التفتيش عن هزيمة الأهلى.. - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:30 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التفتيش عن هزيمة الأهلى..

نشر فى : الأربعاء 29 يونيو 2016 - 9:55 م | آخر تحديث : الأربعاء 29 يونيو 2016 - 9:55 م
** الذين لا يجدون سببا منطقيا لهزيمة الأهلى أمام أسيك، يفتشون عن رمضان صبحى وعبدالله السعيد فى القبعة.. وكثيرون يفعلون ذلك مع فرق ونجوم، دائما هناك تحليل فردى لأسباب الفوز والهزيمة فى لعبة باتت المهارة الأولى فيها الآن جماعية. وصحيح أن رمضان صبحى لاعب موهوب، ويملك المهارات والقوة، وصحيح أن عبدالله السعيد كان فى أحسن حالاته قبل الإصابة، لكنه لم يكن فى أحسن حالاته فى بداية الموسم، ومع ذلك فاز الأهلى بمباريات، وصحيح أن اللاعب النجم صاحب الموهبة العبقرية والمتميزة له دوره فى كل فريق، لكنه لا يلعب وحده، ولا يسجل وحده.

** التحليل الفردى فيه الكثير من أوجه القصور، فالمصرى أخرج الزمالك من سباق بطولة الدورى لأن حفنى لم يلعب بينما الحقيقة هى أن المصرى هو الذى لعب، وأبدع، وكان ذكيا فى تكتيكه، وهو ما ينسب إلى مدربه حسام حسن وإلى لاعبيه، خاصة أن الفريق نفسه قبل أيام كان هزم الأهلى، وكانت بمشاركة رمضان صبحى، بينما هزيمة الأهلى فى مواجهة أسيك كان اسمها هذه المرة غياب صبحى.. وفى مرة أخرى فى مباراة أخرى يقولون خسر الأهلى لغياب حسام غالى، بينما هى وقعت أيضا أمام أسيك بسبب إشتراك غالى كذلك يقولون.. وفى مرات لأن عاشور لم يشارك، وهو «رمانة الوسط»، ولم أفهم أبدا يعنى إيه رمانة، لعل التعبير له علاقة بالميكانيكى؟

** مارتين يول اختصر تفسير الخسارة حين قال: «عندما تهتز شباك المرمى بمثل الهدف الثانى الذى سجله أسيك، يكون من الصعب عليك أن تنتزع فوزا».. لكنى أقول لمستر مارتن يول الخسارة ليست فقط بسبب هذا الهدف.. فالأهلى كان سريعا ومقتحما فى مباراة الإسماعيلى لشعور اللاعبين بالخطر بعد هزيمتين، وحين فازوا بالدورى، امتلأت عقولهم بالثقة والنشوة، فكان الفريق بطيئاً وثقيلاً وغير مبدع فى تحركاته، وغير متحرك بشكل جماعى دفاعا وهجوما، وغير قادر على التعامل مع أسلوب أسيك الدفاعى.. وبدأت الهزيمة فى الدقيقة 30 عندما سجل كراهيرى الهدف الأول فى منطقة تستوجب تدخلاً من قلبى الدفاع ولاعبى الوسط، بجانب أن إكرامى فى تلك الكرة أدى قفزة استعراضية بدت كأنه يرغب فى لقطة تليفزيونية تزيل آثار لقطات من مباراتين سابقتين، وما زلت مصرا على أن حارس مرمى الأهلى وحراس الفرق الكبرى، هم يكونون حراسها للتصدى لمثل تلك التسديدات، وليس للتوقيع على أهداف يجب ألا تمر من بين الأيدى.

** أحيانا يكون النقد قاسيا وعنيفا من أجل الإصلاح، وأحيانا يكون النقد دافعا لتدارك الأخطاء ولمزيد من التركيز.. وربما يعود شريف إكرامى إلى مستواه، ويتصدى لكرات لا تصد ولا ترد، وينجح، وسيكون دورنا هو أن نشيد به، ونحتفى به، ونعطيه حقه.. لكن اليوم هناك حق المهنة، وحق الناس، وحق جماهير الأهلى.. وقد كنت أتمنى رأفة بشريف إكرامى وفى ظروفه الحالية التى يتعرض فيها إلى نقد بالغ.. كنت أتمنى أن أجد له مبررا لإخفاقه مرات فى الفترات الأخيرة. كنت أتمنى ألا أشارك فى الضغط الرهيب عليه.. لكننى بقدر ما تمنيت لم أقدر على التغاضى، وإلا أصبحت واحدا ضمن مسلسل رمضان الشهير: «شريف وشركاه».
حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.