أثارت تصريحات الخبير البريطانى فى السلامة والتأمين على الطيران ديفيد ليرمونت فى حديثه مع هيئة الإذاعة البريطانية عن طائرة مصر الطيران المختطفة طراز إيرباص 320 رقم 181، ومسئوليات كابتن الطائرة فى تغيير مسار الرحلة إلى قبرص، جدل بعض الطيارين السابقين المصريين، لافتين أن قائد الطائرة كان حريصا على أمن وسلامة الركاب فى إطار تهديدات الخاطف بحمله حزاما ناسفا.
وكان ليرمونت قد قال صباح اليوم أن الحادث لم يكن يستدعى أن يغير كابتن الطائرة مسار رحلته من مطار برج العرب بإسكندرية إلى القاهرة، لثقته فى اجراءات الأمن بالمطارات التى تستطيع أن تكشف بسهولة أى متفجرات أو أسلحة، موضحا أن حادث الطائرة الروسية، التى تحطمت فى شرم الشيخ أخيرا، ممكن أن تكون زادت من توتر الطيار، قائلاً: «ومع ذلك لا يعد هذا مبررا».
«الطيار عمل ما عليه».. يقول شريف جلال رئيس شركة مصر الطيران السابق لـ«الشروق»، مشيرا إلى أن الطيار البريطانى «يده فى المياه الباردة»، وأطلق تصريحات فى إطار نقص المعلومات المتاحة عن حادث الطائرة المصرية المختطفة، تابعا: «لن يجرنا أحد للتشكيك فى أمن المطارات المصرية»، لافتا أن هناك ثغرات أمنية فى مطارات العالم بدليل التفجير الذى تعرض له مطار بروكسل أخيرا بفعل عمل إرهابى.
واعتبر أن تضارب البيانات حول عدد ركاب الطائرة بين مدير مطار برج العرب خلال مداخلة هاتفية لقناة «سى بى سى إكسترا»، ووزير الطيران فى المؤتمر الصحفى يرجع لعدم وجود متحدث رسمى واحد وقت الأزمات، ودعا إلى عدم استباق الأمور خصوصا أن لا أحد كان متأكدا مما جرى على الطائرة المختطفة.
واتفق معه كابتن طيار سعد شلبى ــ الذى عمل بمصر للطيران لمدة 37 عاما، محققا نحو 20 ألف ساعة طيران ــ مضيفا أن كابتن الطائرة عليه ألا يتهاون فى حياة الركاب، وعليه أن يستجيب لتعليمات الخاطف أثناء الطيران حتى لو كان لا يحمل سلاحا ناريا أو أداة تهديد حقيقية، وتابع: «والأمر يختلف لو كان ما زال على الأرض، ولم يتحرك بالطائرة، فيمكن فى هذه الحالة ألا يستجيب».
وألمح شلبى ــ صاحب كتاب «الطائرة المصرية 990 ـ إرهاب صنعه آخرون»، والذى عمل خبيرا بالتفتيش الجوى بوزارة الطيران المدنى، وشارك فى تحقيقات وتحليلات أسباب أكثر من 15 حادثة وواقعة لطائرات ــ أن هذه الحادثة أظهرت ارتباكا لدى المسئولين فى تضارب البيانات حول عدد ركاب الطائرة وشخصية الخاطف بين وزير الطيران، وشركة مصر الطيران ومطار برج العرب، مضيفا: «لا أفهم كيف يمكن أن يخطأ مصدر رسمى بالمطار فى ذكر عدد ركاب الطائرة الحقيقى».