الوطن أو الموت - خولة مطر - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 10:31 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الوطن أو الموت

نشر فى : الأحد 25 فبراير 2024 - 8:15 م | آخر تحديث : الأحد 25 فبراير 2024 - 8:15 م
لا تسرفوا فى ترداد ما كان قبل طوفان الأقصى، ولا حتى ما كان سيقبل به الشعب الفلسطينى، على مضض ربما.
• • •
لا ترددوا شعارات مرت عبر اتفاقيات مشبوهة، أو حتى مؤتمرات لم تكن إلا لتنتهى بما انتهى إليه الوضع الآن، أى مزيد من القمع والطغيان والظلم والإبادة الصهيونية الحاقدة ما تلبث أن تؤدى إلى أعداد هائلة من الأطفال اليتامى.. يكبر الطفل ليصبح مقاوما بالفطرة ليس انتقاما لأهله الذين قتلهم ذاك الجندى أو القناص الصهيونى والابتسامة تعلو شفتيه، بل لأنه الوطن، ولأن الأرض لا تباع ولا تشترى، ولأن الأوطان ليست فنادق نغادرها عندما تتحول حياتنا اليومية إلى مجازر.. بل هو الوطن أو كما قال جيفارا فى كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى العام 1964، مدافعا عن حقوق الضعفاء، منتقدا قدرة الأمم المتحدة على مواجهة السياسة الوحشية ونظام الفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا، وسوء معاملة الهنود الحمر أو السكان الأصليين فى أمريكا، حيث قال: «الوطن أو الموت».
• • •
يظهر كثر من المحللين والعسكريين والخبراء وغيرهم من الذين ظهروا فجأة على الشاشات الكبيرة والصغيرة وعلى منصات التواصل ليفتى كل منهم بما يشاء والدم الفلسطينى يسيل والموت مترصد بالأجساد الضعيفة، مرة برصاصة ومرة تحت الأنقاض نتيجة القصف ومرات من الجوع والعطش والمرض.. هذا الكيان الذى يتلذذ جنوده بقتل الفلسطينى والفلسطينية ويسخرون من عذاباتهم وينهبون بيوتهم مسجلين هم أنفسهم كل ذلك على هواتفهم النقالة أو تلك التى سرقوها من بيوت الشعب الفلسطينى، ثم ما يلبثون وأن يبثوها بكثير من السخرية من كل العالم الذى يشاهدهم، وكأنهم يمدون ألسنتهم لكل الذين صاغوا قوانين وتشريعات تصوروا أنها ستحمى البشر من بطش وقتل المرضى، أليس مثل هؤلاء مرضى؟ بل كل الصهاينة من ساسة وجنود ومستوطنين، أليسوا جميعا يمثلون بشرا بحاجة إلى أن يرسلوا إلى مصحات عقلية؟
• • •
ذاك الجندى يركل الفلسطينية الداخلة لتصلى فى المسجد الأقصى حتى يطرحها أرضا، ويدوس عليها وينزع حجابها ويسخر منها أمام أعين العالم.. فيما يجلس المحلل فى إحدى تلك الاستديوهات البعيدة ويسترسل فى وصف الدبابة وموقع القناص و.. و.. ثم يعيد تكرار لا حل إلا بالعودة إلى أوسلو أو لحل الدولتين أو.. أو..!
• • •
ما زال بعضهم يتصور أن هناك حلولا تأتى من مؤتمرات فى فنادق خمس نجوم بعواصم أوروبية تخصصت فى فن تزييف الحقائق، وتعليب أوهام السلام وبيعها على الزوار من السذج، أو ربما اليائسين أو حتى الانتهازيين المتعطشين لوجبة من السمك السلمون الطازج من مياه النرويج!
• • •
آخرون يقولون لنعود إلى اتفاقيات مدريد، أو لنقرأ نصوص الاتفاقيات الثنائية بين هذه الدولة وتلك، ويقرأون صفحات من نصوص ثم يرددون شعارات مقتبسة عن اتفاقيات، أو نصوص كتبها بعض من تصور أن الحق يؤخذ بالنصوص أو بالاتفاقيات أو بالقانون فيما شريعة الغاب ينشرها ما يسمى بالعالم المتحضر والديمقراطى!! هل نسينا ما فعله المستعمرون من فرنسيين وبريطانيين وإيطاليين وإسبان وأمريكان وغيرهم؟.. هل نستطيع أن ننسى مشاهد أبو غريب أو جوانتانامو؟ أليست هذه سجونا لما يسمى أكبر ديمقراطية على وجه الأرض؟
• • •
خدعونا أو هم خدعوك بتلك الشعارات وما صوروه بالتفوق، وصدقت إنك لا تزال «همجيا» أو متطرفا وإنك بحاجة لكثير من التأهيل لتواكب «العالم الحر».. نعم وبعد أكثر من خمسة أشهر على الذبح الفلسطينى العلنى لا يزال البعض يصدق رواياتهم أو حتى يقرأ صحفهم ومقالاتهم وتحليلاتهم ويردد «علينا أن نعود لحل الدولتين»، دون أن يدرك أن الفلسطينى والفلسطينية قد تخطيا هذه الكذبة وعرفا إنها مجرد ضحك على الذقون أو لعبة ساذجة مارسها بعضهم وبعض من بعضنا بمهارة بل وصدقوها.
• • •
بعد 7 أكتوبر عدنا لنستجير بجيفارا وربما نشكره ونقدر ما قام به من شجاعة متناهية ليس فى الحروب التى خاضها من كوبا حتى الكونجو مرورا بكثير غيرهما، بل لأنه وقف على ذاك المنبر الذى أنشئ بعد الحرب العالمية الثانية ليشكل الملاذ للسلم، وإيقاف الحرب ونصرة الضعيف والوقوف فى وجه المستبد، وقف ليقول كلمتين لخصا مئات الصفحات من الخطابات الرنانة. الأرض أو الموت.. الوطن أو الموت..
خولة مطر  كاتبة صحفية من البحرين
التعليقات