المشخصاتى ٢ - كمال رمزي - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 أبريل 2024 10:40 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المشخصاتى ٢

نشر فى : الإثنين 29 فبراير 2016 - 10:55 م | آخر تحديث : الإثنين 29 فبراير 2016 - 10:55 م
السخرية السوداء هى نوع من التشفى، يتجاوز النقد الكاريكاتورى ليوغل فى التشويه الجارح، يعبر عن نزعة غبطة بما يحل بالخصوم من محن، الأمر الذى يتناقض مع أصحاب الفطرة السليمة.. هذا ما ستجده متوافرا، بتورم، فى ذلك العمل المتدنى، المتهافت، الذى لا أظن أن أحدا يمكنه استساغته، دليلى على هذا خلو دور عرض الفيلم من المشاهدين، وإعلان بطله، تامر عبدالمنعم، اعتزاله.

لا أحد من حقه المطالبة بتوقف أى إنسان عن مزاولة مهنته، أو الاستمرار فيها.. تامر، لا يخلو من موهبة، خاصة فى تقليده الكوميدى للآخرين، أثبت جدارته فى هذا المجال، حين تقمص طريقة أداء عادل إمام، محمد فؤاد، أحمد زكى، فى «المشخصاتى» لفخر الدين نجيدة ٢٠٠٣.

فى هذه المرة، ابتعد عن نجوم الفن، ليتعرض، مباشرة، للقابعين داخل الزنازين، من قيادات الإخوان المسلمين، إثر النكبة التى تعرضوا لها، وكانوا هم، بضيق أفقهم، ورعونة الاستئثار بالسلطة، المتسببين فيها.. لكن السؤال الملح: هل يليق التشفى فيمن هم وراء القضبان، وبعضهم محكوم عليه بالإعدام، أكثر من مرة؟

طبعا، هذا السؤال استنكارى، لا يعنى منع أحد من نقد الفترة الكارثية التى تولى فيها هذا التيار زمام الأمور، لكن بهدف الاعتراض على ذلك التجريح الإنسانى الغليظ، على بعض الأشخاص، بطريقة تتنافى مع الحد الأدنى من الذوق الأخلاقى.

فى أحد المشاهد، حول مائدة، نرى تامر عبدالمنعم، يجلس مع عدد من خلصائه، فيما يشبه الاجتماع، وقد وضع قدميه فى «قبقاب».. وفى موقف ثان، يمدد رجله فوق منضدة، فردة شرابه مقطوعة، تطل منها أصابعه، تقترب منه «أم الأشول»، بأداء «بدرية طلبة»، مقلدة «عزة الجرف»، لتدلك مشط قدمه، يدور بينهما محادثة آية فى السماجة.. يقول لها «حاسبى على الكالو».. تمتعض وتعلق «ايه ده.. ريحة رجليك وحشه»، وتضيف «أنا مش لسه محمياك دلوقتى».

على هذا النحو، تتوالى الثرثرات، تنتقل من مستوى شديد التدنى، إلى الأكثر تدنيا.. تأتى فى سياق سيناريو، لا قوام له، من دون بناء.. أحيانا، تظهر عدة مشاهد وثائقية، قوية بذاتها، تكشف ضعف وتدنى مستوى المشاهد «المؤلفة»، بما تحمله من سذاجة المباشرة، فها هى السفيرة الأمريكية، آن باترسون، فى اجتماعات متوالية، تلقى بأوامرها، على أعضاء قيادة الجماعة، وتطالبهم باختياراتها.. ثم، ها هو مرشد الجماعة، يؤنب محمد مرسى، وثمة خيرت الشاطر، ينهر محمد مرسى.. والأخير، ينصاع لهما، مستكينا، باهتا.

سمير غانم، فى بداية الفيلم، يظهر جالسا على مقعد، لا يتحرك، يحاول الاتيان ببعض حركاته المعهودة، القديمة، ثم يختفى تماما.. انتصار، عرابة النكاح فى الفيلم، تطالعنا فى مشهد واحد، تجريحى، يخلو من الذوق، ثم يتكرر الظهور العشوائى ليوسف شعبان، لا تعرف أصله من فصله.. فى جملة واحدة فى فيلم بلا ضرورة، يلاقى ما يستحقه من سقوط جماهيرى.. وتجاهل نقدى.
كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات