من الألم خلقت الأمل.. حكاية أول عارضة ومصممة ملابس لقصار القامة في مصر - بوابة الشروق
الأحد 16 نوفمبر 2025 2:10 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

من الألم خلقت الأمل.. حكاية أول عارضة ومصممة ملابس لقصار القامة في مصر

نسمة عارضة، وصاحبة أول براند ملابس لقصار القامة
نسمة عارضة، وصاحبة أول براند ملابس لقصار القامة
حسام حسن
نشر في: الجمعة 15 أكتوبر 2021 - 11:36 ص | آخر تحديث: الجمعة 15 أكتوبر 2021 - 11:47 ص

بالرغم من أن أمرها لم يكن بيدها، ولم تختر هيئتها التي خلقها الله بها، لم تسلم نسمة من التنمر والتعرض للمواقف السلبية، فالفتاة العشرينية عانت كثيرًا بسبب قصر قامتها، كذلك وجدت صعوبة في إيجاد ما يناسب حالتها من ملابس وحياة طبيعية، لذلك اختارت نسمة أن توجد حلًا لها ولكثير من قصار القامة ممن يعانون من اللفظ المجتمعي، وأن تصبح قصة ملهمة لهم ولغيرهم من ذوي الهمم.

"الشروق" التقت نسمة عارضة، وصاحبة أول براند ملابس لقصار القامة في مصر، وعرفت منها قصة ظهور هذا البراند، وسبب الانتشار الكبير لصورها على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة لإنجازاتها المختلفة وأحلامها المستقبلية.

وقالت نسمة التي لا يتجاوز الـ110 سم،إنها كانت تذهب لمحلات الأطفال لشراء ملابسها، ولكنها في المرحلة الإعدادية كانت تواجه مشكلة مع المقاسات، والتصاميم المتاحة، فكانت تضطر للذهاب لمحلات الكبار، ولكنها كانت تتخلص من نصف القماش وهو ما يفسد تصميم الملابس، فقررت تصميم ملابسها بنفسها، وإرسال التصميم لمن يقوم بتنفيذه، الأمر الذي وجد استحسانا كبيرا من قبل الناس بمجرد نشرها للصور على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتابعت أنها لم تكتفِ بفكرة تصميم الملابس لقصار القامة فقط، ولكنها قامت بعمل جلسات تصوير "سيشنات" بملابس مختلفة، بغرض تحقيق أهداف، وإرسال رسائل معينة، وكان من أشهر جلسات تصويرها سيشن تم تصويره في 5 ساعات لمواجهة ظاهرة رفض ذوي الهمم في الكثير من الوظائف، وفيه ارتدت ملابس مضيفة طائرات، وطبيبة، ومعلمة، ومهندسة، لتثبت أنه يمكن لقصار القامة وذوي الهمم عموما القيام بأي عمل طالما يملكون القدرة العقلية والكفاءة على إتمامه.

وأشارت إلى أن الطريق لم يكن سهلا لتحقيق هذا النجاح، حيث عانت كثيرا من التنمر في صغرها لدرجة كانت تدفعها لوضع سماعة الأذن، حتى لا تسمع ما يجرح شعورها، وذكرت أنها ذات مرة في الثانوية العامة دخلت مكان الدرس الخاص بها قبل موعده، فلما رأتها إحدى الفتيات صرخت ولطمت وجهها -الفتاة- أمام عدد كبير من زملائها، الأمر الذي تسبب بصدمة وجرح نفسي كبير لها، ربما تحاول حتى الآن علاجه، على الرغم من أنها الآن لم تعد تتأثر بشكل كبير بتلك المضايقات.

وأضافت قائلة: "التنمر يعتبر كدا شبه وحش يإما إنت تنتصر عليه وتكمل حياتك يإما إنت تفضل قاعد وتستنى إن هو ينتهي بس هو مش هينتهي"، وأوضحت أنها كانت تفكر كثيرا في صغرها قبل خروجها عما سيقوله الناس عنها، ولكنها الآن تحب نفسها كما هي وتتقبلها وتتأقلم معها وتنظر لنفسها نظرة رضا، وهو ما دفع الجميع من حولها للنظر إليها بنفس النظرة.

وبالحديث عن بعض إنجازاتها الأخرى، فقد استطاعت نسمة الحديث على منصة TEDX الشهيرة، والكتابة في عدد من المواقع الإلكترونية، كما تم اختيارها من 50 سيدة مصرية مؤثرة كنموذج ملهم لعام 2020 بفضل أول جلسة تصوير لها، هذا بالإضافة لدورها الكبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي في إلهام الكثيرين من ذوي الهمم ليخرجوا إلى المجمتع، ويواجهوا خوفهم من التعرض للرفض أو التنمر أو النظرات المريبة، وأيضا نشر ثقافة تقبل وجود ذوي الهمم في المجتمع، والتعامل معهم كإحدي فئاته العادية.

وبالإشارة للمستقبل ذكرت نسمة أنها تحلم بأن يصل براند الملابس الخاص بها للعالمية، وأن تكون أستاذة جامعية، بالإضافة لتقديم برنامج تلفزيوني عن النماذج الملهمة من ذوي الهمم، وأوضحت أنها تعمل الآن على الانتهاء من كتابها الأول لنقل تجربتها، وكيف تجاوزت عقباتها لتكون دليلا للناس عموما ولذوي الهمم تحديدا في كيفية تخطي العقبات وتحقيق الذات.

وختمت حديثها بتوجيه رسالة للناس بالحذر الشديد عند النظر للأشخاص من ذوي الهمم، حتى لا تجرحهم نظراتهم، وتتسبب في عدم خروجهم من المنزل مرة ثانية، ونوهت أن ذوي الهمم في اختبار كبير لصبرهم، فلا يحاول أحد أن يحملهم أكثر مما يحملون من أعباء، كما نصحت قصار القامة بحب وتقبل أنفسهم، حتى يحبهم الآخرون ويقبلونهم، وأوضحت أن النجاح لا يرتبط بالشكل الخارجي، وإنما بمضمون الشخص وذاته الحقيقة.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك