يا رضوان.. صباح الخير - كمال رمزي - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 6:49 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يا رضوان.. صباح الخير

نشر فى : السبت 19 يونيو 2010 - 10:51 ص | آخر تحديث : السبت 19 يونيو 2010 - 10:51 ص

 رضوان الكاشف، ابن الحياة، المفعم بالنشاط، المنفعل طوال الوقت، المشاكس، الحنون، واهب البهجة، لم يغادرنا لحظة منذ رحيله، لا نتحدث عنه كغائب، ذلك أن حضوره دائم ومتجدد، وبوحى منه، قررت أسرته الكريمة مع أصدقائه الحميمين، تقديم جائزة باسمه كل عام، تمنح للمخرجين الجدد، فى مجال الأفلام الروائية القصيرة، من طلبة وخريجى معهد السينما، وهى جائزة تليق وتتواءم مع اسم رضوان الكاشف، المؤمن بأحقية المواهب الجديدة فى الرعاية والتشجيع، فضلا عن عشقه لهذا النوع من الأفلام، والذى أنجز فى إطاره فيلمه البديع «الجنوبية».

فيلمان، هذا العام، فازا مناصفة بجائزة رضوان الكاشف: «نفسى أقول أكشن» و«صباح الخير»..المفاجأة السعيدة، بالنسبة لى، أن الفيلمين ينتميان، على نحو ما، لأسلوب رضوان، فأولهما، الذى حققه محمد رشدى، يتعرض، بروح مشبوبة، لذلك الحلم المدجج بالعزيمة، عند شاب يتمنى أن يصبح مخرجا، وأن ينفذ سيناريو كتبه والده، وظل ثمانية أعوام يحاول تحقيقه.

«نفسى أقول أكشن» يذكرنا برضوان الكاشف، فى مشواره المضنى، خلال سنوات طويلة، بحثا عن تمويل لـ«عرق البلح» الجميل، قبل أن يرى النور، ربما يعانى «نفسى....» من حمولته الزائدة، سواء من تعدد شخصياته، أو تداخل خطوطه، أو طول المساحة الزمنية بداخله، والتى تمتد لعشرين عاما، بالإضافة لكثافة أحداثه وتراكم مواقفه.. لكن العمل، فى النهاية، يستحق الترحيب به، بسبب طموحه، ولأنه، فى لمسة وفاء إنسانية، يهديه مخرجه، لوالده الراحل الموهوب، مصمم الديكور، رشدى حامد.

أما «صباح الخير»، الذى حققه مصطفى أبوسيف، ابن محمد، وحفيد عمنا الكبير، صلاح أبوسيف، فإنه يعد من نماذج الأفلام الروائية القصيرة، الجيدة، فهو يتمتع بوحدة المكان، مجرد حجرة نوم وحمام، كما يراعى وحدة الزمن، فمواقفه لا تتجاوز الساعة.

يعتمد على شخصيتين أساسيتين: زوجة مقهورة، عصبية، عنيفة، توقظ زوجها صباحا، وتداهمه بالطلبات، وزوج غلبان، يدخل الحمام ومعه جريدة يقرأ فيها أكاذيب، ويتراءى له رجل أنيق، يحدثه عن إنجازات لجنة السياسات، وندرك أن أسلوب الفيلم يجنح إلى المشاهد التخيلية، التى تعبر عن واقع ضنين، شديد القسوة، فإذا كان الزوج، فى حلم يقظه، يتخيل أن النجمة التى طالعته صورتها فى الجريدة، تساعده على ارتداء ملابسه، فإن زوجته، واقعيا، تنهره كى يسرع فى الذهاب إلى صاحب البيت الذى يطالبها بالإيجار، وأن يجهز مستحقات المدرسين، وتتحول الحجرة، فى عيون الزوجة، إلى ساحة قتال، بين جنود أمريكان ومقاومين، وبين شرطة ومتظاهرين، وسريعا، ينتهى الكابوس على زوجته التى تودعه وهى ممسكة بسكين.

إنه فيلم ملفت للنظر، يخرج من عباءة سخريات «الساحر»، وينتمى، على نحو ما، لسينما رضوان الكاشف.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات