مقارنة بين حرب لبنان 2006 والحرب على غزة 2014 - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 6:06 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مقارنة بين حرب لبنان 2006 والحرب على غزة 2014

نشر فى : الأحد 27 يوليه 2014 - 9:05 ص | آخر تحديث : الأحد 27 يوليه 2014 - 9:05 ص

انقضت فى هذه الأيام ثمانى سنوات على حرب لبنان الثانية ــ التى أدت إلى ثمانى سنوات من الهدوء التام على طول الحدود الشمالية مع لبنان ــ وكان ذلك نتيجة واضحة للردع الذى حققته إسرائيل خلال هذه الحرب حيال إيران وحزب الله. وفى الواقع وعلى الرغم من السلوك الإشكالى للزعامة السياسية والعسكرية فى إسرائيل خلال هذه الحرب، فقد توصل حسن نصر الله، زعيم حزب الله، إلى خلاصة مفادها أن من الأفضل له الامتناع عن استفزاز إسرائيل والعمل ضدها على طول الحدود، كما فعل خلال السنوات التى سبقت نشوب الحرب، وإدراكه أنه إذا لم يفعل ذلك ستعاود إسرائيل ضرب الحزب ومؤيديه كما فعلت خلال تلك الحرب.

يرغب العديد من الإسرائيليين بالمقارنة بين الإنجاز فى لبنان وما هو مطلوب أو مرغوب به فى قطاع غزة، وهم يأملون بإمكان التوصل إلى نموذج لوقف إطلاق النار وتفاهمات صامتة لمدة زمنية طويلة مثل الأعوام الثمانية الأخيرة على الحدود بين إسرائيل وحزب الله. لكن يتضح أن غزة ليست لبنان وأن حركة «حماس» ليست حزب الله، ومن هنا صعوبة التوصل إلى وقف إطلاق نار ينهى هذه الجولة من التصعيد الحالى، ويسمح بتطبيق النموذج اللبنانى على غزة.

أولا: حزب الله تنظيم لبنانى ينصب اهتمامه الأساسى على لبنان وعلى تعزيز موقعه وسط السكان الشيعة، الذين يعيشون فى هذه الدولة. صحيح أن الحزب يوظف جهودا كبيرة من أجل المحافظة على صورته كحامل للواء مقاومة إسرائيل، وأن أسياده الإيرانيين يضغطون عليه كى يكون الجيش المتقدم لطهران فى مواجهة إسرائيل، لكن مصالح الحزب هى فى الساحة الداخلية اللبنانية، وحاليا فى الصراع الدائر فى سورية. فى المقابل، «حماس» حركة فلسطينية مئة فى المئة وجميع مصالحها موجودة فى الساحة الفلسطينية ما بين القطاع والضفة، الأمر الذى يتسبب دوما باحتكاكات ومواجهات بينها وبين إسرائيل، كما حدث فى حادثة خطف الشبان الإسرائيليين الثلاثة وقتلهم قبل شهر فى منطقة الخليل. ولا تستطيع «حماس» أن تفصل نفسها عن إسرائيل وعن صراعها معها مثلما يسمح حزب الله لنفسه من حين إلى آخر. بالإضافة إلى ذلك حتى لو كانت قيادة الحركة تريد التهدئة لفترة معينة، فإن الأحداث على الأرض تفرض نفسها عليها وتعيدها إلى مسار الاشتباك والتصعيد ضد إسرائيل.

ثانيا: «حماس» أكثر ضعفا بكثير من حزب الله، ومكانة الحركة فى الساحة الإقليمية والعربية وحتى الفلسطينية ووسط الجمهور الفلسطينى ليست قوية مثلما كانت مكانة حزب الله خلال حرب لبنان الثانية. هذا من دون الحديث عن التوتر داخل الحركة بين الجناح العسكرى والجناح السياسى، وبين قيادة الداخل الموجودة فى غزة وقيادة الخارج برئاسة خالد مشعل فى قطر. كما أن الحركة لا تسيطر على الفصائل والتنظيمات الفلسطينية الأكثر راديكالية التى لديها أجندتها الخاصة. ومما لا شك فيه أن الضعف السياسى لـ«حماس» برغم قدرة مقاتليها على الصمود فى غزة، يجعل من الصعب على قادة الحركة اتخاذ قرارات صعبة ومؤلمة، الأمر الذى لم يتردد حسن نصر الله . فى القيام به سنة 2006. فى النهاية، ليس لدى «حماس» الكثير لتخسره مثلما كان لحزب الله، فغزة بطبيعة الحال مدمرة، والواقع الذى سينشأ بعد وقف النار لن يكون ورديا ولا مغريا بالنسبة لقادة «حماس» لأنه سيكون العودة إلى كماشة الحصار الإسرائيلى ــ المصرى. ويمكن أن نضيف إلى ذلك حقيقة أن إسرائيل امتنعت لأسباب مفهومة عن ضرب البنية التحتية المدنية فى القطاع، كما ألمحت ــ بصورة غير مباشرة ــ لـ«حماس» أنها لا ترغب فى تقويض سلطتها على غزة خوفا من البديل ــ الفوضى وسيطرة جهات راديكالية على القطاع. ومن المفارقات أن إسرائيل تزود بالكهرباء الورش التى يصنع فيها أعضاء «حماس» الصواريخ، كما تسمح بدخول المواد الغذائية إلى غزة التى يستفيد منها مطلقو النار على إسرائيل. لهذه الأسباب كلها من الصعب تطبيق نجاح الردع الإسرائيلى فى مواجهة حزب الله على «حماس». صحيح أن الحركة تسير على خطى حزب الله، وتقلد تكتيكاته القتالية وتحصل منه على السلاح والصواريخ، لكن ثمة شك كبير فى أنها ترغب أو تقدر على المضى نحو تسوية تؤمن الهدوء طوال سنوات على حدود القطاع.

التعليقات