غريب أمر الغرب - الأب رفيق جريش - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 11:23 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

غريب أمر الغرب

نشر فى : الأحد 22 فبراير 2015 - 9:10 ص | آخر تحديث : الأحد 22 فبراير 2015 - 9:10 ص

غريب أمر الغرب الذى كنا ننظر إليه فى الماضى القريب بإعجاب لما وصل إليه من علم وثقافة وتكنولوجيا وتقدم إلى آخره. فها هو اليوم يكشف عن سياسته الكيل بمكيالين. فالرئيس الأمريكى فى خطابه أمام مؤتمر الإرهاب المنعقد فى البيت الأبيض يطلب مزيدا من الترابط والائتلاف لمحاربة داعش فى سوريا والعراق، بينما يقول إن السياسة هى الحل لمشكلات ليبيا فى الوقت الذى يسعى داعش وتنظيمات إرهابية أخرى فى الأرض فسادا هناك وينحرون المصريين، ولماذا الولايات المتحدة لم تلجأ إلى السياسة واختارت الحرب سبيلا فى أفغانستان بعد سقوط برجى التجارة فى 11 سبتمبر 2001؟ ولماذا لم تلجأ إلى السياسة وفتت العراق بأكذوبة كبرى وهى أن صدام حسين يمتلك أسلحة كيميائية ونووية ثم يتركون تلك البلاد فى حالة فوضى وانقسام وينسحبون منها، كما أن الرئيس الأمريكى نعى العائلة المسلمة التى قتلت فى أمريكا وذلك للعب على المشاعر، بينما لم يذكر أن المنحورين من قبل داعش هم مسيحيون مصريون، وهنا لا أقصد التفرقة بين مسلم ومسيحى ولكن لإبراز الكيل بمكيالين فى السياسة الأمريكية، ونفس الشىء فى فرنسا عندما قتل 4 يهود فى «سوير كاشير» بعد الاعتداءات على جريدة «شارلى إبدو» اهتم الرئيس الفرنسى وزار المكان والتقى الجالية اليهودية ورئيس وزرائه «فالس» قال إن كل يهودى ترك فرنسا نحو إسرائيل هو جزء من فرنسا الذى يذهب معه ولم يذكر أبدا أن الـ21 شابا الذين اغتيلوا من قبل داعش هم مسيحيون مصريون، ونفس الشىء فى الدنمارك.

والغرب دائما يقول إن أسباب الإرهاب هو الفقر وقلة التعليم والفساد. وأسألهم: من ثبت أركان الحكام الفاسدين وتعامل معهم لعقود بل استفاد من فسادهم لصالح سياسته؟.

ليبيا الآن أصبحت فى حالة مزرية والحكومة المنتخبة لا تستطيع أن تبسط حكمها إلا على جزء من ليبيا والباقى وضع فى أسر حكومة غير شرعية وميليشيات مسلحة متطرفة وافدة على ليبيا مثل جماعة داعش وغيرها وأصبح الوضع خطيرا جدا والغرب بقيادة الولايات المتحدة لا يرى بل مازال يتكلم عن حل سلمى، فلماذا لم يفعل أى حل سياسى منذ سقوط القذافى بل سفيرها قتل هناك على يد جماعات إرهابية ورئيس وزراء ليبيا خطف... فماذا ينتظرون إذن من الحل السياسى؟

وأوربا التى هى الهدف المعلن لغزو التنظيمات الإرهابية عليها وها هى عينات الإرهاب قد وصلت إليها هل هى متصورة أنها تستطيع أن تفتح باب حوار مع هؤلاء؟ أظن أنه من الصعب بناء شراكة حقيقية مع دول الغرب فى ظل تضارب سياستها والكيل بمكيالين، لذا على مصر أن تتكل على نفسها أولا ثم مع الدول العربية الشقيقة المهددة من تلك الميليشيات والتى تريد أن تطهر المنطقة منهم. قطعا الغرب له مصلحة فها هو سعر البترول يتهاوى ويستفيد من ذلك كذلك مبيعات السلاح وعقود تجارية أخرى. والذى يدفع ثمن المصالح الغربية هم شبابنا وبلادنا وشرقنا والدفع هنا يتم بعملة الدم.

الأب رفيق جريش الأب رفيق جريش
التعليقات