مع تزايد التهديدات بالفضاء.. واشنطن تتخلف عن بكين في حماية الـ«جي بي إس» - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 5:05 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مع تزايد التهديدات بالفضاء.. واشنطن تتخلف عن بكين في حماية الـ«جي بي إس»

هدير عادل
نشر في: الخميس 28 مارس 2024 - 9:05 م | آخر تحديث: الخميس 28 مارس 2024 - 9:05 م
في السنوات القليلة الماضية، أصبح الفضاء ساحة رئيسية للتنافس بين القوى العظمى حيث الصراع على الموارد، فضلا عن كونه جبهة مؤثرة في حالة الصدام العسكري، إذ تحدثت تقارير إعلامية تستند إلى معلومات استخباراتية أمريكية عن تطوير روسيا لسلاح نووي فضائي لاستهداف الأقمار الصناعية بمدارها حول الأرض، وهو الأمر الذى نفته موسكو.

كما دخلت الصين أيضا على خط المنافسة مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بنظام التموضع العالمي.

• ساعات السماء

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تخوض الولايات المتحدة والصين سباقاً جديداً، في الفضاء وعلى الأرض، على مورد جوهري هو الوقت، تخسر فيه واشنطن.

وأوضحت الصحيفة، في تقرير عبر موقعها الإلكتروني، أن الأقمار الصناعية للتموضع العالمي تعمل "كساعات في السماء" وأصبحت إشاراتها عاملاً أساسياً في الاقتصاد العالمي، باعتبارها ضرورية للاتصالات وخدمات الطوارئ والتداولات المالية كما الحال مع السائقين والمارة الذين ضلوا طريقهم.

لكن تلك الخدمات معرضة للخطر على نحو متزايد، وفقاً لـ"نيويورك تايمز" في الوقت يتم فيه عسكرة الفضاء وتتعرض إشارات الأقمار الصناعية للهجمات من على الأرض.

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة، على عكس الصين، ليس لديها بعد خطة بديلة للمدنيين حال تعطلت تلك الإشارات في الفضاء أو على الأرض.

وفي حين قد تبدو المخاطر بعيدة كخيال علمي، قالت الولايات المتحدة الشهر الماضي إن روسيا ربما تنشر سلاحاً نووياً في الفضاء، مما يعيد التركيز على نقاط ضعف الأقمار الصناعية.

وكانت روسيا والصين والهند والولايات المتحدة قد اختبرت صواريخ مضادة للأقمار الصناعي وطورت عدة قوى عالمية أخرى تكنولوجيا تستهدف تعطيل الإشارات في الفضاء.

ووفقاً لـ"نيويورك تايمز"، فإن أحد الأقمار الصناعية الصينية مزود بذراع آلية يمكنها تدمير أو نقل الأقمار الصناعية الأخرى.

كما تقع الهجمات الأخرى على الأرض؛ حيث استهدف القراصنة الروس بنية تحتية لنظام قمر صناعي في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع الإنترنت في بداية الحرب هناك.

كما تزداد هجمات مثل التشويش، التي تحجب إشارات الأقمار الصناعية، والانتحال حيث إرسال بيانات مضللة، الأمر الذي يتسبب في تحويل مسار الرحلات الجوية ويربك الطيارين بعيداً عن ساحات القتال.

• مصدر بديل موثوق

بالرغم من الاعتراف بتلك المخاطر، قالت "نيويورك تايمز" إن الولايات المتحدة بعيدة بسنوات عن امتلاك مصدر بديل موثوق للاستخدام المدني في ما يتعلق بالوقت والملاحة، حال تعرضت إشارات أقمار التموضع العالمي للعرقلة أو الانقطاع، وفقاً لما قاله خبراء وأظهرته وثائق.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى خطة تعود إلى عام 2010 في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، التي قال خبراء إنها توفر دعما احتياطياً للأقمار الصناعية، لكن لم يتم الشروع فيها.

وبعد مرور عقد، أصدر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أمراً تنفيذياً قال إن عرقلة أو التلاعب في إشارات الأقمار الصناعية شكل تهديداً على الأمن الوطني، لكنه لم يقترح بديلاً أو تمويلاً لحماية البنية التحتية.

وبالنسبة لإدارة بايدن، فقد التمست عطاءات من الشركات الخاصة، على أمل أن يقدموا حلولاً تقنية، لكن الأمر قد يستغرق أعواماً لاعتماد تلك التقنيات.

• الصين تتقدم

وذكرت "نيويورك تايمز" أنه حيث تتخلف الولايات المتحدة، تمضي الصين قدماً، وتشيد ما تقول إنه سيكون نظام التوقيت الأكبر والأكثر تطوراً ودقة في العالم.

ووفقاً لوثائق التخطيط ووسائل الإعلام الحكومية والأبحاث الأكاديمية، تبني الصين المئات من محطات التوقيت براً، وتضع كابلات الألياف الضوئية لمسافة 12 ألف ميل تحت الأرض.

ومن شأن هذه البنية التحتية أو توفر خدمات التوقيت والملاحة بدون الاعتماد على إشارات نظام "بيدو"، وهو البديل الصيني لنظام التموضع العالمي.

كما تخطط لإطلاق المزيد من الأقمار الصناعية لتكون مصادر احتياطية للإشارات.

وكتب باحثون من شركة الصين للعلوم والتقنيات الجوفضائية المملوكة للدولة في ورقة بحثية العام الماضي: "يجب أن نستغل هذه الفرصة الاستراتيجية ونستثمر جل جهودنا في بناء قدرات تغطي جميع المجالات – تحت الماء، وعلى الأرض، وجواً، وفي الفضاء والفضاء العميق – في أقرب وقت ممكن".

وبحسب "نيويورك تايمز"، احتفظت الصين وطورت نظاماً يعود لفترة الحرب العالمية الثانية، يعرف باسم "لوران"، الذي يستخدم أبراج لاسلكية لإرسال الإشارات الزمنية عبر مسافات بعيدة. وتوفر نسخة محسنة منه إشارات إلى الأجزاء الوسطى والشرقية من البلاد، تمتد إلى الخارج إلى تايوان وأجزاء من اليابان. وتجرى أعمال البناء لتوسيع نطاق النظام غرباً.

وتمتلك روسيا أيضاً، بحسب الصحيفة، أحد أنظمة "لوران" بعيد المدى الذي لا يزال مستخدماً. وحدثت كوريا الجنوبية النظام للتصدي للتدخل اللاسلكي من كوريا الشمالية.

ومع ذلك، أوقفت الولايات المتحدة تشغيل نظام "لوران" الخاص بها عام 2010، حيث وصفه الرئيس أوباما بأنه "تكنولوجيا عفا عليها الزمن". ولم تكن هناك خطة لاستبداله.

وفي يناير، اختبرت شركات حكومية وخاصة نسخة محسنة من لوران على أبراج حرس السواحل الأمريكي. لكن الشركات لم تبد اهتماماً في تشغيل النظام بدون مساعدة الحكومة، لذا يخطط حرس السواحل للتخلص من جميع مواقع الإرسال.

وبعيداً عن الاستخدام المدني، يطور الجيش الأمريكي خيارات احتياطية لنظام التموضع العالمي لاستخدامه الخاص، بما في ذلك أسلحة مثل الصواريخ الموجهة بدقة. وفي حين تصنف معظم تلك التقنيات سرية، فإن أحد الحلول عبارة عن إشارة تسمى "إم كود"، التي تقول قوة الفضاء الأمريكي إنها تقاوم التشويش وتتمتع بأداء أفضل في الحرب من نظام التموضع العالمي المدني. ومع ذلك، واجه النظام عدة تأخيرات.

• ماذا يحدث تالياً؟

ذكرت "نيويورك تايمز" أن أنظمة الأقمار الصناعية – مثل "جي بي إس" في أمريكا، و"بيدو" في الصين"، و"جاليليو" في أوروبا، و"جلوناس" الروسي – هي مصادر مهمة للوقت، الذي يعد حجر أساس لمعظم أساليب الملاحة.

وفي نظام "جي بي إس" الأمريكي على سبيل المثال، يحمل كل قمر صناعي ساعات ذرية، وينقل إشارات لاسلكية محملة بمعلومات بشأن موقعه والتوقيت الدقيق. وعندما يتلقط أحد أجهزة الهواتف الخلوية الإشارات من أربعة أقمار صناعية، يحسب موقعه الخاص بناء على المدة التي استغرقتها تلك الإشارات في الوصول.

واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن عالماً بدون إشارات الأقمار الصناعية يصبح شبه "أعمى"، حيث ستتأخر سيارات الإسعاف على الطرق المزدحمة دائماً، وستنقطع اتصالات الهواتف الخلوية، وتتوه السفن، وربما يدوم انقطاع الكهرباء لفترات أطول، وقد يكلف الغذاء أموالاً أكثر، وسيكون التنقل أكثر صعوبة.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك