مصر .. وجوارها .. حبر ٢٠١٤ - أيمن الصياد - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 2:23 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مصر .. وجوارها .. حبر ٢٠١٤

نشر فى : الأحد 28 ديسمبر 2014 - 7:00 ص | آخر تحديث : الأحد 28 ديسمبر 2014 - 11:06 ص

ونحن نخرج من عام تخبطنا فيه بين رجاء في مستقبل «يبتعد»، وماض تبدو يده الثقيلة وكأنها قدرنا الحتمي، ألقيت نظرة على ما اجتهدت به؛ حبرا في هذه الصفحة، ورأيًا في هذه المناسبة أو ذاك .. وقررت أن أضع بعضًا منه أمامكم، لأسأل صاحب القرار الأول والأخير «القارئ»: إن كان لحبر الأقلام فائدة.؟ 

 

ثم كان أن ضاع «الإنصاف» بين الناس، وغابت «العدالة»، بل والسياسة عن مؤسساتها. 

.................

في أجواء المعادلة الصفرية zero-sum game وفيما «بين المطرقة والسندان»، تبحث مصر / الوطن عن طريقها «الذي تستحق» الى المستقبل. إلا أن الحاصل أن «الاغتيال المعنوي» طال للأسف كل من حاول أن يتلمس الطريق وأن يقول «تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَة سَوَاء». سبَّه هؤلاء متهمينه بالخنوع، وتثبيط همم المجاهدين، وشحذ الآخرون كل أسلحتهم آملين اصطياده، أو على الأقل تجريسه وتأديبه حتى لا يشغلهم عن «تنظيف البلد» من بعض مواطنيها.

«تبحث عن المشترك»؛ قاربا يحمل الوطن بجميع أبنائه الى بر الأمان والسلام والمستقبل، فيردون عليك ردا قاطعا وباترا: «لا مشترك بيننا وبينكم».

تدعو الى طاولة يجلس حولها الجميع باحثين عن المستقبل، فتُوأَد المبادرة تلو الأخرى. …

تُذكر بقولة مالك أن «كُلٌ يُؤخَذُ منه ويُرد» فلا يعجب كلامك أولئك الذين خدعوا بسطاءهم في رابعة بأن الملائكة يحرسونها، أو بأن النبي ﷺ قدم رئيسهم ليؤمه في الصلاة.

تُذكر بأن لا استقرار إلا إذا شعر الناس بالعدل وسيادة حقيقية لقانون تحترمه الدولة قبل مواطنيها، فيُضرب بكلامك عرض الحائط. ويتجاوز من في السلطة استقواء بسطوته .. وسلطته.

يحتد عليك نفرٌ من هؤلاء وهؤلاء، طالبا منك الصمت أو الابتعاد حتى لا تشغله عن مهمته المقدسة؛ انتحارًا، أو نحرًا.

«السياسة نسبية، والدين مطلق»، هكذا نعرف. وهكذا بدا أن من الروافد الرئيسة لصفرية معادلة الصراع في مصر، وربما في المنطقة كلها ما استُحضر اليه قسرًا من مقولات دينية نقلته من مربع الصراع السياسي الذي يحتمل بطبيعته «النسبية» الاختلاف في الرأي، والبحث عن المشترك، الى مربع «المطلق» والمقدس بطبيعته. فكان أن اقتنع البعض للأسف بفكرة مريضة جرى ترويجها وترديدها كل ساعة بأنها «معركة الاسلام ضد كارهيه». وكان أن اعتبر البعض أنفسهم «هم الأحرار»، وبقية المصريين «عبيد»، فاعتبرهم المصريون بالتالي «خوارج» عنهم. زايد البعض على أغنية تتحدث عن «شعبين»، ولو تدبروا كلماتها جيدا، وكذلك كلمات الأغنية التي ردوا بها عليها، لاكتشفوا الحقيقة الموجعة.

أعرف أن هناك من قادته حساباته الخاطئة لأن يقرر في البداية أن تكون «معركته صفرية»، وأتفهم أن لذلك تبعاته وثمنه. وأن كل نفس بما كسبت رهينة. إلا أنني أدرك أيضًا أن القارب واحد، وإن اشتَّط، أو غفل عن ذلك يوما بعض راكبيه. كما أدرك، ككل طبيبٍ أن جرعة زائدة من الدواء قد لا تقضي على جرثومة المرض وحدها، بل قد تودي بحياة المريض. كما أعلم أن الواجب يقتضي أن تبذل كل جهد ممكن لتمنع من يحاول الانتحار أن يكمل جريمته، فما بالك بمن بدا وكأنه اختار أن يرتدي حزامًا ناسفًا ولسان حاله يقول: «عليّ .. وعلى الجميع»، حتى ولو كان هذا الجميع هو «الوطن» أو المستقبل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

(من مقال:«المعادلة الصفرية»  ٥ يناير ٢٠١٤)

•••

هاقد جاءت الصناديق رسميًا «بصك الشرعية» لخارطة الطريق. ولكن، بالتجربة لم يكن «الصندوق» أبدًا نهاية المطاف. فهناك دائما «ما بعد الأرقام». وبعضٌ منه ما يلي:

١ـ أن كثيرا مما يجرى على الأرض؛ أمنيًا أو إعلاميا، أو متدثرًا برداء القانون، إنما يُدعم شرنقة «المظلومية التاريخية» للإخوان، ولهذا خطورته على المستقبل. فضلا عن أنه يؤسس لمخاوف لدى الكثيرين من احتمالات عودة نظام مستبد يستخدم مؤسساته الأمنية والإعلامية والقانونية ضد خصومه. مما قد يستحضر أجواء الحالة السياسية ما بعد ٢٠٠٥ والتى نشأت فى تفاعلاتها حركتا «كفاية» النخبوية، «و٦ أبريل» الشبابية. وسمحت بأن تدفع حادثة خالد سعيد الأحداث إلى تلك النقطة المفصلية صباح الخامس والعشرين من يناير.

٢ـ إن تقاعس المراحل الانتقالية المختلفة كلها وحتى الآن، (بما فيها مرحلة حكم المجلس العسكري ثم الإخوان) عن تطبيق معايير «العدالة الانتقالية» الواجبة بعد الثورات، بما فيها من إصلاح «حقيقي» للمؤسسات (وليس مجرد نغيير للولاءات) سمح بالإبقاء على مساوئ النظام الذى أدى إلى ثورة الناس عليه كما هى «دون أدنى تغيير». الأمر الذى ينذر بتكرار ما جرى مع اختلاف التفاصيل. والذى يقرأ تاريخ الثورات الجديد يعرف أن شيئا من ذلك حدث هنا أو هناك.

٣ـ إن زمن «المستبد العادل»: كما أراده الإخوان المسلمون، قد ولى. كما ولى أيضا زمن «الزعيم الملهم»، الذي يروج له سدنة السلطة الآن. فلا الناس ولا الزمان بزمان عمر؛ ابن الخطاب أو ابن عبدالعزيز. كما لم يعد هناك حرب باردة أو سياق تاريخى يسمح بديجول أو نهرو أو لومومبا أو عبدالناصر. كما لم تعد منصة الأمم المتحدة هى ذاتها التى طرقها «خرشوف» بحذائه فى ذلك اليوم البعيد.

٤ـ إن التقدم إلى الأمام لا يكون إلا بالنظر إلى الأمام الذى علينا أن نمضى فى طريقه غير مثقلين بعبء ثأرات الماضى. التقدم إلى الأمام لا يكون إلا بكبح جماح أولئك الذين يحاولون أن يجرونا إلى ما قبل الخامس والعشرين من يناير، وليس فقط بقطع الطريق على أولئك الواهمين بالعودة إلى ما قبل الثلاثين من يونيو… فإذا كانت النتائج، وأرقامها تقول بوضوح ألا عودة لحكم الإخوان المسلمين، فينبغى أن يكون هناك من يقول بالوضوح ذاته، بالإجراءات على الأرض أن ذلك لن يعنى العودة إلى ما قبل الإخوان المسلمين (نظاما قمعيًا فاسدًا وإن تغيرت الأسماء). بل يعنى التقدم أماما إلى ما بعدهم.. إلى المستقبل.

٥ ـ أن الدستور ليس ولا ينبغى أن يكون مجرد نصوص نتناقش أو نتعارك حول صياغتها كلمة هنا أو حرفا هناك. فلا قيمة لنصوص أيا كانت إن لم يجدها الناس «تعيش فى حياتهم» ويكفى هنا مقارنة الواقع حولنا بنصوص المواد من ٥١ إلى ٦٤ من الوثيقة الدستورية الجديدة.

والخلاصة أنه إذا كانت هناك أسباب أخرجت الجماهير إلى الشوارع فى ٢٥ يناير، ثم أخرجتهم فى ٣٠ يونيو، فمن غير المنطقى تصور أن بقاء هذه الأسباب «أو تلك» على حالها لن يؤدى إلى «النتائج» ذاتها، مهما كانت «أرقام الصناديق». ولمن يريد أن يتذكر: لم تحم النتائج «الشكلية» لاستفتاء التعديلات الدستورية المباركية على المادتين ٧٦ و٧٧ نظام مبارك، كما لم تحم النتائج «الصحيحة» للانتخابات الرئاسية (٢٠١٢) التى جرت تحت الإشراف النزيه للقوات المسلحة نظام الإخوان. «فنتائج النتائج» هى الأهم. والجماهير، أو بالأحرى شبابهم الذين عرفوا طريقهم إلى الشارع لن يتراجعوا عن «حرية وعدل ومساواة» يطلبونها لمستقبلهم.

(من مقال: «ما بعد الأرقام»: ١٩ يناير ٢٠١٤ )

•••

عبد الناصر في غزة - تصوير حسن دياب

ثم كان أن أضعنا «البوصلة» .. وتاهت منا الطرق «تاريخًا، وجغرافيا».

.................

فى بعض مصر، التى تمر مرتبكة بمرحلة «اللا يقين» بدا وكأن قضايا الإقليم والجوار (بما فيها خرائط يُعاد رسمها، وعداوات بديلة، ومعادلات جديدة للصراع) جرى اختزالها فى عناوين اقتصرت على «الإخوان المسلمين» ذات العلاقة البنيوية مع حماس تلك التى كان قد جرى اتهامها ومن ثم تشويهها اعلاميا على نطاق واسع، تارة كأحد أساليب توصيف ما جرى فى يناير على أنه «مؤامرة»، وتارة أخرى كجزء من «الصراع على السلطة» مع الإخوان. ونسى هؤلاء وأولئك حقيقة أن غزة كانت قبل حماس، وستظل بعد حماس. وأنها، بحكم الجغرافيا والتاريخ وروابط الثقافة والدم بوابة مصر الشرقية والعمق الاستراتيجى لأمنها القومى. وأن اسرائيل «المحتلة» هى «الجيش» الذى خاض معه الجيش المصرى خمسة حروب، وأن سيناء مازالت ناقصة السيادة بسبب قيود وضعها الطرف «الاسرائيلي» ومازال يتمسك بها حتى الآن. وأن تحت رمالها الطاهرة رفات ٢٥٠ أسيرا مصريا «أعزل» قامت الفرقة العسكرية الإسرائيلية «روح شاكيد» بقتلهم بل ودفن بعضهم أحياء (كما تقول الرواية الإسرائيلية ذاتها) فيما يُعد ملامح لجريمة حرب مكتملة الأركان.

أضلتنا المعارك الصغيرة والمصالح الضيقة والاستقطاب والكراهية، وانجرفنا (وأتمنى أن أكون مخطئا) إلى ما أريد لنا من سيناريوهات تتبدل فيها معادلات الصراع، وعناوين الحروب، والعقيدة القتالية للجنود. سيناريوهات لا فائز فيها إلا إسرائيل التى لم تعد بحاجة أن تحارب أحدا أو تحمل همَّ أحد، فعدا فصائل المقاومة «المحاصرة» فى غزة، تكفل العربُ بأنفسهم؛ صراعات طائفية أو داخلية أو على السلطة. يستدعى بعضهم ثأرات وفتن عمرها أربعة عشر قرنا، ويحلم بعضهم «بالخلافة»، بل ويرفع بعضهم أعلامها السوداء. وتحت هذه اللافتات الزاعقة، أو «بحجتها»، تجد السلطة ألف حجة لقهر المواطن وقمع الحريات وإجهاض الثورات وإلقاء البراميل المتفجرة.

هاهى إسرائيل توشك أن تحسم «استراتيجيا» صراع العقود الستة، بعد أن شُغل محيطها بمعاركه المفتعلة إن طائفيا أو على السلطة. 

لأسباب يطول شرحها، لم يأتِ الربيع بديموقراطية حقيقية؛ تَقْوى بها دوله بما توفره من حرية ومواطنة ومحاسبة وشفافية، تنافس بها ديموقراطية توفرها اسرائيل «ليهودها». فالعراق أضاعه نظام لم يرث من صدام غير استبداده وقمعه وإقصائه للآخر. وسوريا أخفت الأشلاء والدمار بأرقام الاقتراع. وليبيا تبحث عن الدولة التى لم تكن هناك لأربعة عقود كاملة. واليمن حائر فى شكل «العودة إلى ما كان»؛ يمنين، أم قبائل هنا وهناك. والجزائر اختارت رئيسا على كرسى متحرك. ومصر تعثرت فى الاستقطاب وتوابعه. وتاه أهلها الطيبون وسط صيحات الخلافة وتوهمات القدرة وأكاذيب المؤامرة. وسيناء؛ خط نار الستة والستين عاما، والتى عرفت يوما «منظمة سيناء العربية» تنظيما فدائيا من أهلها يزود عن حدودنا الشرقية، ويوجع «العدو»، أصبحنا تقريبا لا نعرف عنها شيئا.

(من مقال: «حديث الجوار الاستراتيجي»: ١٣ يوليو ٢٠١٤)

•••

By Emad Hajjaj © 2005

ثم كان أن اجتمع «العرب» وانفضوا، وذهبت وفودهم وجاءت، وتخاصموا وتصالحوا، وانشغلوا، لا «بحقائق عصر» وتحديات مستقبل، بل بما يقوله إعلام بعضهم عن بعضهم .. لا أكثر.

.................

فيما تنزف سوريا كل يوم دماءً ولاجئين (تجاوز عددهم الثلاثة ملايين)، وفيما يتعثر العراق في تفجيراته «اليومية»، ودولته «الإسلامية»، وتحالفات معقدة «لائتلاف دولي» يأتي هنا للمرة الثانية، يخطئ من يعتقد، أو يحاول أن يجعلنا نعتقد بأن بوسعه أن يتنبأ بما ستصير إليه الأمور فى المشرق العربي المرتبك المتشابك «إقليميا ودوليا». ولكن تبقى الحقيقة الوحيدة المؤكدة أن ماجرى فى العراق «القوى» قبل ربع قرن (أغسطس ١٩٩٠) كان حجر الزاوية فى كثير مما جرى إقليميا. وأن العراق، الذى ضربت اسرائيل مفاعله النووى (يونيو ١٩٨١) قبل أن تجتاحه «عاصفة الصحراء» العربية الأمريكية (يناير ١٩٩١) كان أول الخارجين من معادلة القوى الإقليمية، التى جرى إعادة ترتيبها بعد مغازلة السفيرة الأمريكية لغرائز الديكتاتور الإمبراطورية فى ذلك اليوم الحار من أغسطس ١٩٩٠. استُدرِج صدام «القادسية» إلى الكويت، ليخرج منها يلعق جراحه مكابرًا لسنوات تحت الحصار قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة فى مشهد السقوط الأخير لتمثاله فى ساحة الفردوس فى قلب عاصمة الرشيد (أبريل ٢٠٠٣). لتنقل لنا الشاشات يومها كيف انهال بسطاء العراقيين على التمثال بالأحذية، فى مشهد يشبه ما جرى لصورة مبارك فى تظاهرات المحلة الكبرى الشهيرة (أبريل ٢٠٠٨)

•••

في دروس العراق القديمة / الجديدة ما يمكن أن نقرأه فيما يلي:

١ــ «فى التنوع ثراء». هكذا تعلمنا الطبيعة وسنن الله فى خلقه. والدولة التى تفشل فى إدارة التنوع تضع نفسها ومواطنيها على طريق قد ينتهى بما نراه فى العراق.. 

٢ــ «الصندوقراطية» غير الديموقراطية، وأن بناء مجتمع ديموقراطى حقيقى يتعايش أبناؤه ويتعاونون لبناء المستقبل يحتاج ما هو أكثر من صور الأصابع المغموسة بالحبر على أبواب مراكز الاقتراع، وأن الطريق الممهد لفشل الدولة هو أن يتباهى فريق بالأرقام والنسب المئوية ناسيا ما تقوله تجارب التاريخ من أن أسوأ الديكتاتوريات هى «ديكتاتورية الأغلبية». هكذا تعلمت أوروبا درس «الرايخ الثالث» وهكذا علمنا سبحانه درس حُنَين «.. إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ» مع الأخذ فى الاعتبار باختلاف السياق.

٣ــ لا يزدهر التطرف ويجد ظهيرا شعبيا إلا وسط بيئة من الإحباط والإحساس بالتمييز وغياب العدالة والمواطنة.

٤ــ الذين لعبوا مبكرا بنار الطائفية مستدعين الدين إلى ساحة السياسة، لم يدركوا أن هذه هى النتيجة. «معظم النار من مستصغر الشرر».

٥ ــ رغم أن الكل إقليميا ودوليا بات صاحب مصلحة فى إعادة العفريت إلى قمقمه، إلا أن البادى فى الأفق حشدٌ طائفىٌ ينذر بما لا تحمَد عقباه. والمشهدُ الجاثمةُ ظلاله على منطقة دخلت قرنها الواحد والعشرين، لا يكاد يختلف عما عرفته مائة مرة على مدى تاريخها المكتوب: تحت رايات «دينية»، يختلف الساسةُ على السلطة، فيندفع أولئك المؤمنون البسطاء الغيورون على دينهم، طالبين الموت والجنة. فتدور الدائرة «المقدسة» للعنف والدماء.

يتقدم العالم كله من حولنا. ونبقى فى مكاننا نستدعى ثأراتنا القديمة، ونستل سيوفنا الصدئة. نجلوها، ثم نزخرفها بالشعر والآيات الكريمة.. لنحارب معاركنا القديمة، التى لأنها «مقدسة» فلن تنتهى أبدًا.

لا ننشغل كثيرا بالاستبداد، لأننا منشغلون بمعاركنا القديمة. 

ولعل فى هذا تلخيصٌ لقصة تاريخنا كله. 

(من مقال: «العراق .. في القصة تفاصيل أخرى»: ١٥ يونيو ٢٠١٤)

•••

وبعد ..

فقد كان في أكتوبر ٢٠٠٢ أن ألقى الأستاذ محمد حسنين هيكل بمحاضرة في الجامعة الأمريكية عنونها «مصر الآن» حذّر فيها نظاما لم يفهم «أن مجرد التواجد فى الحكم ليس كافيا فى حد ذاته لاضفاء الشرعية على أى تنظيم أو نظام». ثم كان في مايو٢٠١٣ أن ألقى الشيخ راشد الغنوشي محاضرة في واشنطن قال فيها نصا «أن الأغلبية لا تكفي في مراحل الانتقال ، وأننا نحتاج ائتلافا واسعا لنوجه رسالة مفادها ان البلد للجميع». 

أعود إلى محاضرتَي الأستاذ والشيخ. ثم أعود إلى ما يقوله هيكل الآن في حواراته، وإلى ما يكتبه الأساتذة فهمي هويدي وزياد بهاء الدين وعبد الله السناوي وعمرو الشوبكي وحمزاوي وعزمي بشارة وبلال فضل وأنس حسن … وغيرهم كثير ممن لم تدركهم ذاكرةٌ هرمت، فضلا عن ما يتبادله شباب الإخوان وغيرهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فأخشى أن هناك نذرا في الأفق. وأتمنى أن لا يصدق فينا المثل المصري الشائع عن «الحكمة من أن الله خلق لكل منا أذنين». 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

لمتابعة الكاتب:

twitter: @a_sayyad

Facebook: AymanAlSayyad.Page

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

روابط ذات صلة: 

ــ سجل المبادرات المجهضة

ــ فيما نحن منكفئون

أيمن الصياد  كاتب صحفى
التعليقات