جملة الوصف: كل ما تريد معرفته عن حزبي الصهيونية الدينية وعوتسما يهوديت
- توترات داخل إسرائيل: بايدن يطالب بالتغيير ويتحدث عن صعوبات حلفاء نتنياهو في الائتلاف
كانت التصريحات العلنية للرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الثلاثاء الماضي، بشأن الصعوبات الدبلوماسية الناجمة عن ضم الأحزاب اليمينية المتطرفة إلى الحكومة الإسرائيلية مجرد أحدث، مؤشر على إحباطه المتزايد من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي حاول بايدن دعمه كثيرا الفترة السابقة، رغم جرائم العدوان الإسرائيلي الوحشية على قطاع غزة.
وفي حديثه خلال حفل لجمع التبرعات لحملته الانتخابية، قال بايدن إن نتنياهو نفسه يحتاج إلى "التغيير" وأن حلفائه في الائتلاف "يجعلون من الصعب عليه التحرك"، وأشار أيضًا إلى أن خطاب وسياسات رئيس الوزراء وائتلافه ضد أطراف أخرى مثل السلطة الفلسطينية من شأنها أن تحبط الجهود المبذولة لتحقيق أي تطبيع إسرائيلي مع دول في المنطقة.
إن النقد يلاحق نتنياهو وحكومته وائتلافاته المتطرفة من جميع الاتجاهات، حيث كتب جيرمي شارون، المحرر في جريدة timesofisrael، واصفا نتنياهو قائلا: "الحقيقة هي أن نتنياهو معوق سياسيا، ومحاصر بحلفائه الائتلافيين المتطرفين، الصهيونية الدينية وعوتسما يهوديت على يمينه، وأرقام استطلاعات الرأي الكارثية التي من المرجح أن تؤدي إلى الهلاك السياسي له في حالة إجراء انتخابات جديدة على يساره".
وأضاف شارون: "من شبه المؤكد أن نتنياهو، على الرغم من كل مكره السياسي، سيخسر الانتخابات اللاحقة ويجد أن مسيرته الطويلة قد انتهت بشكل مخزي، ومفاجئ بمجرد انتهاء هجومه على حماس، بينما يواجه محاكمة الفساد المستمرة دون الغلاف الوقائي لرئاسة الوزراء الذي تستر وراءه".
ويرى المحللون أن نتنياهو "لا يستطيع الاستغناء عن حزب الصهيونية الدينية الذي يتزعمه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أو حزب عوتسما يهوديت الذي يتزعمه وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير، وهذا يتركه مثقلاً بالسياسات المتشددة التي يروجون لها".
- حزب الصهيونية الدينية
تمثل الصهيونية الدينية، مجموعات غير متجانسة تختلف على قضايا دينية واجتماعية وسياسية، لكنها تجتمع على رفض إخلاء المستوطنات، وضم الضفة الغربية، وتبرير العنف ضد غير اليهود وطردهم مما يزعمون أنها أرض إسرائيل أو قتلهم، فضلا عن السعي لبناء الهيكل.
وتُقدر أعدادهم حسب مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي بنحو 600 ألف شخص أي نحو 10% من الإسرائيليين.
ولم يكتف الصهاينة المتدينون بحضورهم المتزايد في حزب الليكود، إنما شكلوا عدة أحزاب مثل البيت اليهودي في عام 2008 بزعامة نفتالي بينيت، والقوة اليهودية في عام 2012، والصهيونية الدينية بزعامة سموتريتش، وهو الحزب الذي نجح للمرة الأولى عبر تشكيل حكومة ائتلافية مع نتنياهو في انتخابات 2022 من الفوز بمناصب وزارية حساسة مثل وزارتي المالية والأمن القومي، مما ضمن لها مقعدين داخل مجلس الوزراء الأمني المصغر، وتوظيف مؤسسات الدولة لتنفيذ مخططاتهم.
- حزب عوتسما يهوديت
هو حزب يميني متطرف أسسه أرييه الداد ومايكل بن آري عام 2013، بعد أن انشقا عن "حزب الاتحاد القومي". يصف قادة هذا الحزب أنفسهم بأنهم تلامذة مؤسس حركة كاخ العنصرية (الحاخام المتطرف مئير كهانا)، يشجع الحزب هجرة غير اليهود، وطرد الفلسطينيين الذين يرفضون إعلان الولاء لدولة إسرائيل ولا يقبلون بتدني مكانتهم في دولة يهودية موسعة تمتد سيادتها إلى الضفة الغربية.
يعتبر الحزب الأكثر جدلاً في إسرائيل؛ يتزعمه حاليًا إيتمار بن جبير ويُعدّ حزب "عوتسما يهوديت" من الأحزاب المهمّشة في إسرائيل، ولم يحصل على مقاعد في الكنيست إلا بدخوله ضمن قائمة "اتحاد أحزاب اليمين" في انتخابات الكنيست.
ويتسبب الحزبان في كثير من المعوقات التي يقع فيها الشعب الفلسطيني، وإحدى هذه المعوقات هي اعتراض سموتريتش الصارم على تحويل عائدات الضرائب الفلسطينية التي تجمعها إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية.
كما عارض سموتريش السماح للعمال الفلسطينيين من الضفة الغربية بدخول إسرائيل مرة أخرى، كما كان يحدث لأكثر من 150 ألف عامل يوميا قبل 7 أكتوبر.
وأيضا المشكلة المستمرة المتمثلة في العنف اليهودي المتطرف في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين، وخاصة في مناطق الأراضي التي تتمتع فيها إسرائيل بصفتها محتل للأراضي بالسيطرة الأمنية والمدنية الكاملة.
وقد سُجل مئات حوادث التخريب والعنف والمضايقات منذ 7 أكتوبر في عشرات التجمعات السكنية، حيث تم تدمير الممتلكات الفلسطينية، وتهديد الأرواح، ووقعت عمليات ضرب وإطلاق نار على المزارعين.