السينما المصرية.. تستحق الحياة - كمال رمزي - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 أبريل 2024 4:41 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السينما المصرية.. تستحق الحياة

نشر فى : الأربعاء 21 أكتوبر 2015 - 11:25 ص | آخر تحديث : الأربعاء 21 أكتوبر 2015 - 11:25 ص

قبل الحديث عن الفائزين فى المهرجان القومى للسينما، المصرية، يجدر بنا التوقف، للحظة، عند المطالبين بإلغائه، لعدة أسباب، منها أن أفلامنا، جملة وتفصيلا، لا تستحق الاحتفاء، ولأن نجوم وأبطال الأفلام، لا يحضرون ندوات ومناقشات أعمالهم، بل لا يكلفون خاطرهم بالظهور فى حفلتى الافتتاح والختام، وبعضهم.. لا يأتى لاستلام جوائزهم.

قد يكون هذا الكلام صحيحا، وربما تعانى السينما المصرية، الآن، الكثير من المتاعب، تجعلها مريضة فعلا.. لكن من قال إن القضاء على المرض يأتى عن طريق القضاء على المريض.. وبالتأكيد، من التعسف، والقسوة، أن ينزعج البعض من تشجيع «المريض»، ولفت النظر إلى مناطق العافية، فيه، وبث روح الأمل، والثقة، فى قدرته على مواجهة الصعاب، والبقاء على قيد الحياة، خاصة أن ثمة مناطق قوة، فى السينما المصرية، واضحة تماما، دليلى على هذا، الأفلام الفائزة، عن استحقاق، وتشير بجلاء إلى نزاهة لجنة التحكيم التى رأسها الروائى، يوسف القعيد، صاحب «الحرب فى بر مصر»، التى أصبحت «المواطن مصرى» لصلاح أبوسيف.

ثلاثة أفلام نالت معظم جوائز المسابقة التى شارك فيها «14» فيلما، والملاحظ أن الأعمال الكوميدية، خرجت من المهرجان بلا تقدير، الأمر الذى يعنى ضعف طاقتنا الكوميدية، كتابة وإخراجا وتمثيلا.. القائمة تشتمل على فيلمين ينتميان للكوميديا الرعب «الحرب العالمية الثالثة» لأحمد الجندى، و«الدساس» لهانى حمدى، وثلاثة أعمال من نوع الكوميديا الاجتماعية «حماتى بتحبنى» لأكرم فريد، «جوازة ميرى» لوائل إحسان، «صنع فى مصر» لعمرو سلامة، الوحيد الذى يعتمد على ممثل كوميدى، هو أحمد حلمى.. فى الوقت الذى غاب عن الشاشة عادل إمام، محمد هنيدى، أحمد آدم، طلعت زكريا وآخرون.

فيما يبدو أن لجنة التحكيم، لم تتجاوب مع النزعة التجريبية المتسمة بالجرأة، وبالتالى كانت تستحق التنويه، على أقل تقدير، وتمثلت، من باب الحصر وليس المثل، فى «ديكور» لأحمد عبدالله، و«القط» لإبراهيم البطوط.

اختفت الأفلام الاستعراضية تماما من شاشتنا، بعد أن كانت من اتجاهاتنا المتميزة، التى أرسى دعائمها حسين فوزى مع نعيمة عاكف، وحسن الإمام مع لبنى عبدالعزيز فى «إضراب الشحاتين» وسعاد حسنى فى «خلى بالك من زوزو» وشريف عرفة مع ليلى علوى، فى «سمع هس» و«يامهلبية يا».. طبعا لا علاقة بين الاستعراضات الراقصة النابعة من المواقف، المعبرة عن الشخصيات، فيما يعرف بالأفلام الاستعراضية، وما نراه من رقصات فردية، بلا ضرورة، فى أفلام تقدم فقرات لأفراح الحوارى، مدعومة بالدخان، تنتهى بخناقة.

يأتى اسم النجمة، متواريا، بعد اسم النجم، إلا فيما ندر، مما يشير إلى النزعة الذكورية فى «أفلامنا ــ مرآتنا»، حسب شعار المهرجان.. نيللى كريم، الحائزة على جائزة التمثيل
ــ نساء ــ يأتى بعد اسمى كريم عبدالعزيز وخالد الصاوى. فى «الفيل الأزرق» للموهوب، مروان حامد وبالتأكيد، نيللى كريم، ممثلة مجيدة، تستحق التقدير الرفيع، لكن ليس عن دورها العادى فى هذا الفيلم الذى لم يتح لها مساحة للألق، وبالنسبة لى، اعتبرت أن تقديرها الرفيع هنا، جاء بسبب أدائها المتميز فى مسلسل «سجن النساء» وليس من أجل الفيل.

أروى جودة، الرقيقة، ذات الحضور القوى، المتمكنة من التعبير بملامح وجهها عن الانفعالات الداخلية، استحقت جائزة الدور الثانى ــ نساء ــ اسمها مكتوب بعد أحمد السقا وخالد الصاوى وهند صبرى.

كريم عبدالعزيز، حصل عن دوره المختلف عما تعودنا عليه، فى «الفيل الأزرق»، على جائزة «التمثيل» هذا التقدير الرفيع كان يستحق حضوره من الخارج، ولو ليوم واحد، كى يتسلم الجائزة، لكى لم يفعل، وأظن، لو جاءت هذه الجائزة من مهرجان آخر، خارج البلاد، كان سيشد الرحال لها، بلا تردد.

«بتوقيت القاهرة» لأمير رمسيس، حصل على جائزة الإنتاج الثالثة، وهو فيلم شاعرى حزين، يرثى ــ على نحو لا يتأتى إلا من نور الشريف ــ ذاكرة الإنسان حين يعلوها الضباب وتزحف عليها العتمة، شيئا فشيئا.. إلى جانب تلك الجائزة، فاز شريف رمزى، بفضل حيويته وذكائه وتفهمه لروح الشباب، بالجائزة الثانية، رجال.

«الفيل الأزرق» المتمتع برونق خاص، المتفرد بأسلوبه استحق الجائزة الثانية فى الإنتاج.

«لا مؤاخذة»، حين عرض، فاجأنا بشجاعته، وبقدرته على النظر فى عين الحقيقة التى نحاول إنكارها بدلا من مواجهتها، ذلك أنها قاسية، جارحة، تبين بجلاء، الأخطاء المروعة فى أسلوب حياتنا، القائم على إنكار الآخر، بالتعصب، وضيق الأفق.. الفيلم، ينساب على الشاشة بنعومة، برغم مشاهده القاسية، معنويا وماديا، وهو مصنف فى الكتالوج» على أنه «كوميدى مصرى»، وهذا خطأ بين، ذلك أنه «تراجيدى» مصرى» أو «واقعى» عموما، بنزاهة، منحته اللجنة جائزتها الأولى، الثمينة بحق.. كل عام وأنتم والسينما المصرية، وعمرو سلامة، مخرج وكاتب الفيلم الذى أنهكته الرقابة، بخير.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات