قبل وبعد الثورة .. أرزقية الأسمنت بدون أرزاق - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 7:15 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قبل وبعد الثورة .. أرزقية الأسمنت بدون أرزاق

عمال يومية الأسمنت يدفعون ثمن مناورات الساسة والأحزاب
عمال يومية الأسمنت يدفعون ثمن مناورات الساسة والأحزاب
الشروق
نشر في: الثلاثاء 27 مارس 2012 - 6:00 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 27 مارس 2012 - 6:00 ص

«نزلة عليان» قرية بمركز الصف بالجيزة يعمل شبابها من أولها إلى آخرها فى صناعة الأسمنت. منهم من يعمل فى شركة أسمنت طرة، والبعض يعمل فى السويس للأسمنت، وآخرون فى القومية للأسمنت وغيرها من شركات الأسمنت على طول مصر وعرضها. يستيقظ شبابها قبل الفجر بقليل حتى يتأهب ليوم جديد من أيام الشقاء التى رضوا بها جميعهم دون أن يبادلهم هذا الشقاء نفس علامات الرضا.

 

عمال قرية نزلة العيان هم صورة طبق الأصل من قرى كثيرة غيرها يعمل أهلها باليومية لدى شركات لا تريد تثبيتهم حتى لا تتكفل بهم.

 

الشركة القومية للأسمنت فى التبين عند الشارع الجديد هى التى تجمع معظم سكان قرية نزلة عليان. التراب هنا هو القاسم المشترك لكل شىء. فهم أعتادوا ليس فقط أن يأكلوا وجبتهم بالتراب، ولكن تعايش الواحد منهم مع أن تمتلئ رئته وأنفه بالتراب طول ساعات عمله. وأصبح متقبلا لفكرة أنه لن تكون لديه الفرصة لكى يعمل حتى سن الستين مثل غيره لأنه يعلم أن هذه المهنة تقصف العمر مبكرا. هؤلاء الذين تجمعهم مهنة واحدة منهم الماكنجى، ومنهم الفراز وهناك الشحان الذى يحمل شكائر الأسمنت اعتقدوا يوما أنهم يمكن أن يشكلوا نقابة تجمع كل من يعمل فى مهنة الأسمنت، أيا كانت شركته. وتحمس الجميع للفكرة، خاصة أنهم لا يتمتعون بأدنى قدر من الحقوق التأمينية والاجتماعية.

 

النقابة المستقلة كانت أملا طالما حلم به عمال قرية نزلة عيان الذين يجمعهم الأرض والجوار والمهنة وقبلهم الشقاء وقلة الحيلة أمام مقاول يستقطع لقمة من لقيمات قليلة هى رزق اليوم. وكانت المحاولة الأولى قبل الثورة من جانب العمال من أهل القرية الذين يعملون فى شركة السويس للأسمنت. وتبادلوا الفكرة وتفاصيل إنشاء نقابة تحميهم من بطش الشركات واستغلال المقاول. ولكن لقن صاحب الفكرة العامل جمال إبراهيم درسا بليغا جعله يتراجع عن حلم النقابة. «استعانوا بمباحث أمن الدولة وتم استجواب بعضا منا. وخاف معظم العمال من تكملة المحاولة. والمقاول حرمنى من العمل، وظللت فى البيت بدون عمل لمدة سبعين يوما.

 

ومن يومها أصبحت لا أسمع لا أرى لا أتكلم. لكى آكل عيش» يقول جمال. القضاء على فكرة النقابة فى مهدها هو النجاح الذى تحقق بفضل تحالف مباحث أمن الدولة مع المسئولين بالشركات هذا ما يقوله عمال الشركات.

 

وربما كان هذا الفشل فى وجود أى تشكيل نقابى يحميهم هو الذى جعل صاحب الشركة بالاتفاق مع المقاول يطرد أكثر من 150 عاملا بعد الثورة. ومعظم هؤلاء كانوا يعملون منذ 10 سنوات ويزيد فى شركة القومية للأسمنت وطوال هذه السنوات كانوا ينتقلون من يد مقاول لمقاول آخر ولا فرق بين المقاولين سواء من يلبس منهم الكرافتة، وبين من يلبس الجلابية. كانوا يحصلون فى أيام عملهم الأولى على ثلاثة جنيهات ونصف الجنيه فى اليوم. إلى أن وصلت يوميتهم إلى 31 جنيها الآن. ولا أحد منهم يعرف كم من يومياتهم يقتطع منهم لكى يدخل جيب المقاول، دون أن يكون لهذا الوسيط أدنى عمل يقوم به. لدرجة أنهم لا يرون هذا المقاول إلا فى يوم قبض المرتب.

 

«كل هذا ورضينا ولكن هم لم يرضوا بنا. وطردونا جميعا حتى لا يتم تثبيتنا فى الشركة.

 

ولم نجد أمامنا سوى نواب الحرية والعدالة فى منطقتنا ومنهم من يعمل عاملا فى شركة الكوك. ولكنهم اكتفوا بأخذ مكاتبات منا، وذهبوا بها إلى مجلس الشعب دون أن يعود واحد منا إلى العمل. وكان بعضهم يلمح لنا بأننا ليس لنا أى حقوق لأننا نعمل باليومية.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك