تنورة ماكسى - كمال رمزي - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 11:11 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تنورة ماكسى

نشر فى : الأربعاء 30 مايو 2012 - 8:40 ص | آخر تحديث : الأربعاء 30 مايو 2012 - 8:40 ص

القصة التى أحاطت بالفيلم تستحق أن تروى، فقد تكون أهم من الفيلم ذاته.. حين بدأ عرض «تنورة ماكسى» لمخرج جديد، اسمه جوبو عبيد، قامت الدنيا فى بيروت ولم تقعد، وطالبت عدة جهات، سياسية ودينية، بإيقاف الفيلم فورا، كما حدث من قبل مع «فندق بيروت» أو «بيروت بالليل».. وسريعا، تدفق الجمهور إلى دور العرض التى امتلأت بالمتفرجين، مما يؤكد أن المنع هو أفضل وأقصر طريق للترويج، وقبل أن يصدر القضاء حكمه على «تنورة ماكسى»، تناقل الناس رأيهم السلبى فى العمل، ليس لأسباب فكرية أو عقائدية، ولكن لأن الفيلم ممل وسخيف، شديد الحزلقة والادعاء، وبالضرورة، انصرف عنه الجمهور.. وفى الحفلة التى حضرتها، قبل مرور أسبوعين على عرضه، لم يكن فى الصالة، أكثر من خمسة أشخاص، من ذوى الحظوظ السيئة، ومن بينهم أنا، وصديق لبنانى ارتفع صوت شخيره أثناء العرض، فضلا على الناقد على أبوشادى، الذى شغل منصب مدير الرقابة على المصنفات فى مصر، والذى علق على الفيلم بقوله إن حمولته من الشتائم والألفاظ النابية شديدة الوطأة، كما أن المشاهد الجنسية من الممكن حذفها أو تخفيفها، خاصة أنها بلا ضرورة، بالإضافة لكونها، سواء كانت تخيلية أو واقعية، تدور داخل بين من بيوت الله.

 

«تنورة ماكسى» يدور إبان الغزو الإسرائيلى للبنان عام 1982، ويتابع، هجرة العدد الكبير من أهالى الجنوب نحو الشمال، السرد، يتم بالكثير من الوسائل: الكتابة المباشرة على الشاشة. وثائق ومشاهد تعرض على شاشة التلفاز. راوى، لا تعرف بالضبط هل هو الصبى، الذى يظهر بين الحين والحين، أم أنه المخرج، كاتب السيناريو جوبو عبيد.. يتابع الفيلم مجموعة من المهجرين، تتعرض لتحرشات من المقاومين على نحو يشبه التجنى الذى يصل إلى حد الافتراء. ولسبب ما، ربما لمزاج صانع الفيلم السيئ، يتعمد أن يضع بين المهجرين عددا من المعوقين ذهنيا، وجسمانيا، وأخلاقيا.. تأويهم جميعا غرفات وأقبية كنيسة ودير. شاب، فى طريقه لأن يصبح من رجال الدين، يخفق قلبه بحب فتاة، يتخيلها معه على انفراد، الأمر الذى أثار حفيظة رجال الدين، سواء من المسيحيين أو المسلمين.

 

الواضح أن المخرج الشاب، من الناحية الفنية، لا يزال أخضر العود طريا، تجده يتخبط بين أكثر من أسلوب، فعلى طريقة الإسبانى، كارلوس ساروا، يقدم رقصات تعبيرية، لا علاقة لها بروح الفيلم أو عالمه.. ومن الإيطالى، فللينى، يأخذ طريقة عمل المكياج الصارخ لبطلاته، بالإضافة لخطواتهم المتبخطرة، وكأنهن فى عرض أزياء.. ويستعير من الأفلام المصرية قدرتها على التسكع الدرامى، وحشو العمل بما لا يفيد، بما فى ذلك التطويل المضجر فى مشاهد من الممكن اختزالها إلى الربع، وذلك أن تتخيل حفل زفاف ينهمر فيه الرقص مع أغنية «لندا يا لندا» كاملة.

 

نقديا، جاء استقبال الفيلم سيئا، حتى إن غسان حجار، ناقد جريدة «النهار»، كتب «المؤسف أن الفيلم، والذى أعد أساسا كمشروع جامعى مدته نصف ساعة، صار مضيعة للوقت مع الساعة ونصف الساعة، إذ بدا فارغا من مضمونه، مرتبكا فى رواية القصة، وفيه مطولات مملة».. إذن «تنورة ماكسى»، كان أصلا، مشروعا فنيا، لكن تحول إلى صفقة، وأصبح مشروعا تجاريا، وإلا قل لى ما معنى أن تسهم فى إنتاجه وزارة الثقافة اللبنانية، وأن يأخذ أموالا من بعض مهرجانات الخليج.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات