الملايين التى تحمى ممتاز القط - وائل قنديل - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 6:32 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الملايين التى تحمى ممتاز القط

نشر فى : الأحد 28 أغسطس 2011 - 7:48 ص | آخر تحديث : الأحد 28 أغسطس 2011 - 7:48 ص

 الشعب الناكر للجميل ترك الأستاذ ممتاز القط يدفع من جيبه الخاص تسعمائة ألف جنيه لجهاز الكسب غير المشروع حتى يتم إخلاء سبيله بعد التحقيق معه فى قضايا مالية؟

صحيح أن القط سدد المبلغ برشاقة شاب يحاسب على ربع جبنة رومى فى بقالة على الطريق السريع، لكن بالتأكيد مصر حزينة على واحد من أبنائها المبدعين، وأعنى بمصر تلك التى كانت تظهر فى كاريكاتير القط أثناء توليه رئاسة تحرير أخبار اليوم فى أكثر عصورها تواضعا.

فكيف ينسى المصريون الجاحدون البلاء الحسن للأستاذ القط فى حروبه على الجبهتين الداخلية والخارجية، فالرجل كان مقداما ومغوارا وهصورا إذا مس أحد الرئيس المخلوع وأبناءه وأسرته بكلمة، حتى أن مصر جاءت له فى المنام وقالت «لن أنسى لك ما حييت» رائعتك الشهيرة عن الزعيم المحروم من طشة الملوخية.

لكن أداء القط فى معارك مصر خارج الحدود كان أكثر بسالة وشجاعة، ويسجل له التاريخ بحروف من ذهب قتاله الشرس من أجل فوز فاروق حسنى برئاسة اليونسكو فى انتخابات 2009 حيث خاض حربا عالمية طاحنة ضد الجميع مستخدما كل الأسلحة من الكاريكاتير إلى الفلوس وقد كتبت فى 25 يوليو 2009 تحت عنوان «تبرع ولو بجنيه لفاروق حسنى» ما يلى:

منذ أن أصدر المفكر الكاريكاتيرى الكبير الأستاذ ممتاز القط توجيهاته بالتحرك الفورى لدعم فاروق حسنى، مرشح مصر لانتخابات اليونسكو، والشارع الأوروبى يعيش حالة من الحراك والتفاعل مع الدعوة التى انطلقت من منطقة الترجمان بالقاهرة وسمع دويها فى قارات الدنيا الست (زائد الإقيانوس)

غير أن أفكار القط تجاوزت حدود الحشد والتأييد إلى فتح حساب باسم أخبار اليوم لتمويل حملة دعم فاروق حسنى على طريقة «اتبرع ولو بجنيه».

وقد تساءلت فى ذلك الوقت: لماذا لا يتحلى منظمو الحملة بقليل من الرحمة والشفقة إزاء هذا الشعب المسكين الذى يطلب منه دوما أن يتبرع ويتطوع فى الأفراح والأحزان بينما لا يشاركه أحد من السادة المسئولين والإخوة «الحملجية» لا فى فرح ولا فى حزن، كما أن القصة كلها مسكونة بالألغاز وعلامات الاستفهام وبواعث الاندهاش إذ لم يقل لنا أحد من السادة «الحملجية» فيم سيتم صرف أموال التبرعات وكيف ومن يراقب ومن يسائل، وإذا حدث ولم ينجح الوزير فما هو مصير فلوس الحملة؟

وبمناسبة خروج الأستاذ بالسلامة من جهاز الكسب غير المشروع أتمنى أن يجيب أحد عن تلك الأسئلة المعلقة منذ ذلك الوقت، حيث مر عام وآخر، وسقط فاروق حسنى سقوطا مروعا، ثم سقط رأس النظام الذى رشح فاروق حسنى ولا أحد يعرف هل نجحت حملة القط لدعم حسنى فى جمع أموال؟ هل تفاعل المصريون مع نداء القط الوطنى وضخوا أموالا من أجل الوزير الفنان؟

وإذا كانت الأموال قد توفرت عبر الحساب الذى ابتكره القط فما حجمها وما الذى أنفق منها وما قدر ما تبقى؟

وائل قنديل كاتب صحفي