لمصلحة من يتم تدمير الإعلام؟ - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 6:36 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لمصلحة من يتم تدمير الإعلام؟

نشر فى : الأربعاء 20 مايو 2015 - 9:30 م | آخر تحديث : الأربعاء 20 مايو 2015 - 9:30 م

ما اجتمع إعلاميان مصريان هذه الايام إلا وكانت الأزمة المالية ثالثهما!.

فى الأسبوع الماضى كان العشرات من رؤساء ومدراء تحرير الصحف وكبار الكتاب وأشهر مقدمى البرامج التلفزيونية يتجهون إلى دبى للمشاركة فى منتدى الاعلام العربى وتوزيع جوائز الصحافة العربية. كان منهم حسن المستكاوى وعمرو خفاجى وأيمن الصياد وضياء رشوان ويسرى فودة وياسر عبدالعزيز وأحمد المسلمانى وحسام السكرى وعادل السنهورى وشريف عامر وألبرت شفيق ودينا عبدالرحمن ووجدى زين الدين وكارم محمود وسكينة فؤاد ومجدى شندى ومحمد الجارحى.

خلال التجمع فى المطار وقبل الصعود للطائرة ثم المكوث فى دبى يومين والعودة مرة أخرى للقاهرة، كان حديث أزمة الاعلام هو المهيمن على كل النقاشات تقريبا. كل يحكى تجربته أو مأساته ومأساة مؤسسته، والسؤال الذى كان يتكرر دائما: كيف ستؤثر هذه الأزمة على الإعلام المصرى؟!.

قبل شهور قليلة كان الحديث يدور حول المخاوف من شبح الأزمة الذى يقترب، ثم تحول الخوف إلى واقع تمثل فى تأخر صرف الرواتب الشهرية لأسبوع أو أسبوعين أو لشهر، لكننا الآن تتحدث عن انهيارات بدأت وإجراءات تقشفية صارت تضرب الجميع تقريبا مع اختلاف الدرجة.

قبل شهر وأكثر كتبت فى هذا المكان تحت عنوان «فقاعة الفضائيات التى توشك على الانفجار»، ولم أكن أدرك أن الخطر بمثل هذه الفداحة. رأينا قنوات تلفزيونية كاملة تتأخر فى دفع الرواتب لأكثر من خمسة شهور، ثم رأينا تخفيضا للرواتب بنسب قاربت الخمسين فى المئة وربما أكثر ثم رأينا فضائيات تغلق بالكامل، ورأينا مقدمى برامج متميزين ومحترمين يجرى التخلص منهم أو يتم تقليص نفقاتهم، ثم رأينا نجوم توك شو يتوقفون عن العمل، لأنهم لم يعودوا قادرين على الاستمرار فى ظل توقف المرتبات أو صرفها بالقطارة لهم ولفريق عملهم.

نفس المأساة موجودة فى غالبية الصحف القومية والخاصة، المؤسسات القومية مضطرة إلى صرف المرتبات لجيوشها الجرارة من العمالة حتى لو كان معظمها. المؤسسات القومية مشكلتها أعمق وديونها رهيبة، لكنها تستطيع الحصول على قروض بنكية ودعم حكومى أحيانا، خصوصا لمؤسسات الجنوب الفقيرة.

الصحف الخاصة بدأت تعانى فعليا وبشدة خصوصا فى ظل تأخر صرف الأقساط المتفق عليها من شركات الإعلان، التى تشكو بدورها من تأخر التحصيل الناتج عن الأزمة الاقتصادية.

بعض المؤسسات الإعلامية ومنها مواقع إلكترونية ــ انطلقت فجأة ــ كانت تتلقى دعما خارجيا معظمه عربى لأسباب متنوعة معظمها سياسية وليست مهنية، وفجأة جاءت رسالة من الممول الخارجى بأن «الحنفية تم إغلاقها» أو فى سبيلها لذلك، والنتيجة أن انهيارات حادة بدأت تحدث فى كثير منها.

خلال الأيام الماضية ولأن الأزمة صارت تهدد مستقبل صناعة الصحافة برمتها، طلبت من الصديق والزميل يحيى قلاش، نقيب الصحفيين، وسائر الزملاء والأصدقاء فى مجلس النقابة والمجلس الأعلى للصحافة أن يسارعوا لبحث هذه الأزمة غير المسبوقة التى تهدد الإعلام المصرى.

يفترض أن يتلقى الصحفى راتبه بانتظام، حتى يتفرع لعمله وتجويده، لكن المشكلة تجاوزت الرواتب إلى المخاطر التى باتت تهدد فعلا صناعة الإعلام.

كنا نعانى من نقص التدريب، خصوصا للصحفيين الشباب، وكنا نعانى من تربص بعض الدوائر الحكومية بالإعلام وحرياته، وكنا نخشى أن تصدر التشريعات الإعلامية بصورة لا تلبى كل الطموحات، وكنا نخشى من سيطرة بعض الأموال المجهولة على المهنة، ثم صرنا الآن نخشى ـ إضافة إلى ما سبق ـ من خطر يهدد وجود العديد من المؤسسات الإعلامية.

نقيب الصحفيين وعد بدعوة كل من يهمه الأمر فى شان هذة الصناعة الاستراتيجية للبحث عن حلول لهذة الأزمة من كل جوانبها.

تذكروا أنه ليست لدينا حياة حزبية فاعلة والمجتمع المدنى ضعيف والإرهاب يتزايد، وكنا نعتمد على الإعلام إلى حد كبير.. والآن هناك خطر على هذا الاعلام.. والسؤال: من الذى يتربص بالإعلام ولمصلحة من يتم تدميره؟!.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي