عن الإخوان الذين يكرهون الجيش - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 7:23 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عن الإخوان الذين يكرهون الجيش

نشر فى : الأربعاء 30 يوليه 2014 - 9:25 ص | آخر تحديث : الأربعاء 30 يوليه 2014 - 9:25 ص

فى كل يوم يمر يعمق الإخوان من قطيعتهم مع قطاعات واسعة من المجتمع المصرى بما يزيد من عزلتهم. لكن أخطر ما يفعله بعض الإخوان الآن هو أنهم يتحولون من الخلاف مع الرئيس عبدالفتاح السيسى وبعض القادة العسكريين إلى خلاف مع الجيش نفسه كمؤسسة.

قبل أيام فوجئت بأن صفحات إخوانية كثيرة تتداول صورة لوزير التموين خالد حنفى مع أحد لواءات الجيش فى أحد المجمعات الاستهلاكية التى أقامها الجيش للمساعدة فى التخفيف من أزمة ارتفاع الأسعار بعد قرارات رفع أسعار الوقود.

الصورة للوزير واللواء وهما يمسكان ببرطمان عسل نحل فى معرض السلع أو المجمع وجاء أحد التعليقات يقول: «طيب لو العدو هجم على الحدود اللواء ده هيواجههم بإيه.. هيرمى برطمان العسل على طيارتهم ودبابتهم والا هيعمل إيه؟»، وأعقب هذه السخرية كلام سخيف لا يمكن كتابته.

قد يقول البعض إن هذا مجرد تعليق عابر على صورة، لكن من يسمع منهم مباشرة أو من يقرأ كلامهم غير الرسمى خصوصا على صفحات التواصل الاجتماعى سوف يكتشف بسهولة أنهم يتحدثون عن الجيش المصرى فى غالب الأحيان وكأنه جيش دولة عدو!!.

لو كان كاتب هذه التعليقات مجرد عضو عادى فى الجماعة ما اكترثت لكن أحد الساخرين هو قيادى إعلامى بالجماعة، وكانت صدمتى فيه كبيرة لأننى أعرفه جيدا منذ سنوات طويلة وأحترمه كثيرا وكنت أراه من المعتدلين فعلا داخل الجماعة.

بعد أن قرات ما كتبه فوجئت ـ عبر مطالعة تعليقاته منذ ثورة 30 يونية على صفحته على الفيس بوك ـ بأن الأمر ليس مجرد حالة مزاجية ترتبط بخبر أو بصورة لكنها حالة كراهية صارت متجذرة للجيش.

مرة ثانية من حق الإخوانى وغير الإخوانى أن يختلف كيفما يشاء مع السيسى أو وزير الدفاع أو بقية قادة الجيش فى أى قرار أو توجه أو سياسة يتخذونها، لكن ما نحن بصدده الآن هو السخرية والتريقة على الجيش بصورة تبعث على الاشمئزاز.

من حق هذا الزميل أو غيره أن يناقش النشاط الاقتصادى للجيش ويختلف معه لكن عليه أن يدرك أن غالبية جيوش العالم بها سلاح اسمه الإمداد والتموين يقوم أفراده بالزراعة والصناعة.

وعندما يقوم الجيش بالتخفيف من حدة أزمة رفع أسعار الوقود وبقية الأسعار فالمنطقى أن نشكره بدلا من السخرية منه.

فى الجيش هناك جهاز مشروعات الخدمة الوطنية هدفه تحقيق الاكتفاء الذاتى النسبى من الاحتياجات الرئيسية للقوات المسلحة لتخفيف أعباء تدبيرها عن كاهل الدولة مع طرح فائض الطاقات الإنتاجية بالسوق المحلية والمعاونة فى مشروعات التنمية الاقتصادية بالدولة.

فهل وجود هذا الجهاز يلغى الدور الرئيسى للجيش وهو الجاهزية لحماية حدودنا؟.

هذا هو السؤال الذى ينبغى طرحه.

للأسف الشديد غالبية جماعة الإخوان تتعامل مع الجيش بمنطق الثأر منذ مارس 1954 وجاءت تطورات 3 يوليو من عام 1913 لتعزز هذا الأمر فى نفوسهم.

واستمرارا لمبدأ التقية فإن التعليقات الرسمية للإخوان تتحدث عن الجيش بكل تقدير لكن بعض قادتهم وأعضائهم لا يتصرفون طبقا لهذه القواعد. واستمعت إلى عشرات من الإخوان يتمنون استنساخ التجرية السورية أو حتى العراقية عبر إنشاء كيانات مثل الجيش السورى الحر أو داعش، لإيمان هؤلاء بضرورة هدم المعبد على من فيه لإفشال الحكومة الحالية طالما لم يعودوا هم يحكمون.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي