دماء الثورة تتحدث - وائل قنديل - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 9:27 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دماء الثورة تتحدث

نشر فى : الأربعاء 29 فبراير 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 29 فبراير 2012 - 8:00 ص

كثيرون غنوا لشهداء الثورة، وآخرون كتبوا عنهم، لكن مع كل الاحترام لمن غنى، ولمن كتب فإن أشياء أخرى يحتاجها شهداء الثورة ومصابوها، قبل وبعد الاحتفال بهم فنيا وأدبيا.


إن ضحايا الثورة يحصلون على لقب شهيد على الورق، لكنهم يعاملون كبلطجية على أرض الواقع، وكذلك الحال مع أسرهم، تشعر وأنت تقرأ التصريحات الرسمية أن الحكومة بنت لهم قصورا فوق قمم الجبال، بينما على الأرض يلاقون صنوفا من الإهانة وإهدار الكرامة، وكأنهم يعاقبون بجريرة مشاركة أبنائهم فى ثورة خالدة أطاحت برأس النظام، وما جرى مع والد الشهيد مصطفى شاكر عبدالفتاح ليس ببعيد.


ومن هنا تأتى أهمية هذا الجهد الذى بذلته الزميلتان حنان بدوى وحنان السمنى فى إصدار الجزء الأول من كتاب توثيقى يسجل قصص شهداء الثورة، ويقدم دراما وطنية ملحمية، عن بطولات حقيقية تكاد تتلاشى وتذوب أمام هذه الموجات العنيفة من تشويه الثورة والثوار.


إن كتاب «دماء على طريق الحرية» الصادر بجهود ذاتية من مؤلفتيه، عن مؤسسة دعم أبطال يناير عن دار صفصافة للنشر، يحوى قائمة بأسماء أكثر من 900 شهيد من شهداء الثورة، حيث تضم صفحات الجزء الأول سيرة 163 شهيدا بدءا من شهيدها الأول ابن مدينة السويس مصطفى رجب الذى سقط يوم 26 يناير 2011، وليس انتهاء بشهيد الأزهر الثائر الشيخ عماد عفت الذى نال الشهادة فى أحداث مجلس الوزراء.


وقيمة هذا الكتاب الإنسانية والوطنية لا تقل روعة عن قيمته الأدبية والتوثيقية، ذلك أنه جهد تطوعى من المؤلفتين، على أن يصب عائد بيعه لصالح علاج مصابى الثورة منذ بدايتها وحتى الآن، بما يجعله أيضا مبادرة اجتماعية مشكورة تحاول قدر الإمكان تخفيف آلام المصابين، الذين يعانون التجاهل والإهمال والإهانة فى كثير من الأحيان على أبواب الجهات المعنية بملف الشهداء والمصابين، حيث اتفقت مجموعة العمل المشاركة فى إصداره على أن يكون عائد الكتاب مخصصا بالكامل لدعم أنشطة مؤسسة «دعم أبطال 25 يناير» وهى مؤسسة مصرية غير حكومية نشأت عقب أحداث الثورة، وتقوم على جهود كثيرين منهم الدكتور محمد شرف والمهندس ممدوح حمزة.


ويبقى أن الكتاب يقدم قراءة فى دفتر الشهادة، تشعر عبر صفحاته بروح الثورة الحقيقية، حيث تمتزج قصص الشهداء من الأقباط بحكايات زملائهم من المسلمين، وتكاد تسمع حديث الدم للدم، فيملؤك يقين بأن الشعب الذى استطاع اجتراح معجزة 25 يناير لن يتخلى عن ذلك السلاح المدهش الذى أذهل العالم «مسلم ومسيحى إيد واحدة»

وائل قنديل كاتب صحفي