اتخاذ القرارات على طريقة «ابن حميدو» - خالد أبو بكر - بوابة الشروق
الجمعة 3 مايو 2024 7:07 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اتخاذ القرارات على طريقة «ابن حميدو»

نشر فى : الإثنين 26 أكتوبر 2015 - 3:40 ص | آخر تحديث : الإثنين 26 أكتوبر 2015 - 3:40 ص

أصاب المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء بتجميد ذلك القرار المثير للجدل الذى اتخذه وزير التربية والتعليم السابق، محب الرافعى، والمتعلق بتخصيص 10 درجات للحضور والانضباط السلوكى لطلاب الثانوية العامة لهذا العام، والذى انبرى الوزير الحالى، الهلالى الشربينى للدفاع عنه بكل ما أوتى من قوة، دون وجود أدنى داع لذلك، ضاربا عرض الحائط بتلك الاحتجاجات القوية للطلاب وأولياء أمورهم ضده، بالنظر للحالة المزرية التى باتت عليها حال مدارسنا، والتى تجعلها عاجزة عن استيعاب كل الطلاب، الأمر الذى دفعهم للاعتماد فى سباق الدرجة والنصف درجة فى سباق الثانوية العامة على الدروس الخصوصية، وهو ما يؤكد أن المنظومة التعليمية برمتها فى مصر تحتاج لبذل جهد حقيقى، إذا كانت هناك مساع حقيقية وجادة للنهوض بهذا البلد.

وبعيدا عن خلفيات هذا القرار ودفوع الطلاب وأولياء أمورهم لرفضه، أرى أنه نموذج يصل لدرجة البيان العملى على تلك القرارات التى يأخذها بعض الوزراء من داخل غرفهم المغلقة دون درسة كافية.. دون معلومات وبيانات كافية ودقيقة على أسس علمية يقينية تلامس الواقع وتنطلق منه.. دون فتح حوار حقيقى مع من سيتأثرون بتطبيق هذا القرار ومناقشتهم والاستماع لوجهات نظرهم والتوصل لصيغ تفيد الجميع بناء على العلم والمعرفة لا الأمزجة والأهواء.

هذه النوعية من الوزراء والمسئولين المتسرعين فى اتخاذ قراراتهم.. قدماء جدا.. يعيشون فى عصور سحيقة.. يتصورون أنهم ما زالوا فى ذلك العصر الذى كان يصدر فيه القرار ــ مهما كان ظالما وجائرا ــ فيطبق على الكافة دون أن يفتح أحد فمه.. هؤلاء الوزراء والمسئولون لا يعرفون مع أى جيل يتعاملون فى هذه اللحظة التاريخية من عمر الوطن.. هذا جيل لا قبل له بتحمل تبعات قرار يؤثر على مستقبله، وفيه تمييز بين من يتعلمون فى مدارس خاصة وبين السواد الأعظم من الشعب الذى ساقه حظه العاثر للدراسة فيما تسمى المدارس الحكومية، التى كانت إلى وقت قريب تعطى الحدود الدنيا من التربية والتعليم.

يخرج الوزير من هؤلاء المتسرعين فى إصدار القرارات المرتبطة بمستقبل وحياة قطاعات واسعة من هذا الشعب حالفا بأغلظ الأيمان بأنه لا عودة عن القرار الذى اتخذه باعتباره وصيا على جموع المصريين، وأن قراره «مش ممكن ينزل الأرض أبدا»، على طريقة عبدالفتاح القصرى فى فيلم «ابن حميدو»، وغالبا ما يتعلل فى عدم الرجوع عن قراره الخاطئ أو غير المناسب أو الذى يحتاج لتهيئة ظروف ومناخات معينة بأن الأمر بات يمس «هيبة الدولة»، وكأن الدولة التى اختارته وزيرا يتخذ قرارا دون دراسة لم تسئ لنفسها وللشعب الذى من المفترض أن تعمل على خدمته وتحقيق طموحه فى حاضر وغد أفضل.

ولما تزيد وتيرة الاحتجاجات يخرج ذات الوزير بطريقة عبدالفتاح القصرى أيضا، مرددا عبارته التاريخية، «خلاص تنزل المرة دى»، الدولة التى تنحنى أمام إرادة شعبها، دولة عالية الهامة والقامة، أما تلك التى تعاند من أجل العند فهى إلى زوال ولو بعد حين.


kabobakr@shorouknews.com

التعليقات