•• فى نهاية أكتوبر الماضى أصدر نادى أتلتيك بيلباو بيانا رسميا أكد فيه أن مهاجمه التاريخى تيمليو زارا (فى الفترة من 1940 إلى 1955) سجل 253 هدفا وليس 251 هدفا، وذلك تعليقا على الأنباء التى نشرتها وسائل الإعلام الإسبانية والعالمية بشأن اقتراب ميسى من معادلة رقم مهاجم الفريق. ووصف بيان النادى الباسكى تلك الأنباء بعدم الدقة.. وبالفعل عدلت خريطة الرقم القياسى المنتظر من 251 إلى 253 بناء على هذا البيان.. لكن الطريف أننا الآن أمام إشكالية أخرى بشأن الرقم الذى سجله زارا والرقم الذى يجب على ميسى أن يحققه كى يسجل له تاريخيا كأفضل هداف فى تاريخ الدورى الإسبانى.

•• فى الأسبوع الثانى عشر من الدورى سجل ميسى ثلاثة أهداف فى مرمى إشبيلية ليرتفع رصيده إلى 253 هدفا، ولأن الأرقام تحظى بتقدير خاص فى الغرب، احتفى زملاء ميسى فى برشلونة بتحقيقه الرقم القياسى فى عدد الأهداف بتاريخ الدورى الإسبانى، وكان احتفالا لطيفا وجميلا وبسيطا مضى بلاصراخ كما هى العادة فى أحوال الرياضة المصرية.. لكن الإشكالية هنا هى أن صحيفة « أس» الإسبانية قالت فى تقرير لها إن زارا سجل 265 هدفا وليس كما قيل من قبل 251 هدفا أو حتى كما قيل فيما بعد 253 هدفا.. كما قالت ابنة زارا: «عدد أهداف والدى غير معروف. يقول البعض انها 251، لكن هناك من يقول ايضا انها 253.. وميسى سوف يتجاوز والدى فى عدد الاهداف، لكن أبى سجل تلك الاهداف فى أقل عدد من المباريات، فى 267 مباراة بينما ميسى حقق رقمه الأخير فى 280 مباراة»..

•• هل كلما اقترب ميسى من الرقم القياسى ستضاف أهداف أخرى إلى رصيد زارا؟ هل هناك ضغوط من شركات الرعاية لاعتماد رقم ميسى التاريخى كما ضغطت تلك الشركات على الفيفا لمنحه جائزة أحسن لاعب فى المونديال وهو لايستحقها؟ أم أن قصة الرقم القياسى هى حاجة الجمهور إلى بطل يحتفون به كل فترة؟!

•• فى شارع الرياضة المصرية العديد من القصص المماثلة، منها أن حسام حسن مثلا كان عميدا للاعبى العالم ثم أصبح أحمد حسن هو صاحب الرقم القياسى فى عدد المباريات الدولية، ومع ذلك مازال حسام حسن يلقب بالعميد.. لكن الهداف التاريخى للدورى المصرى يجيئ هو نجم الترسانة حسن الشاذلى فى المقدمة برصيد 171 هدفا حسب ذاكرة جريدة الأهرام، إلا أن رصيده 173 هدفا وفقا لذاكرة جريدتى الأخبار والجمهورية، ومع ذلك دخل حسام حسن فى منافسة مع الشاذلى على اللقب على الرغم من تسجيله 169 هدفا.. وحتى هداف مباريات القمة بين الأهلى والزمالك حوله اختلاف.. هل هما الثنائى توتو وعلاء الحامولى وكلاهما سجل سبعة أهداف.. أم أنه حسام حسن الذى سجل تسعة أهداف بفانلتى الأهلى والزمالك؟ أم أنه محمد أبوتريكة برصيد 13 هدفا؟ أم ياترى يتساوى أبوتريكة مع مختار التتش؟!

••هناك عدم دقة فى التوثيق.. وفى بعض الأحيان قد يصنع جيل قصة، ثم تتوارثها أجيال، وحين نكتشف عدم دقة تلك القصة بالوثائق، ترفض كل الأجيال تغيير قصتها الأولى التى توارثتها.. وأكبر القصص التى تفتقد الدقة هى حكاية سعد باشا زغلول مع الأهلى.. وهو ماسوف نتناوله بإذن الله؟!