حظ شرف - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 4:37 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حظ شرف

نشر فى : الخميس 21 أبريل 2011 - 9:33 ص | آخر تحديث : الخميس 21 أبريل 2011 - 9:33 ص

 يبدو أننا أمام رئيس وزراء محظوظ للغاية يمضى فى مسيرته مدفوعا فقط بدعوات «أم صالحة», لذلك تتدخل الأقدار دائما لتبعد الأنظار عن أخطائه.

فمنذ وصل عصام شرف إلى رئاسة الحكومة محمولا على أعناق ثوار يناير لم ينجح فى حل الكثير من المشكلات واتخذ الكثير من القرارات والاختيارات التى تثير جدلا وربما غضبا، لكن الظروف دائما ما تتدخل لكى تبعد الأنظار عن أخطائه أو أوجه قصوره.

وقد جاءت تعيينات المحافظين الأخيرة التى لا يمكن أن تكون قد تمت بعيدا عنه كأكبر دليل على أنه رجل محظوظ بالفعل. فالأحداث المؤسفة من جانب «القناوية» ضد المحافظ الجديد اللواء عماد شحاتة غطت تماما على أخطاء كارثية انطوت عليها هذه التعيينات جعلتنا نشعر وكأننا مازلنا تحت حكم الرئيس المخلوع القابع فى مستشفى شرم الشيخ.

ففى هذه الحركة لم تخرج الحكومة عن فلسفة النظام البائد بل ولم تخرج عن شخوصه فاختارت رئيس جامعة حالى ورئيس جامعة سابق ليكونا محافظين رغم اتفاق الجميع على أن الوصول إلى رئاسة أى جامعة فى مصر كان يمر عبر الحزب الوطنى المنحل ولذلك فحالة الرفض لهذين المحافظين عنيفة. ثم جاء اختيار لواء شرطة مسيحى ليكون محافظا لقنا خلفا لمحافظ مسيحى أيضا ليكشف عن قصر نظر وسوء تقدير فأتاح الفرصة لبعض أصحاب الهوى واللحى لإثارة البسطاء ضد هذا التعيين بدعوى أن الحكومة قررت جعل قنا كوتة للمسيحيين فى تعيينات المحافظين.

ورغم الرفض الكامل لهذه الرؤية الطائفية فإن حكومة شرف ومن شاركها فى اختيار المحافظين أخطأت بالفعل عندما اختارت اللواء عماد شحاتة ميخائيل ليكون خلفا للواء مجدى أيوب فى محافظة قنا، لأنه كان من الأفضل تعيينه إن كان ذا كفاءة فعلا محافظا لأى محافظة أخرى غير قنا تفاديا لهذا الموقف السخيف الذى يهدد بعواقب وخيمة.

فالتراجع عن تعيين ميخائيل فى قنا بحسب ما ذكرته التقارير يعنى استسلاما لهذا المنطق الطائفى المرفوض والإصرار على تعيينه يضع محافظة قنا على صفيح ساخن وفى الحالتين فإن مصر هى الخاسر.

إن أغلب قرارات عصام شرف واختياراته تبعث على الإحباط وتكشف عن عجز كبير من جانبه فى تجاوز فلسفة حكم الرئيس المخلوع ونظامه بدءا من اختيار زاهى حواس بكل ما يحيط به من اعتراضات وزيرا للآثار وانتهاء بحركة المحافظين مرورا بالفشل فى التعامل مع الكثير من المشكلات اليومية للمواطنين واستسلامه للكثير من المطالب الفئوية حتى لو لم يكن لأصحابها الحق فيها.

ولذلك اعتقد أن الحل الذى علينا انتظاره هو إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية حتى يتولى أمر البلاد حكومة منتخبة تتحرك على قاعدتها الشعبية الصلبة من أجل تحقيق أهداف الثورة وأحلام الثوار.

التعليقات