قيدت إسرائيل وصول الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة، وذلك بعدما كانت قوات شرطة الاحتلال قد أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على المصلين في باحات المسجد بعد وقت قصير من أدائهم صلاة فجر اليوم الجمعة.
* قيود الاحتلال على الصلاة
وفي الجمعة الرابعة والأخيرة من شهر رمضان الجاري، فرض جيش الاحتلال قيودا على وصول فلسطيني الضفة إلى مدينة القدس لأداء الصلاة في المسجد الأقصى بالقدس الشرقية.
وقال شهود عيان لوكالة "الأناضول" للأنباء إن جيش الاحتلال نشر أعدادا كبيرة من قواته، اليوم الجمعة، على المعابر المؤدية إلى مدينة القدس، ودقق في هويات الفلسطينيين، ورفض دخول بعضهم.
وقبيل رمضان أصدرت إسرائيل قرارا بشأن تنظيم دخول سكان الضفة الغربية، للقدس الشرقية لأداء صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى.
وبموجب القرار، تسمح السلطات الإسرائيلية للنساء بدخول القدس لمن تزيد أعمارهن عن 50 عاما ويحملن تصاريح خاصة، والأطفال الذكور حتى 10 سنوات، والرجال فوق 55 عاما، شرط الحصول على تصريح صلاة.
هذا ويحيي عشرات آلاف الفلسطينيين، ليلة السبت، ليلة القدر في المسجد الأقصى، التي يلتمسها المسلمون عادة مساء 26 رمضان من كل عام.
* قنابل الغاز تستهدف المصلين
في السياق ذاته، أطلقت شرطة الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع على المصلين في باحات المسجد الأقصى بعد وقت قصير من أدائهم صلاة فجر يوم الجمعة.
وأفاد شهود عيان بأن الشرطة أطلقت قنابل الغاز باتجاه المصلين في المنطقة المقابلة للمصلى القبلي دون مبرر، مشيرين إلى أن عشرات المصلين الصائمين أصيبوا بحالات اختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وقالوا إن المصلين ومن بينهم كبار سن وأطفال تراكضوا وهم يصيحون "الله أكبر"، مضيفين أنه تم إطلاق قنابل الغاز من طائرة بدون طيار إسرائيلية كانت في سماء المسجد، ولكن لم يتم تأكيد ذلك.
وأشار شهود العيان إلى أن الهدوء عاد لاحقا الى باحات المسجد الأقصى. ولم تعلق الشرطة الإسرائيلية على الفور على أسباب إطلاقها قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المصلين.
وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس قالت في تصريح مكتوب، حصلت "الأناضول" على نسخة منه إن نحو 65 ألفا أدوا صلاة الفجر بالمسجد الأقصى.
يذكر أن الشرطة الإسرائيلية كانت قد أعلنت في بيان، الخميس، قرارها نشر 3600 عنصر بمدينة القدس الشرقية خلال فترة صلاة الجمعة وحتى صباح السبت.
* جمعة الغضب لفلسطين
من جانبها، دعت فصائل فلسطينية، أمس الخميس، الشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم إلى المشاركة في الجمعة الأخيرة من رمضان بمظاهرات حاشدة للمطالبة بوقف الحرب على قطاع غزة، وذلك ضمن حراك احتجاجي أسمته "جمعة الغضب لفلسطين".
وقالت الفصائل، المنضوية تحت تجمع "القوى الوطنية والإسلامية"، خلال بيان: "ندعو جماهير أمتنا العربية والإسلامية وكل أحرار العالم للمشاركة الواسعة في (جمعة الغضب لفلسطين) والحضور الحاشد في التظاهرات والفعاليات الجماهرية المناصرة للقضية الفلسطينية"، بحسب ما نقلته وكالة "الأناضول" للأنباء.
كما دعتهم "للمطالبة بوقف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة بدعم أمريكي، وذلك في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان".
وأضاف البيان: "ندعو كل القوى والأحزاب والاتحادات والنقابات والهيئات الشبابية الحرة في العالم لحشد أعضائها وأنصارها للانخراط الفاعل في الفعاليات والمسيرات التي تمثل ضغطاً كبيراً على الحكومات والأنظمة لوقف تصدير السلاح لكيان الاحتلال النازي وملاحقته قانونيًا ومحاسبة قادته الذين ارتكبوا جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني".
واعتبرت أن "تصعيد الضغط الشعبي والجماهيري أداة فاعلة وبالغة التأثير في تغيير مواقف الدول والحكومات ودفعها للانحياز للعدالة ودعم حق الشعب الفلسطيني في المقاومة المشروعة دفاعًا عن نفسه وأرضه ومقدساته".