المهرجانات - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 8:41 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المهرجانات

نشر فى : الثلاثاء 23 يونيو 2009 - 8:57 م | آخر تحديث : الثلاثاء 23 يونيو 2009 - 8:57 م

 عدد المهرجانات فى العالم يتجاوز الثلاثة آلاف، كبيرة وصغيرة، شهيرة ومغمورة، أى أن ثمة سبعة أو ثمانية مهرجانات سينمائية تقام كل ليلة على مدار العام، منها أكثر من ثمانين فى إسبانيا، وما يتجاوز المائة والثلاثين فى فرنسا، الآن، لم تعد هناك دولة ــ إلا فيما ندر ــ تخلو من مهرجان أو أكثر، بل أصبح من حق كل مدينة، وواجبها أيضا، أن يكون لها مهرجانها، فالمهرجان يعنى نشاطا ثقافيا وحضاريا واقتصاديا، فمعرفة الآخر، وما يدور فى أنحاء العالم، من خلال الأفلام، هدف ثقافى رفيع، وتشييد قصور السينما والمؤتمرات، وإعادة تجهيز دور العرض، ورصف الشوارع وطلاء المبانى، يدخل فى باب الارتقاء الحضارى، وحضور مئات الضيوف ــ وأحيانا آلاف ــ من صناع السينما وعشاقها ينعش اقتصاد المدينة المضيفة، وهذا كله يصب فى طاحونة حق المواطن، دافع الضرائب.

منذ البدايات، لم تخلُ المهرجانات من رائحة السياسة، فعندما بادر ستالين بإقامة أول مهرجان سينمائى فى موسكو عام 1935، كان يهدف لدعم الشيوعية وتعزيز الاتجاه نحو الواقعية الاشتراكية، ورد عليه موسولينى فى العام التالى بتحويل «بينالى فينسيا» الذى أقيم عام 1932 إلى «مهرجان فينسيا» مستبعدا معرض الفنون التشكيلية كى يصبح التركيز على الأفلام فقط، وبالطبع، كلما اقترب شبح الحرب العالمية الثانية ازداد مهرجان «فينسيا» وضوحا، حتى إنه قسم جائزته الكبرى عام 1938 بين الفيلم النازى «الأولمبياد» والفيلم الفاشى «لوتشيانو سيرابيلوتا».

وجدير بالذكر أن فرنسا دخلت معركة السياسة تحت قناع المهرجانات، فأقامت «مهرجان كان» عام 1939 تعبيرا عما يسمى «العالم الحر» فى مواجهة الشيوعية والفاشية والنازية، ويحاول كل مهرجان أن ينفى عن نفسه شبهة الانحياز السياسى، ولكن التجربة أثبتت أن إدارة المهرجان تختار الأفلام الفائزة، وهى تختار أعضاء لجنة التحكيم.

بعيدا عن السياسة، يلاحظ المتابع تلك الاهتمامات الفريدة للعديد من المهرجانات، فالفروق بينها لم تعد قاصرة فقط بين الروائى والتسجيلى والتحريك، أو الكوميدية والموسيقية والتاريخية والعاطفية، أو الأطفال والمراهقين والشباب والمرأة، بل امتدت لتشمل جوانب إنسانية بالغة الأهمية، مثل مهرجان «أفلام المهاجرين» الذى يقام فى ستوكهولم بالسويد، ويتعلق بقضايا من رحلوا أو رُحلوا ــ بضم الراء ــ من أرضهم، فضلا عن ذلك المهرجان المثير للعقل، الذى يمس شغاف القلب: «أفلام حقوق الإنسان» فى «ستراسبور» بفرنسا، الذى يؤكد على كرامة الإنسان ويدين خرق حقوقه.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات