قراءة فى وثيقة الحبرين - الأب رفيق جريش - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 7:50 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قراءة فى وثيقة الحبرين

نشر فى : السبت 20 فبراير 2016 - 10:25 م | آخر تحديث : السبت 20 فبراير 2016 - 10:25 م
شهد العالم الأسبوع الماضى حدثا تاريخيا عظيما وهو لقاء قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية مع قداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا وهذا هو اللقاء الأول بين رئيسى الكنيستين فى التاريخ فبينما كانت روسيا تدخل فى المسيحية عام 988م كانت الكنيستان الكاثوليكية والأرثوذكسية بالقسطنطينية قد قطعا الشراكة فيما بينهما عام 1054 ولكن اليوم على أرض كوبا التقى رئيسا الكنيستين كأخوين ليتحاورا وجها لوجه وقد أصدرا وثيقة مشتركة من 30 نقطة اسمحوا لى أن أبرز بعضها قد تهم الكثيرين.

1. رغم الخصومات القديمة فإن الحبرين اتفقا أن يلتقيا مع ضرورة تخطى الخلافات التاريخية التى ورثاها وقالا: «إن الحضارة البشرية دخلت فى مرحلة تغيُر تاريخية، إن ضميرنا ومسئوليتنا لا يسمحان لنا بأن نبقى مكتوفى الأيدى إزاء التحديات التى تتطلب جوابا مشتركا.

2. الشهداء وضحايا الاضطهاد فى الشرق الأوسط وشمال افريقيا كان حاضرا بقوة فى وثيقة الحبرين فقد عبرا عن قلقهما البالغ إزاء إبادة المسيحيين وهدم قرى ومدن بأكملها وتشتيت العائلات، فضلا عن الكنائس التى تُهدم وتنهب والآثار التى تُدمر والنزوح الكبير للذين يتركون أرضهم وبلادهم نحو المجهول.

3. ولم يتألما فقط للمسيحيين بل لمؤمنى الأديان الأخرى الذين يتألمون وأصبحوا هم أيضا ضحايا الحرب الأهلية والفوضى والعنف الإرهابى ورفعا الصلوات من أجل إعادة إحلال السلام فى الشرق الأوسط وتعزيز التعايش الأخوى بين مختلف الشعوب والأديان. وطلبا بإلحاح من الجماعة الدولية أن تتصرف بشكل طارئ لتفادى مزيد من الشقاء.

4. كما أكدا الحبرين انه لا غنى عن الحوار بين الأديان فالاختلاف يجب ألا يمنع الأشخاص من ديانات مختلفة من العيش بسلام وتناغم وطلبا من القادة الدينيين تحمل مسئولية خاصة تكمن فى تربية مؤمنيهم بروح يحترم معتقدات الآخرين كما لا يمكن أخلاقيا تبرير الأعمال الإجرامية باسم الله «فليس الله إله الخلاف بل إله السلام».

5. كما عبرا عن قلقهما إزاء بعض المجتمعات المعلمنة والبعيدة عن كل إشارة إلى الله وإلى حقيقته والقيود التى قد تصل إلى حد التمييز وتوجيه إيديولوجية معلمنة غالبا ما تكون عدائية تدفع بالمؤمنين من جميع الأديان إلى هامش الحياة العامة.
6. وقد طالبا بأن تبقى أوروبا شرقها وغربها أمينة لجذورها المسيحية وأن يتحد المؤمنين فيها بطريقة تحافظ فيها أوروبا على روحها التى تشكلت بفضل ألف سنة من التقليد المسيحى.

7. «العائلة» كان لها وضع خاص فى الوثيقة والتأكيد أنها المركز الطبيعى للحياة البشرية، فالعائلة هى مسيرة قداسة تشهد لأمانة الأزواج وانفتاحهم على الإنجاب وتربية الأبناء والتضامن بين الأجيال واحترام الضعيف وأكملا قائلين: «يؤسفنا أن تكون قد وضعت أشكال أخرى من التعايش يستبعد فيه مفهوم الأبوة والأمومة كذلك ما يسمى بالموت الرحيم والشعور بأن المُسنين والمعاقين عبء كبير والتلاعب بالحياة البشرية تجعلنا نذكر باحترام الخالق وضرورة احترام كرامة الإنسان.

8. وكلمة منهما للشباب: «إن الله يحبكم وينتظر منكم أن تغيروا العالم إلى الأفضل».

9. ويتمنى الحبران الكبيران إذابة كل الفوارق والتوترات بين الأرثوذكس والكاثوليك فى العالم وطالبا بالعمل من أجل السلام خاصة فى أوكرانيا لبلوغ الوئام الاجتماعى والسلام هناك.

وفى الختام، قد نرى أننا نعيش فى أوقات صعبة ولكن هناك مبادرات كثيرة علينا أن ننظر إليها بإيجابية قد تساهم فى تغيير وجه العالم وتجفف دموع المتألمين.
الأب رفيق جريش
الأب رفيق جريش الأب رفيق جريش
التعليقات