كدب في كدب - محمود قاسم - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 1:14 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كدب في كدب

نشر فى : الجمعة 29 مارس 2024 - 7:25 م | آخر تحديث : الجمعة 29 مارس 2024 - 7:25 م

توجو مزراحى مخرج له مذاق مصرى خاص جدا وعميق للغاية، وقد جمع فى أفلامه بين الثقافة الغربية والكوميديا المصرية وأيضا الرومانسيات الغنائية، وهو تاريخ لا يمكن تجاهله فى العشرين عاما الأولى فى عمر السينما، ورغم يهوديته فإنه عندما هاجر إلى خارج مصر لم يتوجه إلى إسرائيل، سافر إلى موطنه الأصلى إيطاليا واعتزل السينما تماما بما يعنى أنه لم يرغب فى عمل أفلام غير مصرية، وحسبما كتب أحمد الحضرى فى الثمانينيات، فإنه عاش فى إيطاليا قرابة أربعين عاما، وبسبب هاويته الدينية لم يتم الكتابة عنه بما يليق به، وهو مخرج ومتنوع قدم الفيلم التاريخى والغنائى والكوميدى، وتبنى أسماء مهمة منهم ليلى مراد، وأنور وجدى، وحسين صدقى، وبشارا واكيم، وكلما اقترب موعد سفره من مصر ازداد عدد أفلامه الأخيرة ملكة الجمال، وسلامة، وكدب فى كدب، هذا الفيلم الذى امتلأ بالحيوية والممثلين البارزين حيث كان أنور وجدى يبحث عن تأصيل مكانته كممثل، وبدا بشارا واكيم فى أحسن حالاته كنجم كوميديا بالإضافة إلى أسماء أخرى ببا عز الدين، صاحبة هذا الاسم الأخير كانت راقصة عملت أمام فريد الأطرش فى فيلم جمال ودلال، وقد كانت واحدة من أشهر بنات فرقة بديعة مصابنى، وحسب تفاصيل الفيلم الذى يحكى قصة هذه الأخيرة فإن ببا تآمرت مع ابن شقيق بديعة فباع لها الكازينو وأصبح ملكا لها، وقد ماتت ببا فى حادث مأسوى وهى فى قمة العطاء، يعنى هذا أن حسن الإمام مخرج فيلم بديعة مصابنى قد صورها على أنها شريرة فى حياتها الخاصة تعيش على التآمر وأذكر أن الدور جسدته نبيلة عبيد، كانت ببا تمتلك جمالا خاصا، فهى طويلة بشكل ملحوظ ولم تكن تمتلك موهبة الرقص مثل بنات بديعة الأخريات ومن هن حرية محمد وسامية جمال وتحية كاريوكا، وفى فيلمنا هذا تتعرف على وحيد وتتشاجر معه بحدة لكنه يضطر إلى مصالحتها والاستعانة بها باعتبارها جارته التى يزعم أنها زوجته التى اقترن بها، بل إنها والدة ابنه حين اضطر الشاب أن يكذب على عمه الذى يرسل له مبلغا لا بأس به شهريا وفى رحلة للعم من الصعيد إلى الإسكندرية يمر على البيت يسكن فيه ابن أخيه كى يرى الزوجة والحفيد، يبدو من الأحداث كأننا فى مسرحية فرنسية مليئة بالمواقف المتناقضة تقوم على الكذب، ذلك الأمر الذى يلجأ إليه أغلب من يعيشون مع ابن الأخ ابتداء من الراقصة التى توافق على ادعاء أنها الزوجة وأيضا الخادم الذى يتفنن فى الكذب ومن هنا جاء عنوان الفيلم، فالجميع يكذب ما عدا زوجته، الكذب هنا أمر سهل للغاية باعتبار أن الزيارة عابرة وأنه بعد عدة ساعات سوف يغادر الزوجان القاهرة ويتجهان إلى الإسكندرية، استطاع المؤلف والمخرج أن يؤلف موضوع الكذب وقدم فيلما كوميديا يخصه هو، به القفشات والرقصات والأغنيات ويعتمد فى المقام الأول على حضور بشارا واكيم الذى قلنا أكثر من مرة إنك عندما تقرأ هذا الاسم فى عناوين أى فيلم مصرى فشاهده وأنت تضمن الحصول على أكبر قدر من البهجة والضحك، ولذا فإن البطل المطلق فى هذا الفيلم هو واكيم أما الباقون فإنهم بالتقريب سنيده، نحن أمام قصة بسيطة تعتمد عليها الكوميديا فى المسرح وفى الأفلام وتنتهى بكشف حدود الكذب الذى لا يتعدى أن يكون عابرا مصنوعا من أجل إرضاء العم الذى سوف يغفر لابن أخيه كل ما ادعاه عليه بعد أن يحدث انتقام مع الجارة الراقصة، ويتزوج الحبيبان اللذان بدأت قصتهما معا بخصومة، وكما يقول المثل الشعبى «ما محبة إلا بعد عداوة».

التعليقات