طلبا لجامعة مستقلة ومتقدمة - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 4:06 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

طلبا لجامعة مستقلة ومتقدمة

نشر فى : الأحد 19 أكتوبر 2014 - 9:20 ص | آخر تحديث : الأحد 19 أكتوبر 2014 - 9:20 ص

حق لنا أن نطالب بجامعة مصرية مستقلة ومتقدمة توظف مواردها البشرية والتنظيمية والمالية لتقديم خدمات تعليمية وبحثية راقية، وتلتزم بها أطراف العمل الجامعى من جسد طلابى وأعضاء هيئات تدريس ومرافق إدارية بالاجتهاد لنشر المعرفة والعلم والفكر المستنير فى إطار احترام القانون والسلمية والصالح العام والذوق العام، وتصان بها حقوق وحريات الناس دون خوف من إعمال العقل والتعبير السلمى الحر عن الرأى ودون تورط فى عنف مادى أو لفظى.

حق لنا أن نطالب بجامعة مصرية مستقلة ومتقدمة ـ لذلك ومن أجل صالح المواطن والوطن ينبغى التراجع عن الإجراءات القمعية التى تطول طلاب الجامعات وإطلاق سراح المعتقلين وإلغاء قرارات الفصل النهائى والتعسفى، التى تصدرها بعض الإدارات الجامعية وقرارات منع الأسر الطلابية، مع تثبيت مبدأ المساءلة والمحاسبة العادلة (أى الناجزة والمنضبطة والشفافة)، حال الخروج على القانون أو التورط فى ممارسات عنف مادى/ معنوى سواء كان المتسبب فيها بعض الطلاب أو بعض عناصر الأجهزة الأمنية العامة والخاصة أو غيرهم.

حق لنا أن نطالب بجامعة مصرية مستقلة ومتقدمة ـ لذلك ومن أجل صالح المواطن والوطن يتعين على السلطة التنفيذية التراجع عن التعديلات الاستبدادية الأخيرة التى أدخلت على قانون تنظيم الجامعات سواء بإلغاء انتخاب رؤساء الجامعات وعمداء الكليات والمعاهد أو بمنح رؤساء الجامعات صلاحية فصل أعضاء هيئات التدريس على نحو انفرادى وتعسفى، وكذلك إنهاء تدخل الأجهزة الأمنية فى تفاصيل العمل الجامعى إما بالمنع غير المعلن رسميا لبعض الأساتذة من التدريس أو بالتضييق الإدارى على آخرين.

حق لنا أن نطالب بجامعة مصرية مستقلة ومتقدمة ــ لذلك ومن أجل صالح المواطن والوطن لا بديل عن فتح قنوات للحوار الموضوعى والجاد بين الجسد الطلابى وبين أعضاء هيئات التدريس، بين «الممثلين المنتخبين» للجسد الطلابى وبين رؤساء الجامعات وعمداء الكليات والمعاهد، وبينهم جميعا وبين السلطة التنفيذية وأجهزتها الأمنية المسكونة اليوم على نحو مؤلم بأهداف السيطرة والضبط وتورطها برغبتها فى إسكات الأصوات المعارضة أو جماعات «المناوئين» و«المشاغبين» فى تجاوز ممنهج للأهداف المشروعة والضرورية المتمثلة فى تأمين الحياة الجامعية ونبذ العنف داخل الحرم الجامعى وخارجه وتدفعها إلى اختزال الجامعة فى سلسلة من التحديات الأمنية وفى ساحة «للتدخل الأمنى السريع» والتهديد المستمر بإنزال العقاب وبالإجراءات القمعية وتطبيقها.

حق لنا أن نطالب بجامعة مصرية مستقلة ومتقدمة ـ لذلك ومن أجل صالح المواطن والوطن أناشد الرأى العام أن يرفض تزييف الوعى الذى تمارسه حاليا وسائل الإعلام العامة والخاصة التى إما تتجاهل قضايا الجامعات أو تتناولها بمضامين وتراكيب لغوية ورمزية تستدعى من سياق «الحرب على الإرهاب» ويعطل بداخلها النقاش الموضوعى بشأن أولوية المزج بين ملفات الحقوق والحريات والتعبير السلمى الحر عن الرأى والإنصات إلى مطالب الطلاب وأعضاء هيئات التدريس والإداريين وبين ملفات نبذ العنف وتأمين الجامعة ومحاسبة الخارجين على القانون والأدوار المخولة لشركات التأمين الخاصة والصلاحيات المحددة الممنوحة لهم.

حق لنا أن نطالب بجامعة مصرية مستقلة ومتقدمة ـ لذلك ومن أجل صالح المواطن والوطن أستصرخكم أن تجعلوا الجامعات ساحات للحوار ولنبذ العنف وللتعبير السلمى الحر عن الرأى ولإيجاد حلول فعلية لأزمات الدولة والمجتمع، كما تتبدى داخل الحرم الجامعى.

غدا هامش جديد للديمقراطية فى مصر.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات