مصر وأمريكا.. علاقات مؤقتة - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 5:21 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مصر وأمريكا.. علاقات مؤقتة

نشر فى : السبت 23 أغسطس 2014 - 7:40 ص | آخر تحديث : السبت 23 أغسطس 2014 - 7:40 ص

أمريكا لم تحسم أمر علاقتها بمصر.. الانفراج الحالى مؤقت وليس دائما.. ما سبق معلومات مؤكدة وليس مجرد اجتهاد أو تحليل أو تخمين أو حتى تمنيات.

عندما هنأ الرئيس الأمريكى باراك أوباما الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى بانتخابه رئيسا عنونت «الشروق» قصتها الرئيسية فى الصفحة الأولى يومها بالقول إنه انفراج مؤقت فى العلاقات. البعض اعترض على هذا التوصيف والبعض سخر معتقدا أننا نكتب أمنياتنا.

والحقيقة أن ما كتبته «الشروق» فى هذا الوقت كان هو الأكثر دقة.

منذ انتخاب السيسى وحتى أيام مضت، سألت مسئولين مصريين كثيرين عن توصيفهم للعلاقات مع واشنطن، فأجمعوا على أنها متذبذبة وغير مستقرة، ويشوبها التوتر أكثر من الاستقرار.

المعلومات تقول بوضوح إن جوهر العلاقات منذ خروج المصريين فى 30 يونيو وحتى هذه اللحظة لم يستقر على حال معينة. وربما تكون الكلمة المفتاح فى أمر هذه العلاقات هو مطالبة أوباما لإدارته بمراجعة مجمل العلاقات مع مصر عقب عزل مرسى بأسابيع.

فى 9 أكتوبر الماضى حلت الحكومة المصرية جماعة الإخوان وبعدها بيوم واحد قررت الإدارة الأمريكية تجميد المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر وهو القرار الذى لا يزال مستمرا حتى الآن.

مصدر حكومى مصرى قال لى إن كل ما قاله المسئولون الأمريكيون عن استنئاف المساعدات كان مجرد كلام معسول فى وسائل الإعلام.

هل كان أوباما إخوانيا؟. بالطبع هذا كلام «أهبل»، ولكن الأدق أن إدارته ربما تكون قد وضعت استراتيجتها للمنطقة على أساس تجريب الإسلام السياسى الذى وصل للسلطة فى أعقاب الربيع العربى فى تونس ومصر واليمن وليبيا وكان يوشك أن يسقط الأسد فى سوريا.

ربما كان الهدف هو التخلص من صداع المتطرفين أو ضربهم بالمعتدلين، أو لخبطة كل المنطقة عرقيا وطائفيا بحيث تكون إسرائيل هى الفائز الأكبر، لكن 30 يونيو المصرى أفسد كل هذا.

المؤكد أيضا أن القرار فى واشنطن لا يتخذه الرئيس بمفرده، بل هو عملية معقدة جدا يتداخل فيها أكثر من عنصر.

الجديد أن إدارة أوباما ــ هى وليس الكونجرس ــ التى تمنع وصول بقية المعونة السنوية لمصر حيث لم تتسلم القاهرة إلا 572 مليون دولار، وترفض تسليم معدات عسكرية تم دفع ثمنها بالفعل، خصوصا الطائرات الأباتشى اللازمة لمواجهة الإرهابيين فى سيناء. والمعلومات أيضا تقول إن إدارة أوباما أبلغت مصر مجموعة من الشروط لعودة العلاقات لطبيعتها مثل إغلاق ملف قضية صحفيى الجزيرة أو خلية ماريوت والبحث عن صيغة لإشراك الإسلاميين فى العملية السياسية ومراعاة ملف حقوق الإنسان.

عندما طالب السفير بدر عبدالعاطى من الإدارة الأمريكية أن تراعى حقوق الإنسان وهى تتصدى للمتظاهرين السود فى ميسورى، لم يكن الأمر مجرد دعابة ساخرة فقط ــ كما تعامل معها البعض ــ بل كان يعكس الحالة التى وصلت إليها علاقات البلدين.

الحالة المؤقتة للعلاقات هى التى تفسر لنا لماذا تشيد وزارتا الدفاع والخارجية بالحكومة المصرية أحيانا، فى حين ينتقدها البيت الأبيض ومجلس الأمن القومى. بل إن البيت الأبيض نفسه رد على سؤال لقناة الجزيرة قبل أيام قائلا إن السيسى رئيس منتخب ويقود عملية التحول الديمقراطى.

ماذا عن المستقبل فى علاقات البلدين؟.

من الممكن أن يتغير كل شىء فى لحظة، ربما يكون الأمر مرتبطا بمحاولات رسم خريطة جديدة للمنطقة. ربما يكون لإسرائيل أو الخليج تأثير فى الأمر، لكن شيئا ما انكسر، فى علاقات البلدين التقليدية.

الخلاصة أن علاقات البلدين لاتزال تدار بطريقة مؤقتة.. لكن ماذا سيحدث غدا؟.. الله أعلم.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي