حتى أنت يا زقزوق! - وائل قنديل - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 7:44 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حتى أنت يا زقزوق!

نشر فى : الأربعاء 22 أبريل 2009 - 7:28 م | آخر تحديث : الأربعاء 22 أبريل 2009 - 7:28 م

 حصل البابا شنودة، على احترام الشارع العربى المسلم، من بوابة رفضه السماح لأتباع الكنيسة المصرية بزيارة القدس وهى تئن تحت الاحتلال الصهيونى.. وصعد هذا الموقف بالبابا من قيادة دينية للأقباط إلى شخصية سياسية لها ثقلها واعتبارها بين كل الوطنيين العرب.

وكلما سئل البابا عن إصراره على حرمان المطبعين المسيحيين من «التناول» بعد زيارتهم للمقدسات المسيحية فى فلسطين، أجاب بأنه لن يسمح للمسيحيين بدخول القدس إلا مع إخوانهم المسلمين وهى محررة من قبضة المحتل الغاصب.

وكان البابا يلتقى فى هذا الموقف مع الإرادة الشعبية ومقتضيات الوطنية المصرية وكذلك مواقف رجال الدين الإسلامى من الراحلين العظام والباقين على قيد الحياة ممن تصدوا لمخططات التطبيع عبر القنوات الدينية وبذريعة أن زيارة المسجد الأقصى من الفروض.

وسيظل التاريخ يذكر بإجلال واحترام شيخ الأزهر السابق فضيلة الإمام جاد الحق على جاد الحق الذى أمضى عمره مقاتلا جسورا ضد دعاوى ودعوات التطبيع المشبوهة تحت ستار الدين.. وكان جاد الحق بمثابة العقبة الكبرى فى وجه جميع المحاولات الصهيونية لشق مسارات للتطبيع تمتطى الأديان.

وما إن رحل الشيخ جاد الحق حتى وجدت خيول التطبيع ميادين فسيحة للركض فى صحن الأزهر الشريف ورأينا الحاخامات يغدون ويروحون فى مشيخة الأزهر الشريف، الأمر الذى هبط بقيمة الأزهر وقامة المسئولين عنه، وحوله من قاعدة نضالية وجهادية عظيمة إلى شىء أقرب إلى خان الخليلى أو أى بازار سياحى آخر.

وشهد النصف الثانى من التسعينيات أجواء طبيعة ساخنة، كان شيخ الأزهر الحالى محمد سيد طنطاوى طرفا فيها باستقبالاته المتكررة لحاخامات إسرائيل وتصريحاته المستفزة والصادمة لمشاعر المواطنين، حول اعتبار منفذى العمليات الاستشهادية ليسوا شهداء.

وفى الوقت الذى سكتت فيه مدافع الحملات المتبادلة بين شيخ الأزهر ومعارضى التطبيع، ها هو وزير الأوقاف الدكتور حمدى زقزوق يدخل طرفا فى السجال بدعوته للمسلمين إلى زيارة القدس خلال ندوة عقدت أمس بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وهى دعوة تثير الاستغراب بنفس القدر الذى تثير به الاستنكار والغضب، خاصة أنها تأتى متزامنة مع صعود مجموعة من القتلة المحترفين إلى قمة السلطة فى إسرائيل، وهو ما يدخلها فى قائمة دعوات التطبيع المجانية.

غير أن الدعوة تجدد السؤال: لماذا يتحدث المسئولون فى بلادنا عندما يكون الصمت فضيلة، ولماذا يصمتون عندما يكون السكوت عارا، ولماذا إذا تحدثوا يصرون على فقدان احترام الجماهير لهم؟

وائل قنديل كاتب صحفي