تصوير الجثث - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 3:47 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تصوير الجثث

نشر فى : الخميس 31 يوليه 2014 - 8:25 ص | آخر تحديث : الخميس 31 يوليه 2014 - 8:25 ص

نشرت صحيفة الجارديان البريطانية مقالا للكاتبة سوزان مور تنتقد فيه النشر المستمر لصور الأطفال الموتى وترى أن ذلك لا يؤدى بالضرورة لوقف إطلاق النار. بل يقلل فحسب من قيمة عملة الإنسانية المشتركة.

وكتبت مور تقول؛ كم عدد صور الأطفال الموتى التى تحتاج أن تراها قبل أن تفهم أن قتل الأطفال خطأ؟ وتفيد بأن هذا السؤال لأن الإعلام الاجتماعى يغمره دم الأبرياء. ويزخر موقع تويتر بصور أطفال غزة القتلى. أحيانا يحملهم الآباء الصارخون، وأحيانا تحملهم نساء غرقن فى الدم. وبعض الجثث مقطعة إلى أشلاء. وإحداها لم يعد لها رأس.

إن تلك الصور الخاصة بالحرب والفُحش و«واقع» ما تفعله الأسلحة المتطورة موجودة فى كل مكان. لم تعد هناك خصوصية. وفى وقت من الأوقات سوف يفكر الإعلام بحرص بشأن أى الصور يمكن نشرها. وتُرسَم الخطوط ثم يجرى تخطيها، لكن احترام الموتى قضى عليه ظهور الإعلام الاجتماعى. ربما حدث ذلك من قبل بالفعل. فقد رأينا القذافى الميت على صدر الصفحات الأولى كنوع من «الدليل». ونحن نرى الأكفان والرعب باستمرار، وتنبهنا نشرات التليفزيون فى أعقاب كل قنبلة بأننا يمكن أن نشعر بالإزعاج.

<<<

وأشارت الكاتبة إلى أن الصور التى لا تنتهى لأطفال رضع موتى المتواجدة على تويتر بشكل خاص، تُنشر ويُعاد نشرها لنقل الرعب مما يجرى فى غزة. ووصفت ذلك بقولها؛ هذا فُحش. فمنذ فترة قصيرة كانت صفحتى تزخر بصور الفيلة المذبوحة الدامية حيث انتُزعت أنيابها. وقبل ذلك كانت صور الأسود التى يصاحبها بلهاء ضاحكون قتلوها. ولم يحثنى أى من تلك الصور على التفكير بطريقة تختلف عما أفكر فيه بالفعل. هذا الأمر مقزز. بالفعل. وهؤلاء الذين يريدون أن يقولوا شيئًا بشأن الفظائع فى الشرق الأوسط ربما ينزعجون بشدة، وربما يشعرون بأن الحاجة إلى تداول تلك المعلومات المرئية يمنحهم تفوقا أخلاقيا لا شك فيه.

ربما يشعرون بأن صور الأطفال المحطمة أفضل بكثير من الكلام عن الطبيعة المعقدة شديدة الطول لهذا الصراع، ذلك أنه يمكن تبسيطه فى هذه الصور. ربما يكون ذلك صحيحا إلا أن كل جانب مازال يلقى باللوم على الجانب الآخر. إذ يتحدث بنيامين نتنياهو عن أن حماس تريد بشدة «الفلسطينيين الموتى المنقولة صورهم على شاشات التليفزيون لخدمة قضيتها». ونحن نشهق رعبا. عند رؤيتها جميعا. صور الإسرائيليين وهم يشاهدون تدمير غزة وكأنه بطارية ألعاب نارية تطلق دفعات منها. تلك كانت سديروت حيث لا يلعب الأطفال فى الخارج وإنما فى المخابئ. وإلى جانب تلك الصور يستخدم معلقو الإعلام الاجتماعى كلمتى حماس والفلسطينيين على أنهما شىء واحد. وهم حريصون بشدة على أن يكونوا على الجانب الصحيح بأن ينشروا صورة أطفال موتى يتضح أنهم سوريون. على أى الأحوال، قتل 270 طفلا فى سوريا الشهر الماضى. لكن هذا ليس اتجاها عاما.

<<<

وأضافت مور: استاء الصحفيون المتمرسون من وضع جثث من ماتوا فى حادث الطائرة الماليزية عارية فى موقع الحادث. فهى لا تعامل بكرامة. فأين لياقتنا الأساسية؟ يُقال إنه لكى نفهم الحرب لابد من رؤية قتل المدنيين. الواقع المخيف هو أن الحروب كلها تشبه بعضها. ونحن لسنا مضطرين للرؤية، بل يكفى التخيل. وهؤلاء الذين لا يمكنهم تخيل معاناة الآخرين هم الذين مازالوا يبررونها.

واختتمت الكاتبة مقالها موضحة أنها ليست مضطرة لرؤية أية صور أخرى للأطفال الموتى كى يتم وقف إطلاق النار أو إحداث تسوية سلمية. وأنت لست بحاجة إلى أن ترسلها و تنشرها كى تظهر اهتمامك. فالجثة الصغيرة ليست رمزا للاستهلاك العلنى. إنها بالنسبة لوالد ما فى مكان ما خسارة شخص عزيز. وجعل هذه الصور شائعة يقلل من قيمة عملة الإنسانية المشتركة. فنحن لا نحترم من يعيشون صراعا مخيفا بعدم احترام موتاهم

التعليقات