لأجلك يا مدينة الصلاة.. أصلى - إكرام لمعي - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 4:01 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لأجلك يا مدينة الصلاة.. أصلى

نشر فى : الجمعة 1 مارس 2024 - 9:15 م | آخر تحديث : الجمعة 1 مارس 2024 - 9:15 م
نقلت وكالة الإعلام الروسية، عن السفير الفلسطينى فى موسكو، اجتماع ممثلين عن حركتى فتح وحماس فى روسيا، لبحث تشكيل حكومة وحدة فلسطينية وإعادة بناء غزة.
كما أكد نائب وزير الخارجية الروسى ميخائيل بوجدانوف لوكالة ريا نوفوستى أنه تم التخطيط لمثل هذا الاجتماع.
وقدم رئيس الوزراء الفلسطينى محمد إشتيه استقالة حكومته للرئيس الفلسطينى محمود عباس، وقال إشتيه فى كلمة له إن قطاع غزة يتعرض لإبادة جماعية، وأكد «سنبقى فى مواجهة مع إسرائيل حتى إقامة الدولة الفلسطينية».
وأضاف رئيس الوزراء الفلسطينى المستقيل أن المرحلة المقبلة تحتاج لترتيبات حكومية وسياسية جديدة، مضيفًا أنها تحتاج أيضا لإدارة السلطة لكل الأراضى الفلسطينية.
وكشفت مصادر مطلعة فى وقت سابق أن محمود عباس يُعد لتشكيل حكومة جديدة، استعدادا لليوم التالى للحرب على غزة، تكون أولويتها أمن غزة وإعادة إعمارها.
وقالت المصادر إن الحكومة الجديدة ستكون حكومة خبراء (تكنوقراط)، وليست حكومة سياسية.
• • •
ولقد حذر إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق، فى صحيفة هاآرتس من أن الهدف النهائى لبنيامين نتنياهو ومن معه، هو «تطهير» الضفة الغربية من سكانها الفلسطينيين، والمسجد الأقصى من المصلين المسلمين، وضم تلك الأراضى إلى دولة إسرائيل.
كما هاجم فى هذه الصحيفة بمقال عنوانهِ: «شركاء نتنياهو فى الائتلاف يريدون حربًا إقليمية شاملة. وغزة ما هى إلا خطوة أولى».
وأشار إلى أن مسعى نتنياهو و«عصابته» لن يتحقق دون «صراع عنيف واسع النطاق» ربما يقود إلى «هرمجدون» أو حرب شاملة، تُريق دماء اليهود داخل إسرائيل وخارجها، وكذلك دماء الفلسطينيين.
وستشمل الحرب، غزة جنوب إسرائيل، والقدس والضفة الغربية، «والحدود الشمالية» لإسرائيل «بالقدر اللازم»، بما يعطى الانطباع بأن الإسرائيليين يقاتلون فى «حرب البقاء» التى تبيح ارتكاب «ما لا يُطاق».
ولم يستبعد أولمرت تفكيك الحكومة الإسرائيلية وطرد رئيس الوزراء فى المرحلة الحالية، ليتولى أفراد ما وصفها أولمرت بـ«العصابة» شئون إسرائيل، وسلط الكاتب الضوء على «الثنائى اليمينى المتطرف، وزير الأمن القومى إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش».
وقال أولمرت إن بن غفير وسموتريتش «قررا التضحية بالرهائن لمنع إنهاء الحملة العسكرية» التى يرى أولمرت أنها «حققت حتى الآن نجاحات مبهرة للجيش الإسرائيلى»، لكنها بعيدة عن تحقيق «النصر الكامل»، حتى لو استمر العمل العسكرى لعدة أشهر أخرى.
إن ما يريده شركاء نتنياهو من استمرار العمل العسكرى، هو جر إسرائيل إلى رفح، مما يعرض اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر للخطر بشكل ملموس وفورى.
وحذر المقال أيضًا من أن اجتياح رفح سيشعل شوارع المدن العربية التى تربطها بإسرائيل «علاقات أمنية ضرورية».
ويبدو أن أولمرت كان له بعد نظر فرئيس الوزراء الإسرائيلى الحالى يواجه الآن سيلًا من الهجوم الإعلامى فى الداخل الإسرائيلى، مع قرب التوصل إلى اتفاق تهدئة مع حماس، وبدء الإدلاء بالأصوات فى الانتخابات البلدية التى تأجلت مرتين عقب هجوم حماس على جنوب إسرائيل، ويرى فيها خبراء أنها مقياس للمزاج العام فى إسرائيل.
• • •
وتأتى موجة الهجوم الجديدة فى وقت تزداد فيه الإشارات بقرب التوصل إلى صفقة تبادل جديدة تفضى إلى هدنة فى قطاع غزة.
وقال الرئيس الأمريكى جو بايدن إنه يأمل أن يتوقف القتال خلال شهر رمضان، وحدد يوم الإثنين المقبل موعدًا لتنفيذ هدنة جديدة، وهو ما اعتبر مفاجأة حتى لأطراف الحرب، حيث نفت إسرائيل وحماس التوصل إلى اتفاق حتى الآن.
تحدث نتنياهو لجنود الجيش الإسرائيلى فى قاعدة زيكيم قائلًا «إسرائيل تواجه ضغوطًا لإنهاء هذه الحرب قبل تحقيق جميع أهدافنا».
وأردف: «نود إطلاق سراح المزيد من الرهائن، ونحن على استعداد لبذل جهود كبيرة للوصول إلى ذلك، لكننا لن ندفع أى ثمن، خاصة الأثمان الوهمية التى حددتها حماس».
وعشية الانتخابات، هاجم رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك، نتنياهو فى مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلى، قائلا إن «نتنياهو مستعد للمخاطرة بحياة الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس فى غزة منذ 7 أكتوبر إذا كان ذلك سيفيد صورته، فمن المهم بالنسبة له أن يبدو قويا بدلا من التوصل إلى صفقة؛ إنه على استعداد للمخاطرة بحياة الرهائن».
أما بالنسبة للأسرى والمحتجزين، فصحيفة «واشنطن بوست» أفادت أن الجيش الإسرائيلى واثق من أن يحيى السنوار يختبئ داخل «شبكة» من الأنفاق أسفل جنوب غزة. لكنه محاصر بدروع بشرية من «الأسرى والمحتجزين» بهدف ردع عملية اعتقاله أو قتله، مما يحبط جهود إسرائيل لتفكيك المنظمة وإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر.
وبحسب الصحيفة قال مسئولون إسرائيليون حاليون وسابقون فى مقابلات، إن العملية الإسرائيلية فى غزة لا يمكن أن تنتهى إلا بعد القبض على السنوار أو قتله أو إنهاء قدرته على إدارة المنظمة.
وفى تأكيده على ضرورة القضاء على زعيم حركة حماس، وإلى أى مدى تتوقف الحرب على نجاح تلك المهمة، قال بنيامين نتنياهو فى اجتماع لحزبه الليكود فى وقت سابق من هذا الشهر: «سوف نقتل قيادة حماس. يجب ألا ننهى الحرب قبل ذلك الوقت».
تحديد موقع السنوار قد لا يكون صعبًا، من الناحية التكتيكية أو السياسية، لكن الصعوبة تكمن فى شن عملية عسكرية لقتله دون قتل أو إصابة العديد من الأسرى والمحتجزين، وفقًا لما نقلته «واشنطن بوست» عن مسئولين استخباراتيين وأمنيين إسرائيليين وأمريكيين وغربيين آخرين وصفوا موقع السنوار.
وقال مسئول إسرائيلى كبير: «الأمر لا يتعلق بتحديد مكانه، بل يتعلق بالقيام بشىء ما دون المخاطرة بحياة الأسرى والمحتجزين».
يُعتقد أن السنوار مختبئ فى منطقة الأنفاق أسفل خان يونس، جنوب قطاع غزة، حيث ولد فى عائلة أُجبرت على الخروج من بلدة المجدل او عسقلان، وقال مسئولون أمريكيون إنهم يتفقون مع التقييم الإسرائيلى بأن السنوار يختبئ فى مكان ما تحت مسقط رأسه ويحيط نفسه بالمحتجزين، كبوليصة تأمين نهائية.
وبحسب صحيفة «ذا فاينانشال تايمز» البريطانية، التى كتب فيها محرر الشرق الأوسط، أندرو إنجلاند، مقالا عن موقف واشنطن المحاصر بين دعم إسرائيل من جهة، والرغبة فى وقف حرب غزة من جهة أخرى فأمريكا هى «الدولة الوحيدة التى تتمتع بنفوذ كبير على إسرائيل»، لذا فإن دورها فى هذه العملية «بالغ الأهمية».
وأشار إنجلاند إلى زيارة مستشار البيت الأبيض لشئون الشرق الأوسط بريت ماكجورك، إلى إسرائيل، بعد أن زار مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز، الوسيط الرئيسى للولايات المتحدة فى محادثات الأسرى والمحتجزين الدوحة والقاهرة.
وأشار إلى أن رحلة ماكجورك لا تهدف فقط إلى إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، بل هى وسيلة لإيقاف الصراع مؤقتًا، خاصة وأن نتنياهو يهدد بشن هجوم على رفح المكتظة بنحو نصف سكان قطاع غزة بأكمله.
• • •
ومبعث القلق فى واشنطن والدول العربية، هو أنه بدون اتفاق رهائن يوقف الحرب، لستة أسابيع كبداية، فإن الفرصة فى نجاح الجهود لتهدئة الصراع الإقليمى «ضئيلة».
وتشعر الدول العربية بالقلق من أن قدرة الولايات المتحدة على قيادة مبادرات السلام سوف تتضاءل مع انطلاق الانتخابات الأمريكية، وفقًا للمقال، الذى يضيف أن واشنطن تأمل فى وقف الصراع مؤقتا على الأقل ــ قبل بدء شهر رمضان ــ خوفا من تصاعد التوترات خلال الشهر المقدس لدى المسلمين.
وبحسب إنجلاند، فإن التحدى الذى يواجه الوسطاء، هو إقناع حماس «باحتمال التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار فى نهاية الاتفاق، فى حين يسمح لإسرائيل بتجنب أى التزام من هذا القبيل».
ومع ذلك، أشار المقال إلى أن «نفاد صبر» الرئيس الأمريكى جو بايدن من نتنياهو، لا يعنى أن واشنطن مستعدة لاستخدام «كامل ثقلها» الدبلوماسى، كفرض شروط على مبيعات الأسلحة، أو عدم استخدام حق النقض على القرارات التى تنتقد إسرائيل فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أو الضغط بقوة على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار.
كما أفاد موقع «أكسيوس» الأمريكى بزيارة قام بها رئيس أركان الجيش الإسرائيلى هرتسى هاليفى ورئيس جهاز الأمن الداخلى «الشاباك» رونين بار إلى القاهرة، «لتقديم ضمانات للمسئولين المصريين بأن أى هجوم عسكرى على رفح لن يدفع الفلسطينيين عبر الحدود إلى مصر».
بينما تقول إسرائيل إنها ستنتقل إلى رفح للقضاء على آخر معقل لحماس. كما تعتقد بوجود بعض الأسرى والمحتجزين وقادة حماس هناك، وتواجه هذه العملية معارضة دولية واسعة النطاق وسط مخاوف على مصير أكثر من مليون نازح فلسطينى لجأوا إلى رفح، وقد حذرت مصر بشدة من أن التحركات الإسرائيلية من شأنها أن تقوض معاهدة السلام بين الجانبين.
إكرام لمعي  أستاذ مقارنة الأديان
التعليقات