أبومازن غير قادر فعلا على حل السلطة الفلسطينية - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 3:31 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أبومازن غير قادر فعلا على حل السلطة الفلسطينية

نشر فى : السبت 26 أبريل 2014 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 26 أبريل 2014 - 8:00 ص

إن رد الفعل الطبيعى لتهديدات أبومازن بتسليم مفاتيح السلطة الفلسطينية وتفكيكها بصورة كاملة، هو أن نقول لهم «تفضلوا، نرجوكم، لم لا؟». إنما، لا يوجد بعد زعيم قرف حقا من الحكم ونجح زملاؤه فى إجباره على البقاء فى السلطة. ولا حاجة لنا إلى أن نستقبل تهديدات أبومازن ببريق من الفرح كما لمع فى عينى نفتالى بينت «زعيم حزب البيت اليهودى الذى يطالب بضم الضفة الغربية إلى إسرائيل» وفى الواقع، فإن تهديدات أبومازن بالاستقالة فى أساسها، لا طائل تحتها، فهو لا ينوى ذلك، وإذا وجد نفسه فى وضع لا خيار أمامه سوى تنفيذ تهديداته، فإن أحدا من زملائه الشباب لن يسمح له بأن يفعل ذلك.

لم ينتظر جبريل رجوب ولا محمد دحلان ولا حتى مروان البرغوثى حتى سنة 2014 كى يسمحوا لزعيم مصاب باليأس بالقضاء على حلمهم فى وراثة منصبه، وكى يتنازلوا عن كرسى رئيس السلطة فى المقاطعة، وعن احترام الملوك والسجاد الأحمر فى جميع أنحاء العالم، وبصورة خاصة عن المساعدات المقدمة من العالم مجانا. فى إمكان أبو مازن أن ينتحر سياسيا، لكن عائلته السياسية ليست مستعدة للحاق به، وهو لا يستطيع حل السلطة الفلسطينية.

من جهة أخرى، فى بعض الأحيان فإن سير البهلوان على حبل مشدود قد يعرضه إلى خطر السقوط فى الهاوية. فإذا أراد أبو مازن أن يفعل ذلك، يتعين على إسرائيل أن توضح له أنها لن تحل مكانه، مع كل الأسى الذى سيسببه ذلك لبينت وجماعته. لكن إذا حدث ذلك، فإنه سيشكل فرصة تاريخية كى نعرض على الأردن العودة إلى جزء من المناطق التى كان يسيطر عليها حتى حرب الأيام الستة «1967». وإذا أبدى الملك عبدالله تردده عن القيام بذلك، من المرغوب فيه أن يحصل (إن أمكن ذلك) على تفويض من دول الجامعة العربية.

لقد وصلت المفاوضات التى استؤنفت منذ أيام إلى مرحلة يجب فيها الرد على التهديد بمثله. كما يجب أن نبيّن للفلسطينيين حسابات الربح والخسارة إذا دخلوا فى مواجهة عنيفة. فقبل زمن قصير خرق الفلسطينيون تعهداتهم بمواصلة المفاوضات وطلبوا الانضمام إلى 15 منظمة دولية فى الأمم المتحدة.

وهذه الطلبات تنتظر المناقشة والموافقة عليها، وإن حل السلطة الفلسطينية سيلغيها، والدولة التى هى قيد التفكك أو الإفلاس لا تستطيع توقيع الشيكات وشراء السلع.

لكن على الرغم من ذلك، ليس من مصلحة إسرائيل استقالة أبومازن وتفكك السلطة الفلسطينية. وقد شعر صائب عريقات بذلك، لكنه بالغ فى افتراضه أن زيادة الضغط على القدس الراغبة فى مواصلة الحوار مع أبومازن، يمكن أن تحقق إنجازات أكبر للسلطة المنهارة فى رام الله.

إن الحوار مع الفلسطينيين هو أمل موجود فى قلب الشعبين من أجل مستقبل مشرق. ومن دون هذا الحوار، فإن جميع أنحاء البلد ستشهد العنف الذى يشهده جبل الهيكل «الحرم القدسى الشريف». إن عدم الاكتراث الإسرائيلى بالابتزاز الذى يمارسه أبومازن هو أهم ما يميز الدبلوماسية الإسرائيلية، لكن هذا يجب أن يترافق ليس فقط مع العصا ولكن مع الجزرة أيضا، ويجب أن نقدم لأبومازن الذريعة الملائمة التى تسمح له بالنزول عن الشجرة العالية التى صعد إليها.

هناك الكثير من الاحتمالات لدى بنيامين نتنياهو، ويتعين عليه أن يقترح أحدها ويتمسك به على الرغم من المعارضين لذلك فى الائتلاف الذى يتزعمه.

دان مرغليت

محلل سياسى يسرائيل هَيوم

نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات