مسئولية الأغلبية - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 2:49 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مسئولية الأغلبية

نشر فى : الإثنين 2 أبريل 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 2 أبريل 2012 - 9:15 ص

خيّبت جماعة الإخوان ظن من يأملون فيها خيرا، بإصرارها على الاستحواذ على النسبة الأكبر فى الجمعية التأسيسية لتشكيل الدستور، وكنت أتمنى أن تعلى من شأن صالح الوطن وتوافق الجماعة الوطنية، حتى لو تصادم ذلك مع رؤيتها لكيفية تنفيذ برامجها، باعتبارها صاحبة الأغلبية البرلمانية الحقيقية.

 

أحمل تقديرا لتضحيات الجماعة وأجيالها المتتالية، وما واجهوه منذ النشأة فى نهاية عشرينيات القرن الماضى وحتى اليوم، وأصدق شعارهم الذى خاضوا به الانتخابات الأخيرة «نحمل الخير لمصر»، ولا أصدق ما يقال عن صفقات ومؤامرات تعقدها مع هذا الطرف أو ذاك كى تستقر لها الأمور ويستقيم لها شأن الحكم، وأحسبه ضمن «مكايدات» السياسة وصغائرها المعتادة، وأوقن أن سنوات طويلة من العمل الدعوى والعمل السياسى حتى لو كان محظورا، أكسبتهم خبرات هائلة، وجعلتهم أكثر قدرة على تقدير المواقف بدرجة كبيرة من العقلانية، حتى بدا خطابهم مغايرا لما كان عليه قبل سنوات، وجذب إليهم متعاطفين من خارج قوائم أعضائها، خصوصا أن عملية التجريف السياسى والأخلاقى التى مارسها نظام مبارك على مدى ثلاثة عقود، أجدبت الحياة السياسية تماما، وأفسدت النخب الليبرالية واليسارية حتى بدا حالها على ما نراه اليوم، وبدا لكثيرين أن سفينة الجماعة، هى الأقدر على العبور بالوطن فى هذه المرحلة الصعبة، فمنحوها ثقتهم وأصواتهم، باختيار حر وليس بعصا السمع والطاعة.

 

هذا الاختيار الحر يبقى مشروطا بخير مصر كلها وليس خير الجماعة فقط، وهذا هو ما نعنيه بمسئولية الأغلبية، التى عليها أن تترفع عن الصغائر، وأن تطمئن شركائها، وأن تبادر إلى التضحية والإيثار إذا كان ذلك فى صالح الجماعة الوطنية، أو حافظا لها من التشرذم والتشظى، وأرجو ألا يصح ما يذهب إليه محللون من أن الجماعة حين بدا لها أن لحظة الحكم لاحت بعد طول عناء، فإنها قررت ألا تفرط فيها، وأن تقصى عن الساحة كل «غرمائها»، الذين كانت تعتبرهم شركاء قبل شهور قلائل.

 

عندى أمل كبير فى أن تتمكن «الجماعة» من ترميم الشرخ الكبير الذى أحدثته فى صفوف الجماعة الوطنية، وأصابت تداعياته مصداقيتها، وأرجو أن يكون ما جرى خطأ فى التقديرات لا أكثر، وأن يسارع حكماؤها بتصحيحه،ليبرهنوا على أنهم مازالوا عند ما عاهدوا الناس عليه «مشاركة لا مغالبة»، وأنهم يحملون الخير لكل المصريين، وأن ما يقولونه عن مدنية الدولة وحقوق أبنائها وإعلاء شأن المواطنة والحريات والديمقراطية، هى قناعات حقيقية لا شعارات انتخابية.

 

وقاكم الله شر فتنة السلطة ومفاسدها.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات