شهدت محافظة قنا، تفاعلا واسعا عقب قرار الهيئة الوطنية للانتخابات إلغاء نتائج الجولة الأولى في الدوائر الأربع بالمحافظة وإعادة العملية الانتخابية بالكامل، واعتبره المرشحون خطوة ضرورية لإعادة الانضباط لمسار الاقتراع، ورسالة واضحة تؤكد التزام الدولة بالشفافية وحماية صوت الناخب.
ووصف العمدة أبو الحسن حسن الجزار، المرشح المستقل عن الدائرة الثانية "قوص - قفط"، الإلغاء بأنه قرار يحفظ حق المواطن ويعيد ترتيب المشهد الانتخابي على أسس واضحة.
وأكد الجزار، أن الهيئة تعاملت بمسئولية مع ما جرى، معربا عن تقديره للرئيس عبد الفتاح السيسي، مشددا على أن تطبيق القانون كان السبيل الوحيد لتصحيح المسار.
وفي الدائرة الأولى مركز وقسم قنا، قال الدكتور محمد الديب، نقيب أطباء قنا والمرشح المستقل، إن القرار يعبر عن حرص الدولة على حماية كل صوت، وأن الرسالة الرئاسية أعادت الثقة إلى الناخبين.
وأشار إلى أن مراجعة المخالفات أثبتت قدرة الدولة على التدخل عندما تتأثر سلامة العملية الانتخابية، الأمر الذي يعزز تمثيلا يعبر بدقة عن الإرادة الشعبية.
أما المرشح فتحي قنديل، المستقل عن الدائرة الثالثة نجع حمادي ودشنا والوقف، فأكد أن الإجراء يعكس جدية الدولة في صون الإرادة الشعبية، قائلا: "ما فعله الرئيس السيسي لم يفعله أي رئيس أو ملك وهو ما سيذكره التاريخ".
ووجه شكره إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي على دعمه لنهج التدقيق والشفافية في مختلف المراحل.
وكانت الهيئة الوطنية للانتخابات، أوضحت أن القرار جاء بعد مراجعة موسعة للطعون والتقارير التي رصدت مخالفات مؤثرة.
وأكد المستشار حازم بدوي، رئيس الهيئة، أن المخالفات كانت جوهرية، وأن تطبيق القانون كان ضرورة للحفاظ على الإرادة الحقيقية للناخبين، مع الإشارة إلى توافق القرار مع توجيهات الرئيس السيسي بإعادة فحص كل الوقائع وتحديد الإجراء المناسب سواء كان إلغاء جزئيا أو كليا.
وشمل قرار الإلغاء الدوائر الأربع بالمحافظة، وهي الدائرة الأولى مركز قنا، الدائرة الثانية "قوص - قفط"، الدائرة الثالثة نجع حمادي، والدائرة الرابعة أبو تشت، على أن تعاد الانتخابات كاملة في هذه الدوائر.
وعقب صدور القرار، شهدت قنا حالة من النشاط الشعبي. خرجت سيارات في عدد من المراكز تطلق الأبواق، رافعين لافتات المرشحين، وانتشرت مشاهد الفرحة في الشوارع، حيث تجمع الأهالي في الميادين والمقاهي يتبادلون التعليقات حول الجولة المقبلة، في أجواء بدت أقرب إلى احتفال جماعي يعكس شعورا عاما بأن صفحة جديدة فتحت وأن العملية الانتخابية تعود بروح أوضح وثقة أكبر.