باحثون: القدرات البشرية وصلت إلى أقصى حدودها - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 9:14 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

باحثون: القدرات البشرية وصلت إلى أقصى حدودها

د ب أ
نشر في: الأربعاء 13 ديسمبر 2017 - 8:04 م | آخر تحديث: الأربعاء 13 ديسمبر 2017 - 8:04 م
قال باحثون من فرنسا إن الإنسان وصل للحد الأقصى فيما يتعلق بإمكانات تطوره البيولوجي. 

وأوضح الباحثون أن الاتجاه الذي ساد حتى الآن بشأن تفوق كل جيل عن الجيل الذي سبقه فيما يتعلق بطول الجسم ومعدل الأعمار والقدرات الجسدية للإنسان لن يستمر مستقبلا. 

وتوصل الباحثون الفرنسيون إلى هذه النتيجة بعد تحليل العديد من الأبحاث العلمية التي أجريت خلال المئة والعشرين عاما الماضية. 

ونشر الباحثون نتائج دراستهم في مجلة "Frontiers in Physiology" المتخصصة في أبحاث آفاق علم وظائف الأعضاء. 

وأخذ الباحثون في الاعتبار ، إلى جانب العوامل الوراثية، تأثير الجوانب البيئية خلال دراستهم الاستشرافية. 

ركز الباحثون تحت إشراف جان فرانسوا توسان من جامعة "باريس 5 ديكارت" على سمات طول جسم الإنسان و عمره و قدراته الجسدية "حيث لم تعد هذه الصفات تتزايد وذلك رغم التقدم المستمر الذي يتحقق في التغذية والطب والعلوم" حسبما نقل عن توسان في بيان نشرته المجلة المتخصصة. 

ورأى توسان أن هذه الحقيقة تدل على أن الأنواع البشرية في المجتمع المتحضر وصلت إلى أقصى حدودها. 

وبرهن الباحثون من خلال العديد من البيانات على توقف تطور طول جسم الإنسان حيث أظهرت عدة دراسات أن النساء اللاتي ولدن عام 1996 كن أطول في المتوسط بواقع 8.3 سنتمترات عن النساء اللاتي ولدن عام 1896. 

كما ارتفع طول الرجال أيضا في الفترة نفسها بمعدل 8.8 سنتمترات حسبما أوضح الباحثون. 

ولكن تطور الطول توقف حسب الباحثين منذ نحو 30 عاما في الدول الغنية في غرب أوروبا وأمريكا الشمالية. 

وكمثال على ذلك ذكر الباحثون أطوال لاعبي دوري كرة السلة الأمريكية حيث يبلغ متوسط طول اللاعبين منذ عام 1984 نحو مترين ولم يعد يتطور. 

بل إن تطور متوسط طول الجسم يتراجع في بعض الدول الأفريقية الفقيرة.

وذكر الباحثون معلومات مشابهة بشأن تطور متوسط الأعمار "حيث ارتفع هذا المعدل في الفترة من عام 1900 إلى عام 2000 بنحو 30 سنة في المتوسط في معظم الدول ذات الدخل المرتفع، وذلك بشكل رئيسي بسبب انخفاض معدل الوفيات بين الأطفال من خلال التغذية والنظافة الشخصية والتطعيم وغير ذلك من التحسنات الطبية" حسبما أوضح الباحثون. 

ورغم ذلك فإن معدلات النمو هنا أيضا كانت أقل في العقود الماضية.

وقال الباحثون إن أطول البشر عمرا حسبما ثبت حتى الآن كانت الفرنسية جان كالمان التي توفيت عام 1997 عن 122 عاما و 164 يوما. 

ولم يبلغ إنسان عمرا أطول منذ ذلك حتى الآن.

وفيما يتعلق بدراسة القدرات الجسمانية للإنسان اعتمد الباحثون على تحليل الأرقام القياسية التي حققها الرياضيون. 

وقال الباحثون إن الأرقام القياسية السنوية التي حققها الإنسان لم تتغير تقريبا أو تماما منذ ثمانينات القرن الماضي في الكثير من أنواع الرياضة. 

وبعيدا عن الرياضة فإن دراسات بعيدة المدى أجريت في منطقة غرب أوروبا والدول الاسكندنافية أظهرت أن قوة التحمل للشباب وقدراتهم الجسمانية تراجعت بمرور السنوات.

وفي ضوء معرفة حدود تطور الجنس البشري وقدراته القصوى أوصى الباحثون دول العالم بأن تتأكد من وصول معظم سكانها للحد الأقصى لقدرات البشر والسعي من أجل عدم تراجع هذا الحد بعد الوصول إليه حتى وإن كان ذلك مكلفا "حيث سيكون هذا الهدف من أكبر التحديات التي تواجهها دول العالم خلال القرن الجاري".

هذا ويشار إلى أن عالم الأحياء الأمريكي جيرالد كرابتري قد صاغ قبل بضعة أعوام نظريته المستفزة بشأن الحد الأقصى للقدرات البشرية حيث قال إن البشر وصلوا بالفعل قبل نحو 3000 سنة إلى قمة تطورهم العقلي وإنهم باتوا أقل ذكاء منذ ذلك الحين. 

وبرر كرابتري نظريته بأن الانتقاء الجيني الطبيعي للجينات المتميزة لم يعد يعمل في العصر الحديث.

وأوضح كرابتري أن قدرات الإنسان العقلية ساهمت بشكل حاسم في بقاء أفراد البشر قبل آلاف السنين عندما كان البشر لا يزالون يتجولون في البراري في مجموعات صغيرة ولكن ومنذ أن أصبح الإنسان يمارس مهنة الزراعة ويعيش في جماعات أكبر فإن الذكاء البشري أصبح أقل أهمية. 

ورأى عالم الأحياء الأمريكي أن البشر الأقل دهاء أصبحوا قادرين اليوم على البقاء والتكاثر وهو ما يؤدي إلى تراجع متوسط الذكاء.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك