نحـو تيار رئيسى مصرى - كريم سرحان - بوابة الشروق
الثلاثاء 7 مايو 2024 9:06 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نحـو تيار رئيسى مصرى

نشر فى : الإثنين 20 فبراير 2012 - 9:15 ص | آخر تحديث : الإثنين 20 فبراير 2012 - 9:15 ص

لم تعد مصر تحتمل خطايا التراشق بتهم الخيانة والعمالة ورفاهية الخلافات الفكرية والأيديولوجية. مصر بحاجة للتوحد حول أهداف وطنية مشتركة جامعة. فنحن كمصريين أشبه بمن كانوا فى سفينة تغرق، وكل ما فعلناه حتى الآن هو التخلص من طاقم قيادة السفينة الفاشل والفاسد ثم اكتشفنا أن بقايا الطاقم السابق لا تزال ترغب فى التحكم فى السفينة. وأمام وضع كهذا يصبح واجبا علينا تكاتف كل الجهود لتطهير السفينة وإنقاذها من الغرق وضمان استقرارها على سطح الماء قبل أن نبدأ التجادل حول ميناء الوصول الذى يجب أن تبلغه السفينة.


ما رأيناه على الساحة فى مصر طوال العام الماضى هو استقطاب حاد بين تيارات تجادلت حول ميناء الوصول فمنهم من رأى أن تتجه السفينة إلى اليمين، ومنهم من رأى أن تتجه إلى الوسط، ومنهم من رأى أن تتجه إلى اليسار. ولم يعى كل هؤلاء ضرورات اللحظة التاريخية التى تقتضى أولا ــ وقبل هذا الجدال ــ إنقاذ سفينة لم تستقر بعد على سطح الماء.

 

استمرار حالة الاستقطاب والتخوين قد يؤدى ــ لا قدر الله ــ إلى تفككك السفينة وستنتهى كل مجموعة بمجرد لوح من ألواح السفينة. 

 

كل التيارات والجماعات المصرية موجودة فى السفينة ولا يمكن إلقاء أى منها خارج السفينة. الأقباط فى السفينة والإخوان فى السفينة  والسلفيون فى السفينة والليبراليون فى السفينة. كلهم جزء من المجتمع المصرى. هذه حقيقة ويجب التعامل معها على أنها كذلك. ما نحتاجه هو وضع قواعد للعيش المشترك، وقواعد لحماية الحقوق تضمن عدم طغيان جماعة على أخرى، وقبل كل ذلك ما نحتاجه هو البحث عن أهداف مشتركة نتوحد حولها.

 

•••

 

والسؤال الأن هل هناك أهداف مشتركة بيننا كمصريين؟

 

هل يمكن أن توجد أهداف مشتركة بين المسلم والمسيحى، بين السلفى والصوفى، بين الليبرالى والإخوانى، بين اليسارى والعروبى.

 

الإجابة عندى قطعا نعم. وسأعطيكم عنوانا واحدا لن يختلف عليه اثنان من المصريين أيا ما كانت خلفياتهم ومرجعياتهم. هذا العنوان هو الكرامة الإنسانية.

 

فالأساس الأول للنظام السياسى الجديد الذى نسعى لبنائه ونقطة انطلاقه يجب أن تكون التسليم بأن الإنسان مكرم، وأنه القيمة الأساسية فى هذا الوطن وهو الركيزة الأساسية لأى مشروع نهضة. والهدف النهائى لهذا النظام السياسى يجب أن يكون توفير المعيشة الكريمة للإنسان ( بكافة جوانبها المادية) وتحقيق العيش بكرامة للإنسان (بكافة الجوانب المعنوية لذلك).

 

والعناوين التى تندرج تحت مفهوم الكرامة الإنسانية كثيرة. تبدأ بتقديس واحترام أرواح المواطنين  لتشمل بذلك مثلا العمل على الحد من حوادث الطرق التى يذهب ضحيتها الآلاف من المواطنين كل عام إلى الدرجة التى أصبحت فيها حوادث الطرق من الأسباب الرئيسية للوفاة فى مصر.

 

وتشمل أيضا العمل على الحد من وقوع كوارث مثل كارثة العبارة وكارثة الدويقة ومذبحة بورسعيد الذين تسبب فيهم الفساد السياسى والأمنى والإدارى المقرون بالإهمال والاستخفاف بأرواح المواطنين.  من عناوين الكرامة الإنسانية أيضا العدالة الاجتماعية وتبنى سياسات اقتصادية يكون هدفها الرئيسى هو توفير المعيشة الكريمة للإنسان المصرى.

 

وتشمل عناوين الكرامة الإنسانية أيضا تبنى سياسات أمنية تجعل الهدف الرئيسى لأجهزة الأمن الداخلية هو حماية أرواح المواطنين وأموالهم وأعراضهم وكرامتهم.

 

فالكرامة الإنسانية وكل عناوينها  تشكل أهدافا مشتركة أرى أنها تحظى بإجماع التيار الرئيسى فى المجتمع المصرى. هذه اللحظة التاريخية تقتضى منا جميعا السمو فوق المصالح الشخصية والحزبية الضيقة والتلاحم فى تيار رئيسى مصرى يرفع أهدافا وطنية جامعة لإنقاذ السفينة بكل من فيها. 

كريم سرحان محام وباحث قانونى
التعليقات