لا تفاوض مع الارهابين أو حاملى السلاح - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 5:37 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لا تفاوض مع الارهابين أو حاملى السلاح

نشر فى : الثلاثاء 24 فبراير 2015 - 12:00 م | آخر تحديث : الثلاثاء 24 فبراير 2015 - 12:00 م

عدد من البلدان الخارجية وبعض السياسيين فى الداخل وجزء صغير من المجتمع يطالبون الحكومة بالتفاوض مع جماعة الإخوان المسلمين حتى يتم حقن الدماء خصوصا ان عمليات العنف والإرهاب زادت بصورة واضحة فى الأسابيع الأخيرة.

يضيف هؤلاء ــ بحسن نية حينا وسوء نية أحيانا ــ ان عدد الإخوان وأنصارهم كبير، وبالتالى فمن مصلحة المجتمع ألا يدخل فى صراع معهم حتى لا يقع المزيد من الضحايا. ويضيفون انه حتى لو كان عدد الإخوان وكل أنصارهم والمتعاطفين معهم سرا وعلنا مليون شخص فقط فواجب على الدولة والحكومة والرئيس ان يسارعوا إلى البحث عن مخرج سياسى للأزمة.

أما أصحاب النية السيئة فيضيفون إلى ما سبق قائلين ان الصلح صار ضرورة ملحة لأن الإخوان بدأوا يلجأون للعنف بصورة سافرة وان عدد الضحايا يتزايد من رجال الجيش والشرطة والمدنيين وان البلد شبه معطل ومصاب بالشلل بسبب استهداف الإخوان والإرهابيين لوسائل المواصلات وخصوصا القطارات والخدمات الحيوية مثل محطات ومحولات وأبراج الكهرباء.

هذا المنطق هو نفسه الذى تتبناه الولايات المتحدة وبعض البلدان الأوروبية وتركيا وقطر وحجتهم ان ادماج الإخوان فى العملية السياسية يعنى توقف العنف فورا.

هل تتذكرون القيادى الإخوانى الدكتور محمد البلتاجى حينما وقف على منصة رابعة العدوية، وقال بوضوح يحسد عليه ان عودة مرسى والإخوان إلى الحكم، تعنى توقف العنف فورا فى سيناء وهو الأمر الذى ثبت صحته حتى هذه اللحظة.

شخصيا ــ وبعد ان ولت أيام الشباب والحماس الثورى والاندفاع ــ أصنف نفسى ضمن المعتدلين دوما وأعتبر نفسى الآن إصلاحيا أكثر منى ثوريا.
كنت دائما منذ ثورة ٣٠ يونيو أتمنى ان نجد طريقة لدمج الإخوان خصوصا السلميين منهم فى الفضاء السياسى.

لكن ان يتم أى تفاوض أو حديث بشأن مصالحة أو احتواء فى ظل حمل الإخوان للسلاح، أو استمرار عمليات العنف، فالرسالة الوحيدة التى ستصل للإخوان هى ان العنف وسيلة مثلى لتحقيق الأهداف.

وإذا كان البعض ينصح بأنه لابد من مفاوضة الإخوان لأنهم صاروا أكثر عنفا، فمن باب أولى ينبغى فى هذه الحالة ان يتم التفاوض مع جماعة أنصار بيت المقدس أو داعش المصرية لأنها تتفوق على الإخوان درجة أو درجتين فى العنف والإرهاب.

إرهابيو سيناء يقتلون رجال الجيش والشرطة والدولة وشيوخ القبائل بصورة شبه يومية وبطريقة بشعة فهل يفترض ان تبادر الحكومة إلى التفاوض معهم على حل؟!.

إذا فاوضنا هؤلاء الإرهابيين فالمفترض ان تفاوض الحكومة جماعة الإخوان وهى تحمل السلاح وتمارس عنفا صار منظما.
نعم فى وقت ما طال الزمن أو قصر سيكون هناك نوع من الاحتواء أو التنفيس أو البحث عن مخرج بالسياسة أو بالسلاح مع كل أنصار العنف والإرهاب.
فى حالة الإخوان ينبغى ان يتم الاحتواء أو التهدئة عندما يدركون انهم ليسوا أوصياء على المسلمين أو المصريين.

وأسوأ قرار ان تفاوض الإخوان وهم يحملون السلاح الآن. وبالتالى عليهم أولا ان يعتذروا للشعب ثم يتوقفوا عن العنف تماما ويتوقفوا عن الخلط بين كونهم حركة دعوية وجماعة سياسية فى وقت واحد وألا يستخدموا المساجد فى أمور سياسية وان يعودوا مواطنين عاديين شأنهم شأن الجميع.

إعطاء أى مكسب للإخوان لأنهم صاروا أكثر عنفا سيعنى شيئا واحدا وهو ان الجريمة تفيد. وإذا طبقنا هذا المبدأ فقل على مصر السلام لسنوات طويلة.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي