في ذكرى ميلاده.. محطات من حياة «الجورنالجي» محمد حسنين هيكل - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 4:43 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ذكرى ميلاده.. محطات من حياة «الجورنالجي» محمد حسنين هيكل

شيماء شناوي
نشر في: الأحد 23 سبتمبر 2018 - 3:05 م | آخر تحديث: الأحد 23 سبتمبر 2018 - 3:05 م

تحل اليوم ذكرى ميلاد الأستاذ محمد حسنين هيكل، أسطورة الصحافة العربية والعالمية، «الجورنالجي» الذي عاش الماضي بتفاصيله، وقرأ الحاضر بدقة وحيادية، ولم يعتمد في سرده على الذاكرة فقط، بل سجل الأحداث التي عايشها بنفسه، واحتفظ بوثائقها، ليرويها بطريقته وأسلوبه الأدبي المتفرد للأجيال القادمة.

و«هيكل»، المولود في مثل هذا اليوم 23 سبتمبر، عمل في بلاط صاحبة الجلالة، ما يقارب من الـ75 عامًا، وأرخ للتاريخ المعاصر كما لم يسبقه في ذلك أحد، وساهم في صياغة السياسة في مصر ولعب فيها دورًا أساسيًا منذ فترة الملك فاروق، حتى وفاته سنة 2016، فقد كان شاهدًا على مجريات الأمور والأحداث العظام، من خلال علاقته الوطيدة بقادة دول عظمى، ودول إقليمية وعربية وغربية.

امتلك «هيكل» منذ عمله بالصحافة، صورة مغايرة للصحفي التقليدي، مكنته أن يقترب من أرفع المستويات السياسية في العالم، وأن يصنع اسما تسعى الأسماء الكبيرة للقاءه والحوار معه، حتى قال عنه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر: «هناك فرق شاسع بين هيكل وجميع الصحفيين، هم دائمًا يسألونني عن المشاريع والأخبار الجديدة، أما هيكل هو الوحيد الذي كان يكتب ما لم أبح به، وكان مازال مجرد خواطر داخل رأسي، وقبل أن أتحدث عنه، فهيكل وحده الذي يستطيع إيصال رسالتي إلى الناس لأنه يسكن في رأسي».

مارس الأستاذ هيكل، عمله الصحفي في 8 فبراير 1942، من خلال عمله في جريدة «الإيجيبشان جازيت»، كطالب متدرب، وكانت قضيته الأولى منذ اللحظة الأولى هي «الخبر» الذي كان يسعى دومًا إلى توثيقه رسميا، منذ ذهابه لتغطية معركة العلمين، واستمرت خلال مشواره الصحفي الممتد مع كبرى الصحف والمجلات في مصر وقتعا مثل مجلة «آخر ساعة»، و«أخبار اليوم»، ثم «الأهرام»، التي استمر فيها 16 عامًا وترأس تحريرها، حتى عام 1974، قبل أن يتقدم باستقالته على إثر خلاف مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وسط حالة من الذهول قائلا جملة قصيرة: «صفحة وانتهت»، ليبدء معها مشوار أكبر وأوسع مع كبرى الصحف ودور النشر العالمية.

لم يكن خروج «هيكل» من الأهرام نهاية الرحلة كما تصور البعض، بل كانت بداية رحلة جديدة مختلفة ومتألقة، أصبح فيها شخصية دولية وعلاقاته متشعبه، ما فتح أمامه المجال العالمي، فبدء يكتب في الـ«صنداي تايمز» وغيرها، ويصدر العديد من الكتب التي تُرجمت إلى لغات العالم المختلفة، وكانت مؤلفاته كثيرًا ما تقابل بالإعجاب وأيضًا تثير خلفها العديد من الأسئلة، وبهذا تغلب «هيكل» على الحصار الذي فرض عليه، ومحاولات إقصاءه عن المشهد، لكن هذا كله فضلًا عن خلافه مع «السادات» جعل بعض الصحف تشن عليه هجومًا ضروسًا امتد لسنوات ومنها جريدة منها «الأهرام» نفسها، وتعدت المانشتات ضده منها: «واحد.. ضد مصر، ماذا كان يريد هيكل؟»، بالإضافة اتهامه بالإساءة إلى مصر والوحدة الوطنية، ما جعله يمثُل أمام المدعى العام الاشتراكي للتحقيق معه.

كان «الأستاذ»، يؤمن بأنه سيحكي يوما كل ما رأه، فكتب يقول في كتابه بيت الصحافة والسياسة الصادر عن دار الشروق: «كنت أتمنى أن أكتب القصة، ومن هنا أنني لم أترك ما مر أمامي يضيع، وأنما حاولت أن أسجله موثقا»، وبهذه الوثائق ومهارته المتفردة في الوصول إلى أدق الوثائق الأصلية والمعلومات، أصبح «هيكل» أسطورة الصحافة عربيًا وعالميًا، وكان دائمًا ما يردد: «إن الذين وضعوا القواعد المنظمة لنشر الوثائق السياسية، والتي بدأت في أوروبا، كانوا في منتهى التوفيق والحكمة، لأنها ساعدت في فهم التاريخ وقراءة المشاهد السياسية جيدًا».

بدأت رحلة الأستاذ هيكل مع «دار الشروق» منذ زمن طويل، فقد شارك بالكتابة في مجلة «وجهات نظر» الصادرة عن دار الشروق، وهي المقالات التي كانت الصحف العالمية تتناقلها، وتعيد ترجمتها ونشرها، فيصبح كل مقال له سبق صحفي، كما كتب أول نموذج لـ«كيف يكون عروض الكتب»، التي كانت دار الشروق تسعى لعملها تجاه أغلب الكتب التي تصدر في العالم.

ثم تكرر تعاون «هيكل» مع دار الشروق ولكن هذه المرة بعيدًا عن الكتابة، بل كان بداية لسلسة برنامج تلفزيوني تحت عنوان «مع هيكل»، وكانت الفكرة عند طرحها تضم 20 حلقة، كما صرح بذلك المهندس إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشروق، قائلًا، في تسجيل له في فيلم وثائقي يتناول حياة هيكل: «كانت البداية على تنفيذ برنامج من 20 حلقة، لكن بعد أن تخطت مشاهدة الحلقة الواحدة 40 مليون مشاهدة، جعلنا الحلقات تصل إلى 200 حلقة، مدة الحلقة 52 دقيقة، تكلم الأستاذ في كل حلقة فيها بسلاسة وذهن متقد دون انقطاع تقريبًا، بشكل لم يجعلنا نحتاج معه إلى المونتاج أكثر من 3 دقائق، ثم وصلت هذه السلسة إلى أكثر من 200 حلقة».

وتوفي الأستاذ يوم الأربعاء الموافق 17 فبراير 2016 عن عمر ناهز 93 عاما بعد صراع قصير مع المرض، فقد كانت حالته الصحية قد ساءت خلال الثلاثة أسابيع الأخيرة من حياته، وخضع خلالها لعلاج مكثف في محاولة لإنقاذ حياته، بعد تعرضه لأزمة شديدة بدأت بمياه على الرئة رافقها فشل كلوي استدعى غسيل الكلى ثلاث مرات أسبوعيا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك