خانة اليَك - كمال رمزي - بوابة الشروق
السبت 4 مايو 2024 2:14 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خانة اليَك

نشر فى : الجمعة 1 يناير 2016 - 10:30 م | آخر تحديث : الجمعة 1 يناير 2016 - 10:30 م
المقصود بها محاصرة اللاعب المقابل، داخل خانة واحدة، فى لعبة الطاولة، فيصبح مقيدا، محبوسا، لا مجال أمامه للحركة أو المناورة.. استعار الكاتب، لؤى السيد، هذا المصطلح عنوانا للفيلم، هو عنوان ملائم لحكاية خمسة شبان يستيقظون من غيبوبتهم على التوالى، واحد بعد الآخر.. يجدون أنفسهم داخل مصنع مهجور، قذر، مغلق الباب والنوافذ، والأدهى أنهم جميعا، فقدوا ذاكرتهم، لا أحد يعرف اسمه، ولا يدرك كيف جاء إلى هذا المكان.
بداية مشوقة، غامضة، تثير الاهتمام، خاصة ان أحدهم، البدين، قوى البنية، مكبل اليدين والرجلين، مربوط فى مقعد «محمد شاهين».. وآخر «رامز أمير»، الراقد فوق أنابيب غاز، لا يستطيع حراكا، نظرا لإصابته بكسر فى عموده الفقرى. إلى جانب أصحاب الوجوه الجديدة «نبيل عيسى وعمر السعيد»، ثمة «محمد فراج»، الايجابى النشيط، أول من يفيق من النوم الإجبارى. يحاول استكشاف المكان، ننتقل معه من ركام إلى مكتب قديم يعلوه تراب كثيف.
المخرج، أمير رمسيس، حاول إضفاء شيء من الحيوية فى المشاهد الطولة، مع شخصيات بلا ملامح، فى منطقة لا تتجاوز عدة أمتار، لكن السيناريو، القائم على حوارات مطولة، لا يسعفه، ذلك أن الحوارات هنا، أقرب للثرثرة المفتعلة، مجرد مشاغبات مفتعلة، كأن يعترض بعضهم على فك وثاق «محمد شاهين»، خوفا من ان يكون هو المجرم الذى ساقهم إلى ذلك السجن، أو أن يسأل كل منهم عن حقيقة الآخرين.. الفيلم، يكاد يتحول إلى مسرحية بليدة، لا يتوفر فيها شروط الكتابة الدرامية، حتى إنه فى الإمكان حذف أجزاء من هنا وهناك، من دون أثر يذكر، سواء بالسلب أو الايجاب.
بسبب غياب التاريخ الشخصى لأبطال الفيلم، وتلاشى الفروق النفسية والاجتماعية بينهم، افتقر الأداء التمثيلى لأية خصوصية، فكل منهم يتكلم، وأحيانا يُجعر، كما يفعل بقية الزملاء.. هنا، يصل الأداء الموحد إلى أدنى مستوياته، لا يشفع له الكيشيهات المتوارثة، التقليدية، من أفلامنا القديمة، بما فيها من مغالاة وافتعال، وبلا مبرر، تندلع بين الشباب، خناقة تلو أخرى، تستخدم فيها البراميل، مع الاستعانة بصوت قرعة الطبلة مع كل كلمة، وضربة الكاس مع كل شلوت.
جوهريا، يتحرك الفيلم على طريقة «محلك سر» يبدو ساكنا برغم تقافز الأبطال هنا وهناك، مع فلاشات من صور غامضة تبرق فى ذهن بعضهم.
على استحياء، يضيف كاتب السيناريو خطا ثانيا: الشرطة، بناء على بلاغ المليونير «أشرف زكى» عن اختطاف ابنه، تحاول تعقب العصابة الخطيرة التى تطلب مبلغا كبيرا من النقود، مقابل إعادة الشاب المخطوف إلى أسرته، لكن الشرطة تفشل فى مسعاها، المرة تلو المرة، بسبب فطنة رئيس العصابة العتيد «أشرف مصيلحى».. لكن هذا الخط يأتى متقطعا، فاترا، لا تتجاوز مشاهده عدد أصابع الكف، وفيها، يتمكن رئيس العصابة من مراقبة رجال الأمن، الأمر الذى يقلق الأب «أشرف زكى» وخطيبة المخطوف «أمينة خليل».
فى الثلث، أو الربع الأخير من الفيلم، يتجه السرد إلى المونتاج المتوازى، فبينما تتسكع الخناقات، داخل المصنع القاتم، يتم التآمر بين أفراد العصابة: الرجلان المصاحبان للرئيس، يقرران تصفيته للاستئثار بالنقود.. والرئيس الشره يبيت النية على قتلهما للاستحواذ، وحده، على الفدية.
فى نهاية ركيكة، يسودها الاضطراب، يلتقى الجميع، لنكتشف السر.. الخطيبة، المتظاهرة بالقلق والحزن، ما هى إلا متآمرة مع «محمد فراج»، للزواج منه، والحصول على المال، وأن الجميع كانوا أصدقاء، بما فى ذلك المخطوف، الذى يدارى جريمة الخاطف.. فى المقابل، يقوم «محمد فراج» بتسليم حقيبة النقود لضابط الشرطة.. أما لماذ فقد الجميع ذاكرتهم، وكيف عادت لهم، فإنها اسئلة لا يجب عنها الفيلم المصطنع، الذى يضع مخرجه المأمول، صاحب «بتوقيت القاهرة».. فى خانة اليك.
كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات