تمارين لإنقاذ إنسانيتنا - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 2:16 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تمارين لإنقاذ إنسانيتنا

نشر فى : الثلاثاء 23 يوليه 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 23 يوليه 2013 - 8:00 ص

تمرين ١: دعونا لا نتورط فى تصنيف الدم سياسيا حين نطالع الأخبار المؤسفة عن سقوط ضحايا ووقوع إصابات.

كل الدم حرام، دم النساء اللاتى فقدن حياتهن فى مسيرة المنصورة، دم الضباط والجنود الذين يسقطون فى مواجهة إرهاب منفلت وتكفيرى، دم كل مصرية ومصرى بعيدا عن انحيازاتهم وقناعاتهم السياسية، دم كل مقيمة ومقيم على أرض مصر.

تمرين ٢: دعونا نتجنب المعايير المزدوجة حين التعامل مع انتهاكات حقوق الإنسان ونطالب بإنهائها والمحاسبة عليها بشفافية ودون تمييز بين يمين دينى وتيارات لبيرالية ويسارية.

يمثل تجنب المعايير المزدوجة، ومصدرها عادة ما يكون الانحيازات والقناعات السياسية أو الوقوع فى شرك إقصاء الآخر تكفيرا أو تخوينا، ضرورة جوهرية لتحويل حقوق الإنسان من شعار إلى حقيقة مجتمعية ملزمة ولبناء دولة القانون التى تحلم بها أغلبية ساحقة من المصريات والمصريين.

تمرين ٣: دعونا ندين العنف بجميع أنماطه وأشكاله وبغض النظر عن مصادره ومبرراته.

فتعميم العنف فى المجتمع واعتياديته ليس لهما إلا أن يدفعانا إلى الجنون والفاشية وعسكرة الحياة اليومية. وهنا سيصبح أى حديث عن الديمقراطية ودولة القانون وسحب العلاقات المدنية العسكرية إلى سياق ديمقراطى فاقد المضمون والمغزى.

تمرين ٤: دعونا ننفتح على مصادر معلومات متنوعة وآراء متباينة دون الاستسلام إلى القوالب الجامدة وثنائيات مع وضد والتى تهاجم اليوم الرأى العام المصرى وتعيد عقارب الساعة إلى الوراء، إلى ما قبل ثورة يناير المجيدة.

وللقوالب الجامدة وللثنائيات هذه الكثير من الأمثلة والنماذج المتداولة بكثافة. من محدودية التغطية فى وسائل الإعلام المملوكة للدولة والإعلام الخاص لمسيرات واعتصامات الإخوان واليمين الدينى وأحاديتها، إلى الترويج لقوالب فاشية زيفا باسم الدين أو باسم الوطنية. ومن إعادة كتابة تاريخ ثورة يناير كهوجة أو نكسة أو نكبة وسب المتعاطفين مع مبادئها وأهدافها كمرتزقة وتصنيف موجة ٣٠ يونيو الثورية كثورة على الثورة، إلى نشر انطباعات سلبية عن الأصوات التى ترفض الصمت على انتهاكات حقوق الإنسان والحريات.

تجنب كل هذا يقتضى منا تنويع مصادر المعلومات والاستئناس بآراء متباينة دون خوف من سطوة التوجه العام الذى يسعى لتجاوز حلم يناير الديمقراطى ومناخ الإقصاء الذى يشكك فى وطنية كل مطالب بمدنية الدولة وبحكومة منتخبة وبحماية حقوق الإنسان.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات