بصدور العدد الأول من جريدة «الشروق»، سوف يجد القارئ بين يديه لونا من الصحافة الحديثة، التى تتطلع دار الشروق لأن تكون نموذجا فى صناعة النشر، تتنافس مع عشرات الصحف القديمة والجديدة التى ازدهرت فى مصر عبر السنوات الأخيرة من خلال المبادرات الخاصة.
سوف يجد القارئ بين يديه جريدة تسعى إلى تحرى الحقيقة لتنشر كل ما يستحق النشر دون تمويه أو تشويه، وإيقاظ وعى القارئ دون تزييف، إدراكا بأن محنة الأمة تكمن فى وعيها.. مع انفتاح غير محدود على كل ما فى العالم من جديد، واهتمام بالمواطن الصغير والكبير.. بمشكلاته وهمومه الحياتية اليومية، والاهتمام بكل ما يساعد على إعلامه وتثقيفه وتسليته.
«الشروق» سوف تكون منارة تطل على ما يقع فى العالم المحيط بها من أحداث. بدءا بالوطن الذى به نعيش، وعلى أرضه نموت، وفى سبيل أجياله القادمة نعرف ونتعقب ونحلم.. امتداد إلى المحيط العربى الذى تتقارب أجزاؤه أحيانا وتتباعد معظم الأحيان.
سوف تسعى جريدة «الشروق» لأن تكون منبرا للحوار والفكر الحر، ونافذة مفتوحة على أحداث العصر وتيارات التجديد، وما يمكن أن نتعلمه من تجارب الأمم، وإنجازات العلم، وإبداعات الأدب والفن، وما يحققه التقدم من ارتقاء بنوعية الحياة!
سوف تشرق «الشروق» كل يوم كما تشرق الشمس، محملة برؤية شاملة متفتحة.. بعيدة عن التعصب بألوانه، تحتكم إلى الموضوعية والإيمان بأن للحقيقة وجوها متعددة، طريقا إلى المعرفة، بعيدا عن القوالب المسبقة والأفكار المغلقة.. سواء فى السياسة أو الدين أو الاقتصاد.. فى طباعة أنيقة، وتبويب متقن، واحتفاء بجمال الشكل والمضمون.
فى الدين، نحن ندافع عن حرية المعتقد وقيم المجتمع.
وفى السياسة، نؤمن بالتعددية والحرية، وحق المواطن فى الاختيار الحر والمشاركة الواعية، واحترام القانون والانصياع لأحكامه.
وفى الاقتصاد، ندعو إلى مسئولية الدولة فى الحفاظ على حق المجتمع، والدفاع عن الطبقات المحرومة، فى إطار نظام اقتصادى حر يشجع المنافسة، ويتوازى مع نظام سياسى ديمقراطى يحمى حرية الوطن والمواطن، ويعمل على بناء قوة ذاتية تذود عن أمن الوطن وسلامته.
تدافع «الشروق» عن كل ما يعكس قيم الحياة العصرية، ويحمى حقوق المرأة، ويرتقى بحقوق الإنسان، ويدعم المجتمع المدنى.
سوف يجد القارئ فى «الشروق» كل الحقيقة وليس جزءا منها، فالمهم ألا نسىء فهمها أو نتردد فى المصارحة بها.
نحن نؤمن بأننا نعمل فى مجتمع مفتوح، يحكمه الدستور والقانون، وسوف نعمل انطلاقا من الإيمان بهذه المبادئ، ونعاهد القارئ على الالتزام بها، ما وجدنا إلى ذلك سبيلا.. فالشمس لابد أن تشرق كل يوم من جديد!