يجب تحويل جدار الفصل إلى خط للحدود النهائية بين إسرائيل والفلسطينيين - عوديد عبران - بوابة الشروق
الثلاثاء 21 مايو 2024 3:07 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يجب تحويل جدار الفصل إلى خط للحدود النهائية بين إسرائيل والفلسطينيين

نشر فى : الثلاثاء 21 ديسمبر 2010 - 10:17 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 21 ديسمبر 2010 - 10:17 ص

 قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، فى الخطاب الذى ألقته فى مركز صبان «إن على الزعماء الفلسطينيين أن يثبتوا لشعبهم أن النزاع قد انتهى.

وعلى الزعماء الإسرائيليين أن يمنحوا شعبهم حدودا معترفا بها، تحمى أمن إسرائيل، كما عليهم أن يثبتوا له أن التنازلات من أجل السلام لن تضعف إسرائيل».

لقد جرى وضع حدود الجدار الأمنى خلال فترة تولى إيهود باراك وأريئيل شارون رئاسة الحكومة.

ولا يستطيع أحد أن يشكك بمعرفة هذين الاثنين بالموضوع، أو بخبرتهما العسكرية. وكان هدف الجدار تقليص خطر التعرض للهجمات.

وقد كتبت على صفحات هذه الصحيفة آنذاك أن الجدار سيدمر الاقتصاد الفلسطينى، وهذا ما جرى. ولكن من ناحية أخرى من الصعب تجاهل الانخفاض الكبير فى عدد الهجمات الارهابية التى كان مصدرها ما وراء الجدار.

لم يكن الجدار وحده السبب فى منع وقوع الهجمات، ولكنه كان بالتأكيد عنصرا مهما.

إن كل قرار يتعلق بالحدود النهائية بيننا وبين الفلسطينيين، سيؤدى إلى إجلاء عشرات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين من منازلهم، ومهما كان موقفنا من المستوطنات، فإن هذه ستكون مهمة مؤلمة ومكلفة، ولكنها ستساعد على تحويل الجدار إلى خط الحدود النهائية، وستقلص من حجم هذه المشكلة، كما ستسهل على الجانب الإسرائيلى التوصل إلى اتفاق على المشكلات الجوهرية.

أما بالنسبة لمدينة القدس، فيجب أن يكون الحل مختلفا، وينبغى أن يبقى العدد الأكبر من الفلسطينيين فى الجانب الآخر من الحدود.

لقد جرى تحديد خطوط الجدار فيها بالاستناد إلى حدود المدينة كما خططت بعد حرب الأيام الستة، ولو إنها غير متطابقة كليا معها. فإذا قبل الفلسطينيون بأن تكون حدود الجدار هى خط الحدود النهائية فى القدس، فإن هذا معناه موافقة إسرائيل على عودة 200 ألف لاجئ إلى أراضيها.

إن المنطق الإسرائيلى المعارض لعودة اللاجئين الفلسطينيين، والمنطق المطالب بالاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودى، يفرضان خطا للحدود فى القدس يتفادى على عدم تقسيم قلب المدينة، أو «الحوض المقدس». أما سائر الأحياء فى المدينة فيمكن تقسيمها وفقا للمعايير التى وضعها الرئيس كلينتون سنة 2000، بحيث تتبع الأحياء اليهودية إسرائيل، والأحياء العربية الدولة الفلسطينية.

فى المفاوضات التى دارت سنة 2000، اكتشف الجيش الإسرائيلى أنه فى الإمكان الحفاظ على الأمن من دون الاحتفاظ بسهل الأردن، كما فى الإمكان استبدال الجدول العسكرى الإسرائيلى بترتيبات أمنية، مثل انتشار قوات عسكرية دولية.

فى حال توافر هذا كله، يستطيع رئيس الحكومة تلبية المعايير التى وضعتها وزيرة الخارجية الأمريكية، ولكنها تسمح بنشوء دولة فلسطينية.

لذا، فاقتراحى هو التالى: أدعوك يانتنياهو إلى التمسك بالجدار. ولا أقصد هنا وقف العملية السياسية وتجميدها. وإنما تقديم مبادرة تدفع قدما المفاوضات مع الفلسطينيين، وتوقف عملية البناء خارج الجدار، التى تعمل على تدمير حظوظ التوصل إلى حل الدولتين لشعبين.

عوديد عبران  رئيس طاقم المفاوضات مع الفلسطينيين خلال 1999-2000
التعليقات