضح الذى اختزلت عرضه هنا إلى اعتقادى بأن الزعم بتأثر صلاح بكمال إن وجد لا يتعدى حدود العنوان، وبخاصة أنه يصعب إثبات أن تاريخ نشر ديوان صلاح المعلوم أسبق من تاريخ كتابة قصيدة كمال الذى سيظل تحديده صعبا ما لم يكن مستحيلا، على أننى بالسؤال والبحث قد توصلت إلى أن صلاح عبدالصبور قد نشر قصيدته هذه كما هى بجريدة الأهرام فى مثل هذا اليوم 18 أكتوبر عام 1963بعنوان «البراءة» وهى بالطبع تبدأ بالأحلام الثلاثة وتشير فى نصها للفارس القديم، وبهذا يُحْسَم أيضا أمر سبق النشر لصالح عبدالصبور.

على أن قلبى لم يطاوعنى على اقتطاع نص قصيدة صلاح من صفحة «الأدب» بأهرام الجمعة فى ذلك التاريخ دون أن أشير إلى باقى محتوياتها التى تتمثل فى مقالين: الأول للويس عوض يناقش فيه رجاء النقاش وحسين فوزى ونبيل الألفى حول قضية استقدام المخرجين الأجانب للمعاونة فى نهضتنا المسرحية، والآخر لبنت الشاطئ تعرض فيه كتابا عربيا قديما ينشره المجمع العلمى بموسكو، وهو كتاب عن ثلاث رحلات مجهولة لأحمد بن ماجد ربان سفينة فاسكو دى جاما.
هذا بالإضافة إلى بابين ثابتين، الأول يحمل عنوان «ماذا تقرأ اليوم» ويعرض خمسة كتب أولها «حياة طبيب» للدكتور نجيب محفوظ الذى صدر فى جزءين بأغلفة مجلدة بالألوان وثمنه 60 قرشا، والباب الثانى يحمل عنوان «أخبار الأدب» ويضم سبعة أخبار أولها «تبدأ جمعية الأدباء موسمها الثقافى بنادى القصة مساء الأربعاء القادم بندوة عن (اللامعقول فى الفن والأدب) يشارك فيها: لويس عوض، ومحمد مندور، ومحمد غنيمى هلال، وأنيس منصور، وسعد أردش، ورمسيس يونان، ونعمان عاشور، وأحمد عباس صالح».. ولا تعليق.

التعليقات