"النيابة" تستدعي أصحاب محلات وتنتدب خبراء من المعمل الجنائي.. ومصدر: طبيعة المنطقة وصعوبة شوارعها أخر عملية الإطفاء
شهود عيان: «المطافئ» لم تتأخر.. والحريق نتيجة ضغط كهربائي قوي بسبب وجود عقار غير مرخص له بـ"الكهرباء"
ومحافظة القاهرة تشكل لجنة فنية لمعرفة أسباب الحريق.. وحصر المحال المتضررة
تواصلت جهود قوات الحماية المدنية إخماد حريق حارة اليهود في منطقة الموسكي، اليوم؛ إذ استمرت الأدخنة في مكان الحريق؛ وسط حسرة من الأهالي وأصحاب المحلات، نظرا للأضرار المادية الكبيرة التي خلفها الحريق، والتي قدرت بنحو 50 مليون جنيه، بحسب أصحاب المحال.
وكان حريق هائل شب بمول "الشاوبري" نتتجة لضغط في التيار الكهربائي"، وامتدت النيران إلى طوابقه البناية المكونة من 4 طوابق، واستمرت قوات الحماية المدنية في إخماده حوالي 21 ساعة متواصلة.
واستدعت نيابة الموسكي أصحاب المحال وأفراد الدفاع المدني الذين شاركوا في إخماد النيران، لسماع أقوالهم حول الحريق، الذي خلف خسائر مادية كبيرة فضلا عن عشرات المصابين، كما انتدبت خبراء من المعمل الجنائي لمعاينة حريق منطقة الموسكي الذي نشب في عدد من المحال التجارية والمخازن، أمس الأول، وإعداد تقرير لكشف ملابسات الواقعة.
وعاين فريق من النيابة محل الواقعة، وأثبتت المعاينة أن الحريق بدأ بالنشوب في محل عطور وأن المواد المستخدمه في التصنيع ساعدت على ازدياده، فضلا عن التهام النيران لعدد من محلات الأقمشة.
وفي سياق مشابه، قال عبدالمحسن مصطفى، شاهد عيان وصاحب محال للملابس، إن الحريق وقع في تمام الساعة 12:45 دقيقة، نتيجة ضغط كهربائي قوي، أدى إلى فرقعات في مصابيح الإنارة من داخل وخارج المحلات، مما تسبب في حريق هائل في سنتر «الشابوري» الذي يضم 4 طوابق بمساحة 2500، ويضم أكثر من 250 محال تجاري بأنشطة مختلفة، إلى جانب 300 محل بمحيط السنتر.
وأضاف مصطفى، لـ«الشروق»، أن إجمالي خسائر البضائع التي ذهبت في الحريق تصل قيمتها إلى ما يقرب من 50 مليون جنيه، مشيرًا إلى أنه أصحاب المحال الذين أغلقوا سكينة الكهرباء قبل الذهاب إلى الصلاة لم يتضرروا من المحال خارج السنتر، مؤكدًا أن هناك عقار كامل غير مرخص له الكهرباء وهو السبب في حدوث ضغط في الكهرباء في المنطقة.
وأشار علاء فتحي، صاحب أحد المحلات بالمنطقة، إلى أن الحريق استمر حتى 11 صباح أمس، مؤكدًا أن سيارات الاطفاء والحماية المدنية لم تتأخر في الوصول إلى المنطقة، وأن المشكلة كانت في عدم احترافية بعضهم في أداء المهام المنوطة بهم، إضافة إلى ضيق الشارع والذي أدى إلى صعوبة الوصول إلى بعض المحال التي تعرضت للحريق.
من جانبها، قررت محافظة القاهرة تشكيل لجنة فنية من المحافظة لمعرفة أسباب الحريق، وحصر عدد المحال التجارية التي تضررت بسبب النيران، وبحث إمكانية تعويض المتضررين خلال الفترة المقبلة.
وفي السياق ذاته، قال مدير الإدارة العامة للحماية المدنية الأسبق، اللواء عبدالعزيز توفيق، إن رجال الإطفاء تواجههم مجموعة من المعوقات خلال إطفاء الحرائق خصوصا التي تحدث في أسواق ومحال تجارية بسبب عدم تجانس البضائع مما يساعد في انتشار النيران بسرعة كبيرة.
وأضاف توفيق لـ"الشروق"، أمس؛ أن الأبواب الحديدية الموجودة على مداخل ومخارج الأسواق تعد من أكبر المعوقات التي تواجه رجل الإطفاء، موضحًا أن هذه الأبواب دائما ما تكون مغلقة ويتطلب من القوات فتحها بأي وسيلة سواء من خلال الطرق عليها وكسرها أو نشرها بالمنشار وهذا يتطلب وقتا طويلا.
وطالب مساعد وزير الداخلية الأسبق أصحاب المحال والقائمين على الأسواق الكبرى اتباع اشتراطات أمن الحريق للوقاية من حدوث أي كوارث مرة أخرى، وعلى رأس هذه الاشتراطات توافر طفاية الحريق في جميع المحلات والتدريب على كيفية استخدامها.
وذكر مصدر أمني إن طبيعة المنطقة التي اشتعلت بها النيران كانت عائقًا أمام دخول سيارات الإطفاء بنفس سرعة طريقة الشوارع الواسعة، موضحا أن صعوبة الدخول لبعض المناطق والواجهات المحاصرة بالنيران كانت أيضًا أحد المعيقات لرجال الإطفاء لكن تم التغلب عليها بالتبريد واستخدام السلم الهيدروليكي.
وأوضح المصدر أن معظم منطقة الموسكي والمحلات التجارية تفتقد لإجراءات السلامة والحماية المدنية داخل المحال، فضلا عن أن معظمها تحوي مواد سريعة الاشتعال، أو أقشمة وستائر، وهذا ما يساعد في امتداد النيران لأكثر من محل تجاري.