مصر بدون خنازير - وائل قنديل - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 12:22 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مصر بدون خنازير

نشر فى : الإثنين 27 أبريل 2009 - 5:26 م | آخر تحديث : الإثنين 27 أبريل 2009 - 5:26 م

 «أسد على الفراخ.. وأمام الخنازير نعامة» بهذا المنطق تتعامل الحكومة المصرية مع كابوس إنفلونزا الخنازير المخيف، ما يؤكد ما سبق أن قلته فى هذا المكان حول القوى الخفية الجبارة التى تمنح الخنازير كل هذه الحصانة فى مصر.

تقول لنا الأرقام إن إنفلونزا الطيور طوال أكثر من عامين لم تقتل سوى 26 شخصا فى مصر، بينما إنفلونزا الخنازير حصدت أكثر من مائة قتيل فى المكسيك خلال أيام معدودات.

وتقول لنا تقارير منظمة الصحة العالمية إن إنفلونزا الخنازير أخطر بكثير من إنفلونزا الطيور على البشر، ورغم ذلك فإن الإجراءات والتدابير التى اتخذتها الحكومة المصرية لمواجهة احتمالات وصول إنفلونزا الخنازير تبدو خجولة ومتراخية للغاية إذا ما قورنت بما تم اتخاذه مع إنفلونزا الطيور.

ومنذ أن دخلت عبارة «إنفلونزا الطيور» قاموس الحياة المصرية اليومية ترددت كلمة «الإعدام» آلاف المرات ونفذت الجهات المختصة عمليات إعدام بالجملة لمزارع دواجن وعشش فراخ فى إطار سياسة تجفيف منابع الخطر، بل إن من التشريعات المشددة ما صدر لتجريم تربية ونقل الطيور الحية فى بر مصر.

وفى المقابل فإن التعامل مع ملف الخنازير يمضى فى منتهى النعومة واللطافة حتى بدا أن السادة الخنازير يملكون من أوراق الضغط ما يجعل الحكومة المصرية لا تجرؤ على أن ترفع عينها أمامهم، أو أن مصر لا تستطيع أن تحيا دون خنازيرها، وأقصى ما استطاعت أن تفعله أنها خصصت 238 فدانا على أطراف القاهرة ثم وقفت تلتمس من أصحاب الخنازير بكل أدب أن يتفضلوا بالانتقال إليها.

ودليلا على قوة نفوذ وسلطان أصحاب الخنازير أخذت طلبات الإحاطة والاستجوابات التى تقدم بها نواب الشعب طريقها إلى أدراج الحفظ، أو غياهب الصمت، وآخرها مشروع القانون المقدم من النائب مصطفى الجندى لمنع تربية الخنازير، والذى ظل يتخبط فى دروب وأروقة اللجان البرلمانية حتى انتهى به المطاف فى اللجنة التشريعية التى رفضت مجرد التفكير فى منع تربية الخنازير لاعتبارات رأت أنها تمس استقرار المجتمع، واقترحت نقل المزارع إلى مناطق نائية.

والآن.. تقف إنفلونزا الخنازير على حدودنا الشرقية بعد وصولها إلى إسرائيل فماذا نحن فاعلون أكثر من صياح الديكة فى إعلام الوزارات والهيئات المختصة بأن الموقف مطمئن وتحت السيطرة ولا خطورة على مصر وأن الـ(H5N5) الخاص بإنفلونزا الطيور يختلف تماما عن ( H5N1) الخاص بإنفلونزا الخنازير.

أخشى أن يتكرر سيناريو إنفلونزا الطيور مع الخنازير، فحين ظهرت الأولى فى دول آسيا وقف المسئولون عن الصحة والزراعة فى مصر يمضغون كلمات جوفاء لطمأنة الناس، ومع الوقت احتلت مصر صدارة التصنيف العالمى من حيث عدد حالات الوفاة والإصابة بالمرض.. والآن يغنى المسئولون نفس الكلمات بنفس اللحن ولكن.. بتوزيع جديد.

وائل قنديل كاتب صحفي